مقالات الرأى

سيد البالوي يكتب: السيسي وزيراً للدفاع، أنقذ مصر من الاستبداد وسفك الدماء واوهام الخلافة

بقلم . سيد البالوي

0:00

في مثل هذا اليوم ٢٤ رمضان ١٤٣٣هـ الموافق ١٢ أغسطس ٢٠١٢م يقدم الجيش المصري القائد عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع في مهمة هي الأعظم والأخطر في تاريخ العسكرية المصرية للحفاظ على الدولة والنظام الجمهوري واستقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.
لم نكن نعلم نحن الشعب بالمخطط الخبيث من الجماعة التي ظنت أنها قد سيطرت على أكبر دولة عربية وافريقية بل وأكبر قوة تأثير دولي ولم يتحملوا الصبر لإظهار الهدف الأكبر لهم وهو وهم إقامة الخلافة هذا الوهم الذى عشعش في ادمغة الجماعات المتطرفة لاستعادة الحكم الاستبدادي وليس الحكم الإسلامي كما يزعمون ،فالفارق كبير بين النبي صلى الله عليه وسلم الذى بُعث لنشر الدعوة بالكلمة والتعايش السلمي وتخليص الإنسانية من الاستعباد وسفك الدماء وهو نفس المنهج الذى اتبعه الخلفاء الاربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي عليهم جميعا السلام ورضي الله عنهم وارضاهم وهذا ما جاء بالحديث النبوي الصحيح عن مدة الخلافة أو الفترة التي يطلق عليها مصطلح الخلافة في الإسلام وغير ذلك يسمى مُلك وليس بخلافة
“الحديثِ يَقولُ سَفينةُ مَولى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “خِلافةُ النُّبوَّةِ ثَلاثونَ سَنَةً”، أي: مُدَّةُ بقائِها في أُمَّةِ الإسلامِ بَعْدَ وفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، “ثُمَّ يُؤتِي اللهُ المُلْكَ مَنْ يَشاءُ”، أي: ثُمَّ تتَحوَّلُ الخِلافةُ إلى مُلْكٍ يُعْطيه اللهُ تعالى لِمَنْ يَشاءُ.”
وللأسف الشديد ما جاء بعد الخلفاء الراشدين كان حكماً استبدادياً من سفك للدماء وإتباع للأهواء، فمن لا يعرف أو لم يسمع بمذابح الحجاج وابو مسلم الخرساني وغيرهم من السفاحين والمجرمين الذين سفكوا دماء المسلمين حتى دماء الصحابة لم تكن لها عندهم حُرمة ولا ذمة هذا هو الحلم الذي يريد مدعي الحُكم الإسلامي اقامته وهذا ما حدث في نماذج التطبيق التي حاولوا تنفيذها في الدول التي سيطرت عليها الأفكار التكفيرية وهذا هو السواد الذي انقذنا الله منه بفضل يقظة الجيش المصري واختيار القائد عبد الفتاح السيسي للقيام بمهمة انقاذ مصر .
وبكل صراحة وصدق يوجد لدينا امية ثقافية كبيرة جداً وخطيرة جداً وفجوة في التواصل والاتصال مع الشريحة العريضة من الجماهير بسبب اننا اختزلنا الثقافة في الحصول على أعلى الشهادات وشتان بين الثقافة والتعليم لان الثقافة حياة تشمل كل نواحي الفكر والسلوك الإنساني والتعلم هو تحصيل بعض المعارف والتخصص فيها ومن ناحية أخرى اصبحنا لا نعرف الثقافة الا في الفنون فقط وهذا أيضا قلل من الوعي المجتمعي بأهمية الثقافة وتركنا الساحة الجماهيرية لكل مدعي فكر ومستورد فكرة وفقدنا الحاضنة الوطنية التي تجمع شمل الامة فتشتتنا واصبحنا نقيم الاف المؤتمرات وملايين الندوات التي تعيد وتكرر نفس الكلمات لنفس الأشخاص واهدار للوقت وعمر الامة وتضييع للأجيال واهدار للمال العام بلا جدوى ولا تقدم حقيقي فقد اصبح التعليم كالماء والهواء وأصبحت الثقافة هواء وأصبحت في مصر عشرات الوزارات والمؤسسات من السبعينيات وحتى اليوم وتكلفنا أكبر تكلفة من أرواح ابنائنا وثروات بلادنا لاستعادة دولتنا حتى لا نضيع فى غياهب الظلمات .
نتذكر ونحن الآن في دولة استعادت جميع قواها وحققت القيادة المصرية بفضل قواتنا المسلحة وقيادة الرئيس السيسي مصر العُظمى التي يستمد المجتمع الدولي أجمع الاستقرار والأمن من استقرارها واثبتت القيادة المصرية أن الرؤية والقرار المصري هو الاصوب والاصلح للدين والدنيا والإنسانية ومازالت ثورة الضباط الاحرار التي ارست حُكم الجمهورية تثبت أنها الافضل للشعوب والحريات والتخلص من حُكام الاستبداد واوهام عقول حبيسة داخل خيالات عهود انتهت بما لها وما عليها ولو فهموا الإسلام الصحيح لعلموا أن الاسلام ليس حبيس نظام سياسي بعينه وإنما دين يصلح لكل زمان ومكان ولكل حُقبة رؤيتها وفكر إدارتها .
ويعلم الجميع التنوع في التكوين التنظيمي للجماعات الإسلامية أو بمصطلح أصح جماعات نقص الوعي الديني مع إدعائهم المعرفة والشمولية ورغم ما لديهم من قصور فكري وتطرف وانحراف عن إجماع الأمة وتناحر وتراشق فيما بينهم الا انهم جميعا يعملون ضد المؤسسة العلمية والفقهية الأكبر في العالم وهى الازهر الشريف ويسعون جميعا لإسقاط النظام الجمهوري بدعوى تحقيق حلم أو وهم الخلافة المزعومة التي لا تختلف كذبتها عن كذبة الصهاينة في هيكل سليمان .وللأسف الشديد مازالت هذه الجماعات تعمل وتنشر الفكر الضال من تنظيمات تعمل خلف ستار الدعوة وعدم العمل السياسي ولكن تعمل لنشر وغرس أفكار تُدار من خارج البلاد ك الاحباب أو التبلغيين كما يطلقون على أنفسهم الذين لهم مركز عالمي على أرض مصر والسلفيين الذين لهم قنوات تنشر الفكر المخالف لمنهج الأزهر والمُعادي للوحدة الوطنية فى ظل اننا كادباء وشعراء وأصحاب فكر معتدل لا نجد الحاضنة الإعلامية برغم عشرات القنوات الفضائية التى يمتلكها رجال أعمال يدعون دعم الدولة والرئيس فقط لتحصيل منافع شخصية وترفض قنواتهم استضافة سوى أصحاب التريندات الهابطة ولا يبحثون عن المحتوى الجيد وبهذا نظل دون تدخل فكري وثقافي حقيقي للقضاء على هذا التطرف فلا ثقافة بلا إعلام وحيث أنه تم القضاء أو تحجيم التطرف الإرهابي المسلح في سيناء ومصر بالتدخل العسكري الحاسم والقوي من جيشنا وقيادة الرئيس السيسي بعملية التطهير والإعمار تبقى جماعات نشر الفكر المُعادي الذى يُرسخ في العقول أوهام تريد العودة بمصر من الحضارة والتقدم للرجعية وارتداء أفكار وملابس ازمنة اندثرت وكاننا نصور مسلسل أو فيلم تاريخي ويرجع هذا لفهم ناقص ترسخ في عقول هؤلاء وظنوا بأنهم لن يصبحوا على الإسلام الا إذا اعادوا نفس العيشة والحياة التي عاشها السلف وعزلوا عقولهم عن الفهم الصحيح والحقيقة انه لو كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف يعيشون بيننا الآن لكانت لهم رؤية حضارية تنافس حضارات الأمم المتقدمة فى هذا الزمان كما تفوقوا على حضارات الأمم في صدر الإسلام .
وأخيراً أقول لأصحاب الأفكار المنشقة عن رؤية الامة فكريًا لابد من الاعتدال ولابد من تقنين العمل العام في الدعوة والوعي والثقافة ضمن رؤية واحدة يعمل فيها الجميع لخدمة الامة المصرية وليس فوضى تعمل فيها كل جماعة وفئة على هواها حتى وان كانت وزارة او تيار ديني ولابد من استعادة الريادة الثقافية المجتمعية بالعمل تحت مظلة وطنية جامعة شاملة تحفظ وتحافظ على وحدة وسلامة وأمن واستقرار الدولة المصرية وتحفظ أرواح الشعب أجمع وتضمن الحياة الكريمة للأجيال القادمة جعل الله مصرنا الحبيبة دوماً في خير وحفظ بشعبها الواعي وجيشها العظيم ورئيسنا البطل قائد مسيرة الانقاذ والانجاز ومحقق الاعجاز ونأمل فى القريب العاجل أن تُعيد الدولة وتستعيد القوة الثقافية باستعادة الحشود الجماهيرية ليس مشاهدي العروض الذين تضعهم وزارة الثقافة فى الإحصائيات كنتائج عمل لها وإنما الحشود التى تشارك فى الحركة الإبداعية وتوجد الكثير من مقترحات التعاون لو مُدت الأيدي للتعاون بدلاً من عمل اُذن من طين كاننا اسرائيل وهم فلسطين .

زر الذهاب إلى الأعلى