مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : مشاهدات رمضانية 3

علاقة مشروعة ونهاية غير مشروعة !

0:00

منذ بداية الحلقات أستوقفني هذا العمل بأحداث جذابة و مفاجآت درامية سريعة ومشوقة، مسلسل “علاقة مشروعة”  يذكرنا بقصص الدراما الاجتماعية و الرومانسية القديمة الحكاية قائمة على  العلاقات المتشابكة بين الأزواج و الأصدقاء ودور الخيانة في تلك العلاقات.
سيناريو سماح الحريري جيد في رواية الأحداث بدون مط وتطويل في كشفت العلاقة المعقدة والغامضة بين الثلاثي عمرو وبثينة وأمجد، وظل الغموض حول شخصية بثينة حتى نهايتها المفاجأة.
أعجبني في السيناريو كتابة الشخصيات بشكل متوازن وبعيدا عن الطيبة المطلقة أو الشر المطلق، الشخصيات واقعية وممكن أن تكون قابلت مثلهم في دائرة حياتك الاجتماعية عمرو البطل مثل كثير من الرجال يتعرض لأزمة منتصف العمر ويقع في قصة حب يحاول أن يقاومها ولكنه يفشل ! وبالطبع بين ذلك إهماله لزوجته وأبناءه أما بثينة فكانت أكثر الشخصيات المحيرة أحيانا تكرهها وأحيانا تتعاطف معها خاصة بعد نهايتها المؤلمة! ومعها أمجد الطرف الثالث في العلاقة وهو المظلوم بينهم.
ياسر جلال كنت أشك إنه سيخرج سريعا من دراما الاكشن التي أرتبط بها في السنوات الأخيرة ولكنه يعيد اكتشاف نفسه مع هذا الدور وقدم شخصية عمرو بشكل جيد وخاصة في علاقته مع زوجته وحبيبته وأبناءه وكيفية تصرفه مع أخطائهم وتحمله إنه السبب وكيفية احتواءهم.
مي عمر منذ الموسم الماضي تسير بشكل جيد وبدأت تقدم تنوع في أعمالها وقدمت شخصية بثينة بشكل ناجح ومقنع ، أحيانا تتعاطف معها وأحيانا لا! وتشعر أن داخلها بعض الشر ! نجحت في توصيل غموض هذه الشخصية.
أما مراد مكرم الصديق والزوج المخدوع قدم واحد من أفضل أدواره.
وداليا مصطفى كنت أفتقدها في الدراما وتستحق منحها مزيد من الأعمال، وميمي جمال والأبناء وبسنت شوقي كانوا موفقين أيضا.
المسلسل الذي أخرجه خالد مرعي من الأعمال الجيدة هذا الموسم وتؤكد على نجاح تجارب المسلسلات القصيرة وأن ١٥ حلقة تكفي جدا.
النهاية كانت صادمة وغير متوقعة وربما كانت غير عادلة أن تتورط الزوجة “المظلومة” في جريمة قتل بالخطأ وهي الشخصية الوحيدة المسالمة في العمل والتي لم تخطيء.

_ وأخيرا .. شبح ٢٠٢٠ حاضر بقوة !

كالعادة النجاح الكبير يُحمل صناعه مسؤولية أكبر ويفتح باب المقارنات، الكثيرين كانوا ينتظرون الثنائي الناجح نادين نجيم وقصي خولي في عملهم الجديد بعد أيقونتهما ٢٠٢٠ ماذا سيقدمان ؟ ولكن يبدو أن العمل الجديد “وأخيرا” لم يستطع تكرار نجاح ٢٠٢٠ الذي وصل وقتها إلى دول عربية كثيرة ! على الرغم من أن المسلسل تدور أحداثه في ١٥ حلقة فقط إلا أن السيناريو كان مملا في منتصف الحلقات وخاصة بعد خطف البطلة ورفيقاتها هبط ريتم الأحداث حيث ظلت تدور في متاهة البحث وداخل القبو!  كان يجب اختصار تلك المشاهد وإعطاء عالم شخصية أبو الدهب مساحة أكبر مبكرا في الأحداث.
هو محاولة من صناع وأخير لاستنساخ ٢٠٢٠ حتى ذهبوا لنفس البيئة الشعبية ! وهو خطأ كبير لأنه فتح باب المقارنة مبكرا ولم تكن في صالح وأخيرا، حتى أداء نادين نجيم و قصي خولي لم يصل لمستوى ٢٠٢٠، وكان الأفضل أن يختاروا عالم وبيئة جديدة عن ٢٠٢٠، وكانت ستكون هناك مشكلة فنية لو قرروا أن يكون هذا العمل ٣٠ حلقة.
اللافت إن تقديم شخصية البطلة الغامض والمثير لم يكتمل بنفس القوة و التشويق وكان يمكن استغلاله بشكل أفضل، أيضا من الأخطاء تقديمها على أنها سوبر هيرو بدون مبررات كافية !
وأيضا رغم مرور وقت على علاقة الحب بين خيال وياقوت وحتى اقتراب زواجهما وهي لم تكشف له عن حقيقة علاقتها الخفية ؟! وكأنها ستهرب منه يوما ما !
يبدو أن السيناريو حمل وجهات نظر كثيرة لدرجة أن كاتب القصة الأصلية بلال شحادات قال أنه لم يشاهد العمل ولو حدث تشابه بينه وبين ٢٠٢٠ هو مسؤولية الإخراج! وهكذا تفرق دم السيناريو بين الجميع!
ولكن في النهاية قدموا عمل مقبول جماهيريا وقصة جذابة عن مافيا تجارة النساء.
نادين نجيم في شخصية خيال أعجبتني أكثر في بداية الحلقات وكان أداءها جيد وكذلك قصي مقبول في شخصية ياقوت وحاول أن يخترع أفيهات للشخصية مثلما فعل معاقبته في ٢٠٢٠ !
منى واصف حضور قوي وقدمت شخصية الأم بشكل رائع وكان بينها وبين قصي أكثر من مشهد مؤثر .
ثنائية ناجحة “نادين وقصي” ولكن لم يحسن المنتج صناعة  حكاية درامية جديدة مكتفيا بوجودهما.

رسائل :

_ شيرين : في تغيير جو كأني أشاهدها لأول مرة تمثل أبدعت.
_ تحت الوصاية : الطفل والطفلة خطفوا القلوب منذ الحلقة الأولى.
جت سليمة: روح وذكريات الفوازير والف ليلة وليلة تعود من جديد.
_ أحمد فهيم : انتبه لخطواتك القادمة.
_ جومانا مراد : تفوقتي مع مشهد دميانه في استقبال جثمان زوجها.
_ عصام السقا : النجومية تحتاج القبول والموهبة قبل العلاقات.
_ كامل العدد وعلاقة مشروعة ورشيد : أحسنتم.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"