حكايات زمان

“حلاق الصحة” .. اختفى من الوجود ليظل فى ذاكرة السينما

كتبت _ حبيبة نصار

 حلاق الصحة من المهن التى انتهت واصبحت فى طى النسيان ، على الرغم من أن هذه المهنة كانت فى قديم الزمان لها “شنة ورنة”
من هو حلاق الصحة؟ 
حيث كان حلاق الصحة هو الطبيب المعتمد لدى أهل القرى والنجوع فقد كان متخصصاً فى علاج جميع الامراض بل كان جراح وممرض أيضاً مما جعله بمثابة مستشفى متنقله إضافه الى مهنته الأساسية وهى الحلاقة .
كما اعتاد حلاق الصحة على التواجد في القرى والنجوع بشنطة أدواته المصنوعة غالبا من الجلد أو الخشب وهي فى كثير من الأحيان مهنه متوارثه في عائلات معينه فكل حلاق يعلم ابنه اصول المهنه ليحمل عنه مسؤلية من الصعب التعود عليها حيث يعتمد عليه الاهالي بشكل كامل فى كل مايخص صحتم وصحه ذويهم ، فهو من يطهر الجروح ومن يكشف علي المرضي وهو من يشخص اوجاعهم وهو من يصف الدواء لهم بجانب انه الشخص الذي يقوم بعمليه الطهارة للأولاد.
و هناك العديد من الأخطاء الجسيمة التي كان يرتكبها اصحاب هذه المهنه ولكن ما باليد حيله لم يكن لدي البسطاء فى القرى بديلاً عنه حتى بعد أن تم انشاء مدرسه قصر العيني للطب وانتشار المستشفيات التى بها اطباء دارسين وممارسين للمهنه كان يذلك بمثابة انقاذ لسكان المدن بينما ظلت مهنة حلاق الصحة متداوله في القري والنجوع.
ويحكى أن حلاق الصحة كان يجلس على الطريق العام ويفرد أدواته على منديل أبيض وتنحى له الهامات والرؤوس وكانت الموالد ازهى ايامه حيث يقصده الاهالي لاتمام عمليات الطهارة للاطفال وكان يستخدم ادوات جراحية بسيطه فكان يري الكثير في وصفاته العلاجية الشفاء.
وارتبط الطب منذ قديم الزمن بأعمال السحر والشعوذة في المجتمعات البدائية حيث مارسه الكهنة والسحرة في بلاد الرافدين ومصر ثم الصين عن طريق الوخز بالابر الصينيه وهذا ما جعل من الحلاق طبيبا عن طريق وصفات طبيه معينه وكان بها سحر العلاج والشفاء.
وكان الحلاق الجوال يقصد اماكن تجمع الرجال مثل المقاهي واماكن العمل حاملا ادواته داخل الحقيبة التي تحوي جميع مستلزماته مثل ماكينه الحلاقه اليدويه والمشط والموس والقطن وتنتريوك للتعقيم وفرشاه حلاقه وتنظيف.
علي الرغم  من أن كثيرا من مرضاه بالرغم من اصابتهم بالعديد من العاهات الدائمه وموت الكثير منهم الا ان شعبيته لم تتأثر.
والمعروف أن عميد الأدب العربي، د.طه حسن فقد عيناه بسبب وصفه شعبيه خاطئة من حلاق الصحة جعلته يعيش طوال حياته فاقداً للبصر.
وقد تناول الفيلم الشهير “قنديل أم هاشم” هذه القضية من خلال قصة الفتاة التى كانوا يعالجون عينيها بزيت القنديل وهو الذى تسبب فى إصابتها بالالتهابات الشديده التي اضاعت بصارها بالكامل.





زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"