مقالات الرأى

جمال قرين يكتب : مصر تنتصر ولاتنكسر

*من واقع خبرتى وقراءتى المتواضعة للأحداث المتعاقبة التى مرت بها بلادى خاصة فى الفترة من 1967 والمعروفة بالنكسة كما وصفها هيكل -رحمة الله عليه- للتخفيف من وقع الهزيمة وتأثيرها النفسى على الجيش والمصريين
ولكن الانتصار العظيم فى معارك الاستنزاف وأكتوبر جاء بعدها مباشرة ‘ ولم يمر على هذا النصر فى أكتوبر سوى بضع سنوات حتى جاء حادث المنصة الرهيب واغتيال بطل الحرب والسلام الرئيس أنور السادات ودخلت مصر فى تلك الأثناء فى موجة إرهاب عنيفة وتولى مبارك الحكم فى ظروف بالغة التعقيد ‘ ثم أعقب ذلك استقرارأمنى خلال فترة حكم مبارك التى استمرت 30عاما شهدت فيه مصر نوعا من الهدوء والاستقرار السباسي والاقتصادي بفضل حكمة مبارك واختياره قيادات كفئة تتحلى بقدر من الخبرة والسياسة ‘

وبعد أن داهم مبارك القوى المرض بدأ يقوى نفوذ ابنه جمال ومجموعة أصدقائه من شلة رجال الأعمال وعلى رأسهم أحمد عز ونتيجة لهذا كان رد الفعل قويا فى الشارع ومعترضا ورافضا لسياسة جمال بدأ هذا الرفض فى خروج فئات مطحونة من المصريين للشارع احتجاجا على تدخل جمال فى الحكم واستحواذ رجال الأعمال من حوله على مكتسبات كثيرة بسبب اقترابهم منه لذلك اندلعت ثورة يناير 2011 والتى أطاحت بمبارك ‘ وللأسف حل مكانه الاخوان لأنهم كانوا الجماعة الوحيدة المنظمة سياسيا وفشلت ثورة 25يناير فى اختيار قائد لها الأمر الذى مكن هذه الجماعة للقفز على السلطة حتى لو تم هذا من خلال صناديق الانتخاب

ثم اندلعت شرارة ثورة 30يونيو والتى أطاحت بالاخوان من سدة الحكم وأعقب ذلك موجات إرهابية عنيفة ضربت البلاد ولولا لطف الله لسقطت مصر فى مستنقع الإرهاب للأبد ‘ ولكن بفضل تماسك الجبهة الداخلية وجسارة الجيش والشرطة الباسلة استطاعت مصر أن تواجه الإرهاب الأسود وتقضى على أوكاره سواء فى سيناء او على حدودنا الغربية مع ليبيا

لقد مرت مصر بانتصارات وانكسارات كما ذكرت ولكن بفضل الله تجاوزتها
واليوم تواجه مصر أيضا مشاكل وأزمات كثيرة أبرزها الأزمة الاقتصادية الطاحنة وشح الدولار وتوقف بعض المصانع عن الانتاج وتراجع السياحة وكثرة الديون الداخلية والخارجية التى بلغت عشرة ٱلاف مليار جنيه والتى لم تستثمر فى المشاريع المنتجة والربحية ولكن تم استغلالها فى إنشاء الطرق والكبارى والمحاور وكذلك المدن الفخيمة والترفيهية والسكنية
ومع كامل تقديرى لهذا التطوير الذى حدث فى الطرق والمواصلات لكن الاولوية كانت تقتضى استثمار جزء كبير من هذه القروض فى بناء المصانع المنتجة والمشروعات التى تدر عائدا كبيرا حتى تتمكن مصر من تسديد أقساط هذه الديون وتستثمر الباقى فى مشاريع مفيدة ومربحة ..

على اى حال ورغم كل الظروف الاقتصادية المعقدة انا متفائل أن مصر ستخرج من كبوتها بإذن الله ولكن بشرط تغيير السياسات التى أوصلتنا لهذا الوضع الكئيب .. لذلك أقترح تغيير الحكومة واستبدالها بحكومة كفاءات خاصة مايتعلق بالجانب الاقتصادى وتعظيم دور القطاع الخاص إلى جانب دور الدولة طبعا وإعادة النظر فى أمور كثيرة تسببت فى تراجع مصر ماليا واقتصاديا ‘
وليس عيبا أن نصحح أخطاءنا حتى نستطيع أن نخرج من هذا الوضع الصعب الذى وضعنا أنفسنا فيه ..
لاأميل لفكرة النزول للشارع الٱن بغرض التغيير وإن كان النزول مشروعا لأن ذلك غير مضمون العواقب وممكن نتائجه تبقى مدمرة لأن هناك قوى داخل وخارج مصر تنتظر هذه الفرصة وتتربص ببلادى لتصفية حساباتها مع الجميع ..
أتطلع أن يحدث التغيير قريبا جدا لأننا لانملك رفاهية الوقت تغيير فى الأفكار والرؤى والسياسات وكذلك الأشخاص لأن المصريين فى حالة غضب مستمر لم تحدث من قبل وأظن هذا واضحا من خلال مواقع التواصل الاجتماعى وأتمنى تكون الرسالة وصلت لصانع القرار من غير حاجة للنزول للشوارع والميادين
والكرة أصبحت الٱن فى ملعب النظام لإحداث التغيير المطلوب وإنقاذ البلاد من مصير مجهول وإرضاء للشعب الذى وقف لساعات طويلة للتصويت لصالح المرشح عبد الفتاح السيسى لأن أحواله المعيشية اليوم أصبحت لاتسر عدو ولاحبيب ولن أتحدث عن غلاء الاسعار الذى لم يسبق له مثيل من قبل والمواطن الذى كان يأكل وجبتين أصبح الٱن يأكل وجبة واحدة ..

إننى أثق فى حكمة وشجاعة الرئيس السيسى أنه سيأخذ القرار المناسب وفى الوقت المناسب للخروج من هذه الورطة والأزمة الطاحنة لأنه لايليق بدولة بحجم مصر أن تتراجع أدوارها السياسية والدولية بهذا الشكل المريع ..
مصر عظيمة دائما بتاريخها وبشعبها وجيشها تنتصر ولاتنكسر

زر الذهاب إلى الأعلى