المرأة والأسرة

اليوم العالمي للمرأة: اليوم الذي بدأت فيه “معركة النساء في إيران مع آية الله”

كتب - عبدالفتاح منصور

0:00

في أعقاب وفاة الشابة البالغة من العمر 22 عاما مهسا أميني بينما كان محتجزة من قبل الشرطة خرجت آلاف النساء والفتيات إلى الشوارع للتظاهر ، كانت مهسا قد اعتقلت بزعم أنها لم تكن ترتدي الحجاب “بالشكل اللائق” لكن هذه لم تكن المرة الأولى التي تخرج فيها حشود من النساء والرجال في البلاد للاحتجاج على أوامر السلطات بشأن ما يجب أن ترتديه النساء وكيف ينبغي أن يتصرفن.
كان من المفترض أن يكون تجمعا صغيرا للاحتفال باليوم العالمي للمرأة ، وهو يوم كان يعتبره المرشد الأعلى المعين حديثا آنذاك اختراعا غربيا ، لكن ما كان يفترض أن يكون احتفالية صغيرة تحول إلى مظاهرة حاشدة.
قبل ذلك بأربع وعشرين ساعة فقط كان مهندس الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله روح الله الخميني قد أصدر قرارا جديدا يفرض على جميع النساء ارتداء الحجاب في أماكن العمل ، وفي خطاب ألقاه أمام الآلاف من أنصاره في مدينة قم قال الخميني إنه بدون الحجاب تعتبر المرأة “عارية” وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية.
خرج نحو 10 آلاف رجل وامرأة إلى الشوارع في طهران في 8 مارس/ آذار عام 1979 والذي يوافق اليوم العالمي للمرأة ، للتعبير عن اعتراضهم على القرار.
تقول مهرانغيز كار وهي محامية وناشطة إيرانية بارزة في مجال حقوق الإنسان تبلغ من العمر 78 عاما: “في ذلك اليوم بدأت معركة بين آية الله والنساء.
في صباح اليوم التالي لإعلان الخميني احتشد آلاف النساء في كلية الحقوق بجامعة طهران. نظم التجمع آنذاك نقابة المحامين بطهران والتي كانت مهرانغيز قد التحقت بها كمتدربة.
تتذكر مهرانغيز ذلك الحدث بشغف ، قائلة: “كانت الأجواء ثورية كان المبنى ممتلئا ، بل وكان هناك عدد كبير من الناس المحتشدين أمامه أيضا. لم يأت أحد إلى هناك ليمنعنا ، أتذكر أن سيدة توجهت إلى الطابق العلوي وألقت بحجابها من النافذة كان شيئا رمزيا كما كان شيئا جميلا لقد كان أول تحد لأيديولوجية الخميني”.
بوصفها طالبة حقوق شابة في طهران عام 1979 كانت مهرانغيز معتادة على الحياة المنفتحة في المدينة كان الرجال والنساء يختلطون بحرية ، وكان ارتداء الملابس الغربية كالفساتين واستخدام مستحضرات التجميل أمرا شائعا .. ومن ثم فإن سلب تلك الحريات بين عشية وضحاها كان “صدمة”، على حد قول مهرانغيز.
في الوقت الراهن فإن الرجال والنساء غير المتزوجين يجازفون بالتعرض للمضايقة والملاحقة من قبل شرطة الأخلاق إذا هم شوهدوا يمشون معا في الشارع.
بعد مرور 50 عاما على تلك التظاهرة لا تزال النساء الإيرانيات يناضلن من أجل الحقوق ذاتها ، وقد أخذ بزمام المعركة جيل جديد ولد في عهد نظام يفرض قيودا تزداد صرامة .. شعرنا بأن حريتنا تواجه تحديا عليك أن تفهمي أن قبل ذلك بيومين فقط، كان الرجال والنساء يجلسون معا في المقاهي ودور السينما ، كان بإمكاننا ممارسة الرياضة وتسلق الجبال جنبا إلى جنب ، أما في الوقت الراهن فإن الرجال والنساء غير المتزوجين يجازفون بالتعرض للمضايقة والملاحقة من قبل شرطة الأخلاق إذا هم شوهدوا يمشون معا في الشارع.

زر الذهاب إلى الأعلى