حكايات زمان

“القرداتي” تحولت من مهنه للتسول .. الى مهنة “فى ذمة الله”

كتبت - حبيبة نصار:

“القرداتي” مهنه قديمة من المهن التى انقرضت في مصر واصبحت مجرد ذكرى تتناقلها الاجيال القديمة .

فقد كان القرداتى يتحول بالقرد فى الشوارع والحارات ويطلب منه امام الجمهور ان يؤدى بعض الحركات البهلوانية ومنها على سبيل المثال “نوم العازب” و”عجين الفلاحة” و” تعظيم سلام”.
وتعد مهنة القرداتي من أوائل المهن التى انقرضت فى مصر حيث كان الغرض منها فى الأساس هو تسلية الناس من أجل كسب المال وكان القرداتي يجوب الشوارع ويجمع الناس حوله لكي يشاهدوا عرض القرد وحركاته التى تكون غاليا مثار دهشة الناس .
وكان هذا القرد غالبا من فصيلة القردة الصغيرة التى يطلق عليها “النسانيس” وكان اغلب القرداتية يسمونه ميمون وكان القرداتي يقوم بالتطبيل علي الدف لكي يقوم ميمون ببعض الحركات البهلوانية كما كان يقوم بالقاء التحية علي الحاضرين وبالعزف علي الناي وفي حقيقة الامر كانت هذه المهنة بمثابة تسول ولكنه بطريقة تحفظ ماء الوجه حيث يسعي القرداتي الي اضفاء البهجة والسرور والبسمة علي وجوه الحاضرين ثم يقوم بقلب الدف بعد تقديم عرضه ليجمع فيه ما يجودون به والذى يكفى لمعيشته هو والقرد.
وكان معظمهم يقيم فى القاهرة فى منطقة تقع علي بعد عدة امتار من كوبري غمرة تسمي عزبة القرود وهي تحديدا المنطقة الواقعة من مصنع الثلج عند بداية كوبري غمرة من ناحية الزاوية الحمراء وممتدة حتى مشارف دير الملاك .. وأصبحت هذه المنطقة تحمل الآن اسماً آخر وهو عزبة أبو حشيش أو عزبة الصفيح.
أما فى الاسكندرية فكان أغلب القرداتية يقيمون فى منطقة تقع خلف محطة غبريال وكانت بها بعض العشش والأكواخ الصغيرة واسطبلات الخيل ويسكنها من يعمل فى تربية الحيوانات الأليفة وبيعها ومنها القرود وكانت تسمي أيضا عزبة القرود وبمرور الوقت باعت المحافظة الأراضي الخالية للأهالى الذين أقاموا عليها بيوتاً لا تزيد على أربعة أدوار وأصبحت أيضا منطقة عشوائية يتم الدخول اليها من خلال ممر ضيق يفصل بين محطة قطار غبريال والشارع الرئيسى الذى ينتهى بأرض تسمي أرض الحوفى وتدريجيا انقرض من يعملون بهذه المهنة من العزبة وظل اسمها ملتصقا بها.
وهكذا تحولت مهنة “القرداتى” من مهنة للتسول الى مهنة صات الآن فى ذمة الله بعد أن ماتت وذهبت بلا رجعة.

زر الذهاب إلى الأعلى