مهنة السقا واحده من أشهر المهن المصرية القديمة وكانت من المهن الخدمية التى ارتبطت بشكل مباشر بمتطلبات الحياة اليومية ، وظلت متواجده حتى نهاية مطلع القرن الماضى فقد بدأت تختفى تدريجيا منذ عام 1865.
وعلى وجه الدقة فقد بدأ تراجع اهمية السقا مع ظهور قكره انشاء شركة للمياه لتوصيل المياه الي المنازل والمباني والمنشأت والتى بدأت بالفعل في انشاء الات الضخ وانابيب للمياه توزع المياه داخل مدينة القاهرة ولكن مهنه السقا فى ذاك الوقت لم تنته بشكل سريع بل أنها تطورت واستحدثت سائل السقايه فلم تعد كما كانت تعتمد على القربة القديمة المصنوعة من جلد الماعز ، بل اصبحت متنوعة منها فناطيس معدنيه ومكعبات بلاستيكيه وجراكن محمولة على اكتافهم او براميل على عربات الكاروالتي تجرها الخيول والحمير فكان هناك أكثر من 68 منطقة عشوائية حول القاهرة لا تصل اليها المياه النظيفه وبالتالى فقد كان هناك ضرورة لوجود مهنة “السقا” ليقوم بنقل المياه الي هذه المناطق.
و “السقا” هو الشخص المسئول عن نقل المياه من الخزانات او الانهار الي المساجد والمدارس والمنازل والأسبلة وهي شرب العامة وذلك لعدم وصول المياه إلى هذه الاماكن لخدمة الاهالي.
وبحسب الباحثين تعتبر وظيفة “السقا” من الوظائف الهامة في عصر الخلفاء والولاة المسلمين في مصر… تمركز السقاؤون بالقاهره القديمه في حي يسمى باب البحر وهو يقع بجانب باب زويله وسمي بهذا الاسم عندما قام السلطان صلاح الدين الايوبي بتشييد باب يطل على النيل سنة 1174 في نهاية السور الشمالي الغربي للقاهره حيث حرص السقاؤون على التواجد بالقرب من مصادر المياه والمتمثله في نهر النيل.
وكان هناك خمس طوائف للسقائين ولكل طائفه منهم لها شيخ طائفة يتولى شؤونها وينظم عملها منها طائفتان في باب اللوق الاولى تقوم بنقل الماء على ظهور الجمال والثانية تنقل الماء على ظهور الحمير مع طائفه باب البحر ثم طائفه حارة السقائين وطائفه قناطر السباع وكانت هناك طائفه سادسه تعرف باسم الكيزان كانوا يطوفون الشوارع والاسواق ويحملون قرب الماء على ظهورهم ومعهم مجموعة من الكيزان لكي يقدموا المياه للاهالى.
كان يقوم المتقدم للعمل في مهنة السقا باجتياز اختبار مبدئى لكي يلتحق بطائفه السقايين وهذا لكي يحصل على رخصة مزاوله المهنه وهو ان المتقدم لابد ان يحمل قربة مملوءة بالرمل تزن حوالي 67 رطلا لمدة ثلاثة ايام وثلاثه ليالي دون ان يسمح له بالاتكاء او الجلوس او النوم.
وكان لا فرق بين رجل و امراه في هذه المهنه …وهذه “القرب” تكون عادة مصنوعة من جلد الماعز يقوموا بحملها علي ظهورهم ويضع فيها الماء البارد مخلوطا بالشبه لينقي الماء من رواسب طمي النيل لابقائه نظيفا وكان العمل مقابل مادي متفق عليه .
وكان دائما يفضل استخدام جلد الماعز لاعتباره مبرد للماء ، فكان لابد أن يكون امينا وحريصا على عدم تلوث المياه اثناء نقلها من النيل الى المنازل واسبلة الشرب العامه وكان يتقاضى ثمن قربة المياه التي يحملها مسافة ثلاثة كيلومترات من 10 إلى 30 فضة وهى العمله المتداوله حينها.
يذكر ان دور السقا الذى قدمه الفنان عزت العلايلى فى فيلم “السقا مات” هو واحد من اشهر الاعمال السينمائية التى سلطت الضوء على مهنة السقا التى اندثرت الآن بفعل الحداثة وتطور الزمن.