الزمن الجميل … فى ريفنا المصرى كانت القناعة والرضا زاداً للجميع.. وكانت القلوب صافية من الغل والحقد والكراهية ولم تعرف الضغينة يوما طريقها أبداً ، مهما كانت المصائب ولم لا وقد عمرت تلك القلوب بالحب والإيثار ومساعدة الاخرين وإن كانوا فى مكان ناء بأقاصى القرية .. وكانت التجمعات تتسم بالبساطة فإما علي مقعى أو علي مصطبه احدي منازلهم يتسامرون ويتبادلون اطراف الحديث وكان اقصي مواعيد السهر لهم بعد المغرب قرب اذان العشاء وكانوا يتراصون فى المساجد ليلا.. القلوب كما الأجسام فى بنيان واحد ..كانت الاحلام بسيطة وكبيرها مواعيد حصد المحاصيل ومواعيد الري وتقسيمها بينهم .
اما الان فالتنافر عنوان حى لملامح القرية المصرية ، لدرجة أن البعض قطع كل الاوصال والجسور التى كانت وما كان من علاقات طيبة تسكن بيوتنا الطينية المتواضعة.
زمان .. كان جميع الناس فى قرانا التى عاشت على الفطرة طويلا يعرفون بعضهم بالاسم وكانهم عائلة واحدة.. كان تاج رأس الفلاح المصرى هو ما يتمتع به من اخلاق حسنة وشهامة و طيبة ونبل ليس له مثيل ومن اهم ما تتميز به تلك الاخلاق كرم الضيافة ناهيك عن احترام المرأة وعدم التعرض لها بأى سوء حتى وإن أساءت ..كان بين الفلاحين تكامل لا يمكن وصفه فكانت البيوت تكمل حاجه بعضها بالبدل فيما يوزعه كل بيت علي حده عن الاخر حتي افراحهم كانت بالمشاركة فيما بينهم وما اجمل اغانيهم التي تصف العريس بشهامته وكرم أهله والعروسة بجمالها وجمال اخلاقها فالمرأة الريفية عينها على جيرانها ممن لا يملكون خير مثلها .
كانت المرأة الريفية المصرية هي التي تدبر شؤون المنزل وتصنع الخبز من خلال الفرن البلدي الموجود في احدى زوايا المنزل وغالبا ماكان يجتمع النساء ليساعدن بعضهن ويتشاركن كل شئ من عجين وإشعال الفرن واستخدم الأخشاب في تشغيله وايضا لتصنيع وجبات الطعام لعائلتهن.
تحصل الأسرة المصرية على الماء البارد من خلال الزير المصري الذي يبرد الماء طبيعيا. دون الحاجة الى الثلاجات.. وتربط الفلاحين علاقة تكافلية فتتبلور روح التعاون والحب فيما بينهم حيث يشارك الجميع في أتراح اكثر من المشاركه في الافراح ، فالريف المصري صغير جداً وكل فلاح مطلع على احوال جيرانه الموجودين حوله.
كان الجميع بمثابة اهل بيت واحد تسوده السكينة والهدوء كانت القرية المصرية مضرب الأمثال فى الأخلاق والفضيلة والتلاحم والأمان والكرم واحترام الكبير والعطف على الصغير وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج ..ومحلاها عيشه الفلاح .
0:00