مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب: صديقي شريف حنا “كل سنة وانت طيب”

0:00

صديقي شريف حنا مثال للعلاقات الإنسانية النبيلة والراقية بين أطياف الشعب المصري، علاقة تؤكد أن ما يجمع بين المصريين أكبر وأعمق واقوى مما يمكن أن يفرقهم أو يضعف هذه العلاقة أو حتى يخفف من شدتها وحراراتها علاقة تصمد في وجه الزمن وتقاوم جميع محاولات تفتيتها أو تغيير مجراها في قلوب المصريين وذلك لأنها علاقة مكونة من أرقي وأنبل ما يجمع بين الإنسانية
تقابلنا أنا وصديقي شريف لأول مرة في إحدى المدارس التي كنا نعمل بها في دولة الكويت ومنذ هذه اللحظة جمعتنا الغربة عن الأهل والوطن والأحباب فحاول كل منا أن يكون بالنسبة للأخر أهل ووطن وأحباب وجمعتنا مصر بقصصها وحكاياتها وأحداثها وتسابق كل واحد منا أن يكون عونا وسندا للأخر ويكون بالنسبة له كل شيء ولكن صديقي شريف كان دائما يسبقني في أجمل الأشياء يسبقني في حبه ووفائه وإخلاصه معي حتى أنه كان يهتم بأدق تفاصيل حياتي ويحاول جاهدا أن يوفر لي كل أسباب الراحة والحياة المستقرة في كل مكان أتواجد فيه يسبقني في اهتمامه وخوفه وحرصه على أن أكون ناجحا في عملي ويحاول جاهدا أن يوفر لي أسباب ذلك
كنا نلتقي بعد انتهاء العمل في أحد الكافيهات لكي نستريح من عناء وتعب يوم طويل شاق وأحيانا كان يسبقني في الذهاب إلى الكافيه يشرب قهوته وينصرف مبكرا لارتباطه بموعد عمل أخر وأذهب أنا بعده وأجده قد اختار لي وجبة الغداء واختار لي والعصائر والمشروبات الساخنة ودفع قيمة الفاتورة كاملة قبل أن ينصرف وبعد كل ذلك كان يتصل بي ويسالني لو كان ينقصني شيء ويتصل بإدارة الكافيه يسألهم عني.
قي فترة من فترات سفري وغربتي تعرضت لأزمة مرضية دخلت على أثرها المستشفى لإجراء عملية جراحية وطال الوقت وفقدت وظيفتي وراتبي ولم يتركني صديقي شريف للحظة واحدة كان يجلس معي في المستشفى طوال الوقت وبعد أن ينصرف من عندي يذهب إلى السوق لشراء كل ما يحتاجه منزلي وأسرتي ويذهب للسؤال عن أولادي وإعطائهم ما اشتراه لهم من السوق حتى أنه كان يدفع عني إيجار شقتي. إلى أن مرت هذه الفترة بسلام وعدت إلى حياتي مرة أخرى بدعم ومساندة صديقي شريف. أكتب هذا الكلام بكل أريحية أكتبه لكيلا يقال ضاع الفضل والمعروف بين الناس.
صديقي شريف إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معني متدين جدا ووطني ويحب مصر جدا جدا يجمع بين تعاليم السيد المسيح السمحة المخلصة ويطبق دعوات الحب للعالم والإنسانية جمعاء ويجمع بين الوطنية والمصرية الصادقة المخلصة الحقيقية والتي تتجلى في أبهى وأرقى صورها بين المصريين صورة مصرية مسيحية إنسانية راقية.

ومع اقتراب أعياد الميلاد وأيام البركة والخير التي نعيشها أقول لقداسة البابا تواضروس كل عام وقداستك بخير، وكل عام وكل أهلي وأصدقائي وجيراتي وأحبابي والذين نعيش بهم ومعهم كل عام وأنتم بخير وكل عام ومصر بنا جميعا بخير وأمن وأمان ومحبة وسلام وتنمية واستقرار.

كل سنة والإنسانية كلها بخير .. ولصديقي شريف حنا كل سنة وانت طيب

زر الذهاب إلى الأعلى