صحة القلب من صحة الأمعاء.. كيف؟
حقيقة قد تغيب عن وعى الإنسان لكنها حقيقة لا يجب إغفالها هناك تفاعل معقد بين الميكروبات الصديقة التى تعيش داخل الأمعاء وبين أكثر أجهزة الإنسان أهمية لحياته مثل القلب والشرايين بل والجهاز العصبى والمناعى. تريليونات من أنواع الباكتيريا والفيروسات والفطريات تعيش فى مملكة فريدة يطلق عليها الميكروبيوم Microbiome تساعد تلك الميكروبات فى عمليات الهضم المختلفة ومنها ما يفرز الفيتامينات الهامة بل والمواد المختلفة والتى لها آثار مختلفة على وظائف جسم الإنسان الحيوية.
فى تقرير أخير لجامعة هارفارد صدر عن كلية الطب أعلن الأطباء عن مهام جديدة بالغة الأهمية يقوم بها ذلك الحشد من الميكروبات الدقيقة فى جسم الإنسان وفقا لنظام محكم. وأن هناك مواد ناتجة عن نشاط تلك الميكروبات تؤثر بطريقة مباشرة فى احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكر وأمراض القلب والسرطان.
من أهم نواتج عمليات التمثيل الغذائى فى الأمعاء مادة يطلق عليها مادة ثلاثى ميثيل أمين تتكون حينما تتغذى على مادة «الكولين» من طعام الإنسان (فى اللحوم والأسماك والدواجن والبيض) تتأكد تلك المادة فى الكبد وهى معروفة بمساهمتها فى تكوين الصفائح الدموية التى تبدأ بها عمليات تكوين جلطات الشرايين!
من ترتفع فى دمائهم نسبة تلك المادة يعانون من مشكلات خطيرة فى القلب والشرايين تفوق الطبيعيين بنسبة ٦٢٪ وهم أكثر عرضة للوفاة بلا شك تلك النتيجة قد يستخدمها العلم قريبا فى أبحاث الوقاية من تلك الأمراض بصورة غير مباشرة.
المثل الآخر الدال على أهمية هذا الكيان الميكروبى فى جسم الإنسان هو العلاقة بين تلك الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة والتى تتكون بصورة حصرية فى الأمعاء ومستويات الضغط فى شرايين الإنسان وما يتبع ذلك من تداعيات.
تشير دراسات حديثة إلى أن تلك الأحماض الدهنية التى ينتجها الميكروبيوم مرتبطة ارتباطا وثيقا بانقباض وانبساط الشرايين فى الجسم.
ما زال العلم يبحث أثر الميكروبيوم على وظائف جسم الإنسان المختلفة لكنها دراسات مدهشة مثيرة للاهتمام تلفت النظر إلى أهمية الدور الذى يلعبه ويؤكد المقولة «إن الإنسان ما يأكله».