مقالات الرأى

امجد مصطفى يكتب : المزراب و الجركن و”مية سما”

0:00

تعد محافظة مطروح من المحافظات الصحراوية،التى لا يوجد بها مصدر طبيعي للمياه العذبة سوى الأمطار، التي تسقط عليها خلال موسم الشتاء، وتعتبر الأمطار أهم مورد طبيعي في البيئات الأكثر جفافاً، وتشكل مياه الأمطار مصدر مائي غير تقليدي، و مياه الأمطار نعمة كبيرة حيث إن السيول ظاهرة تتكرر على فترات متقطعة، ويؤدى انخفاض هطول الأمطار، وندرة المياه وتدهور الأراضي إلى انخفاض القدرات الإنتاجية للأراضي الزراعية في البيئات القاحلة وشبه القاحلة، لذلك لا بد من تحسين كفاءة استخدام مياه الأمطار في هذه المناطق. ولذلك يجب الحفاظ والاستغلال الأمثل لمورد المياه ذلك المورد الهام لكل كائن حي حتى نحقق الاستفادة منها، وأهالينا في الصحراء استخدموا منذ قديم الأزل فكرة البئر للحفاظ على الماء، لأنه يعانون أشد معاناة طوال الأشهر غير الممطرة، وبالتالي استخدموا مياة البئر في المأكل والمشرب وكذلك الرعي والزراعة، ولأن البدوي زكى بفطرته، فهو اختار المحاصيل الزراعية التي تحتاج إلى ري قليل، بالمقارنة بمحاصيل أخرى، مثل التين والزيتون والبطيخ والقمح والشعير.كما ان بعض اهالى مطروح يقومون قبل الشتاء بغسل اسطح المنازل بشكل جيد،و استخدم المياه التى تسقط عن طريق “المزراب” وهو قناة لتصريف المياة التى تتراكم على الاسطح فى الشرب،تعويضا لنقص المياة،كل هذه الوسائل تؤكد ان اهالى الصحراء فى الشرق و الغرب تستخدم وسائل مختلفة للحفاظ على نقطة الماء.و بالتالى لابد ان يكون هناك مشروع حكومى ضخم لهذا الامر،يعطى نفس المردود،ونفس النتيجة.

ورغم أن أهالينا في الصحراء توسعوا في هذا الأمر وفق الإمكانات المتاحة لهم، ولكن بالتأكيد هناك مياه أمطار كثيرة مهدرة، ومن عدة أسابيع كتب صديق لي “ناصر هاين” على صفحته الشخصية طلب أو رجاء أن تتم الاستفادة من مياه الأمطار بصورة أفضل، وأنا أضم صوتي لصوته، لأن مطروح في الصيف تكون في أشد الحاجة الى المياة،لأن وسيلة المياة الرئيسية، هى خط مياه قادم من الاسكندرية، وبالتالى فى حالة حدوث كسر فى المواسير، او أى أمر طارئ تقطع المياة عن اغلب احياء المدينة.
إلى الآن المياه في مطروح توزع على المناطق في صورة دورية،مرتين أو ثلاثة أسبوعيا.
ولذلك علينا أن نستفيد أكبر استفادة من أي مياه عذبة. وكثير من أبناء مطروح ممن لديهم آبار، يقومون ببيع “جراكن” من مياه الأمطار يطلق عليها أهالينا في مطروح “مية سما” وبالتالي فالمجتمع مهدئ لشرب مياه الأمطار، وكثيرا من الطرق الرئيسة في مطروح تجد بئر مكتوب عليه “مية سما” وكثير من المصطافين عندما يزورون مطروح يشربون منه، وهناك بئر شهير في طريق شاطئ عجيبة،يشرب منه الماره ولذلك التوسع في مثل حفر مثل هذه الآبار أمر مهم جدا، في معاناة مصر بشكل عام من قلة المياه.

دول كثيرة قامت بوضع أنابيب على جانبي الطرق الداخلية في المدن، مع وجود ميل للشارع في اتجاه الانانبيب، حتى تندفع المياه في اتجاهها.
وهذه الأنابيب تنتهي أما في أراض زراعية، بحيث تستخدم المياه في الري مباشرة، أو حفر بئر في نهاية كل خط يتم تجميع المياه فيه، والاستفادة منها سواء بالري أو الشرب أو الرعي، بشكل فيه انتظام وتحكم في كمية المياه أكثر. واشعر بالحزن كثيرا وانا ارى مياة الامطار فى موسم الشتاء تذهب الى الصرف الصحى او الى البحر، لاننا نهدر كميات كبيرة جدا، نحتاجها ليس فى الزراعة او الرعى فقط، لكننا نشرب منها ايضا، فهى مياه ما اعذبها وما اجملها انها “مية سما”.
اتمنى من محافظ مطروح خالد شعيب التوسع فى انشاء الآبار، داخل وخارج المدن، وكذلك تبنى مشروع لتهيئة شوارع مطروح للاستفادة من المياه التى تذهب الى الصرف الصحى، ووضع استراتيجة تفعل لهذا الامر دون الانتظار الى رأى اللجان والاستشاريين وخلافة، لانه هناك دول كثيرة منها الاردن عممت هذا الامر فى شوارعها،ونحن لسنا اقل منتلك الدول،خاصة فى محافظة مثل مطروح تعانى من ازمة المياة منذ قديم الازل،لدرجة اننا كنا نستخدم “المية الرومانى”المياه المعالجة من البحر وبها درجة ملوحة ولا يمكن شربها،و كنا نستخدمها للوضوء فى المساجد او للنظافة .
أى ان الازمة مزمنة وتحتاج الى طرق مختلفة للاستفادة من المياة خاصة ان الامطار هى المصدرشبه الوحيد الذى ترسله لنا العناية الالهية.

زر الذهاب إلى الأعلى