عيادة مصر الآن

«السبكي»: الاستثمار في الرعاية الصحية يعزز الاقتصادات والإنتاجية بشكل حيوي

كتبت _ نورهان سليم

قال الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، مساعد وزير الصحة والسكان، المشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، أن الاستثمار في الرعاية الصحية استثمار استراتيجي، مشيرًا إلى أنه في جميع أنحاء العالم لا توفر الاستثمارات الاستراتيجية في مجال الرعاية الصحية صحة أفضل وتحسن رفاهية الفرد فحسب، بل تعزز أيضًا الإقتصادات وتخلق فرص العمل وتعزز الإنتاجية أي يعد الاستثمار في الرعاية الصحية حافزًا اقتصاديًا ومجتمعيًا حيويًا.

وأضاف السبكي، أن أهمية الإستثمار في قطاع الرعاية الصحية والأنظمة الصحية وتطوير وتعزيز البنية التحتية الخاصة به تكمُن في قدرته على تقديم أفضل خدمة ورعاية صحية للمواطنين، إضافة إلى التمكن من التعامل مع مختلف الأزمات والجوائح الصحية، مبرهنًا ذلك بقدرة الدولة المصرية على التصدي لجائحة فيروس كورونا ووقاية الكثير منها ومواجهتها والصمود أمامها، حيث لم يقتصر النظام الصحي المصري على توفير التجهيزات أو المستشفيات أو الطواقم الطبية بل شمل أيضًا الإجراءات الاحترازية التي يتم اتباعها والبروتوكولات والأسس والمعايير التي يتم تطبيقها للتعامل مع تلك الجائحة، وهو ما أثبت تمتع مصر بنظام رعاية صحية قوي وفعال ومتماسك ومرِن.

جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور أحمد السبكي، كمتحدثًا بالجلسة الافتتاحية للمنتدى العربي السنوي لتطوير الرعاية الصحية “أهداف مصر 2023، والذي نظمه اتحاد المستشفيات العربية على أرض مصر خلال شهر يناير الجاري، تحت شعار “الاستثمار في الرعاية الصحية من أجل مستقبل مستدام”، وذلك بحضور وزراء الصحة العرب، ورؤساء هيئات الصحة والمنظمات والجمعيات الصحية العربية، والقادة والمدراء التنفيذيين، ومقدمي الرعاية الصحية، ومتخصصو الرعاية الصحية، ومطورو تكنولوجيا الرعاية الصحية، 

بهدف تعزيز فرص الاستثمار في الرعاية الصحية، وتوحيد الجهود للتعلم وتبادل الخبرات والمعرفة، وتعزيز فرص الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لدعم وتطوير قطاع الرعاية الصحية، والاستعداد للمستقبل.

وقال أحمد السبكي، أن الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية يختلف عن باقي القطاعات الإقتصادية الأخرى في أي دولة في العالم، مشيرًا إلى أن القطاع الصحي يتميز بتنوع استثماراته سواء في الخدمات الصحية أو التأمين الصحي أو المدخلات الأخرى والمغذية لهذه الصناعة، وعلى سبيل المثال لا الحصر صناعة التجهيزات والمستلزمات الطبية والأدوية وأهمها تكنولوجيا الرعاية الصحية، مثمنًا اختيار اتحاد المستشفيات العربية مصر لإقامة المنتدى في نسخته الثالثة والحالية على أرضها بسبب التحول الهائل والرائع في نظام الرعاية الصحية المصري مدفوعًا إلى تنفيذ تغطية الرعاية الصحية الشاملة والمستدامة بحلول عام 2030، ومشيرًا إلى أهمية الوصول لآلية لتوثيق النجاحات في التجارب الصحية بالدول العربية لتعميم الاستفادة بها.

وأكد السبكي، أن مناخ الاستثمار في مصر معزز بكل مقومات النجاح، وخارطة طريق واضحة لتطوير خدمات الرعاية الصحية، وحوكمة قطاع الرعاية الصحية، والتسعير المرن للخدمات، وملاءة مالية لتغطية تكلفة الخدمات الصحية للمواطنين بما يتيح القدرة على بناء منشآت صحية لتقديم خدمات طبية ذات جودة عالية؛ وذلك كله بما يضمن فرص استثمارية قوية وآمنة لأي مستثمر على أرض مصر.

وتابع: أن التجربة المصرية الرائدة في تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل والذي بدأ انطلاقه في عهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في عام 2019، تحقق التغطية الصحية الشاملة لجميع المنتفعين في إطار من العدالة والمساواة.

وأكد رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن نجاح أي دولة في قطاع الرعاية الصحية بالعالم إنما يرتكز على الشراكة بين جميع القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية، فلا يوجد قطاع بعينه قادر على تحقيق النجاح وحده دون الآخر، لافتًا إلى نجاح النظم الصحية بدول انجلترا وفرنسا وألمانيا واليابان لاشتراك كافة القطاعات في تقديم الخدمة الصحية بها، وتابع: ومن هنا جاءت أهمية إشراك الفاعلين الحكوميين والقطاع الخاص والقطاع الأهلي في تقديم الخدمات الصحية بمصر، مؤكدًا أن هذا هو النموذج الناجح الأوحد لتقديم خدمات ورعاية صحية ذات جودة عالمية، والقدرة على الصمود أمام أي أزمة أو طارئة أو تحديات صحية.

ولفت، إلى أن الإستثمار في قطاع الرعاية الصحية أصبح جاذبًا في معظم الدول العربية في ظل التطور الكبير الذي يحدث في حوكمة القطاعات الصحية على مستوى الوطن العربي، مشيرًا إلى أن القطاعين الأكثر استفادة في جائحة كورونا كانا القطاع الصحي والقطاع التكنولوجي حيث نالا هذين القطاعين اهتمام القيادات السياسية بكل دول العالم في القطاع الصحي ووضع الصحة على قمة الأولويات في مصر وكافة الدول العربية، وأصبحت فرصة سانحة أمام كل المستثمرين للاستثمار في هذا القطاع والصناعة الواعدة، والتي يمكن أن تعتمد عليها الدول مثلما يحدث في شرق آسيا والهند وبعض الدول الأوروبية. 

تجدر الإشارة، إلى أنه يدعم المنتدى العربي السنوي لتطوير الرعاية الصحية في نسخته عام 2023، كلًا من جامعة الدول العربية، وزارات وهيئات الصحة العربية، منظمة الصحة العالمية، سلطات الرعاية الصحية المصرية، مؤسسة حمد الطبية، دائرة الصحة أبو ظبي، غرفة مقدمي خدمات الرعاية الصحية بالقطاع الخاص اتحاد الصناعات المصرية، والعديد من جهات الرعاية الصحية العربية المنظمات والنقابات المهنية.

زر الذهاب إلى الأعلى