مقالات الرأى

انس الوجود رضوان تكتب حوراء والسيد من حقل السبانخ

0:00

حوراء صالح صحفية الذكاء الاصطناعي .. التى أراد بها الكاتب الصحفى أشرف مفيد رئيس تحرير بوابة مصر الآن أن يثبت لنا أن الذكاء الاصطناعي  من الممكن أن يحل محل الصحفى .. و يساعد المواقع الإلكترونية  فى تقليل عدد المحررين لديها، وتجربة حوراء أخذت حيزاً كبيراً من الاهتمام، باعتبارها أول صحفية بالذكاء الاصطناعي، لها أسلوبها الخاص التى تميزت به، ويمكنها توفير رؤى وتحليلات مفيدة، تجعلها تفهم جمهورها بشكل أفضل وإنشاء محتوى أكثر جاذبية، والفرص والتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام، واضح أنها ستستمر في لعب دور مهم  بالمستقبل مع استمرار تطور تقنياته، وتصنع أدوات جديدة وأساسية لصانعي المحتوى، وعلينا التأكد من استخدامه بطريقة مسؤولة وأخلاقية.

وهذا يذكرنا برواية مهمة في تاريخ الأدب العربي بل العالمي .. وهى رواية السيد من حقل السبانخ للكاتب الكبير صبرى موسى .. والتى صنفت وقت إصدارها انها رواية خيال علمى .. وقال عنها الناقد الدكتور سيد النساج انها رواية تأخذك إلى عالم آخر مليء بالخيال .. فلم يعقل أن نسمع يوما عن الاستنساخ أو التليفون فى الساعة اوالكبسولات الكهربائية أو آلة إلكترونية تساعد الإنسان فى التفكير والكتابة .. فكلها أحلام أراد الكاتب أن يجعلنا نحلم معه رغم أنها شبه مستحيلة فى الواقع.

وقال الكاتب صبرى موسى فى إحدى حواراته، كنت أتوقع أن ماكتبته فى روايتى السيد من حقل السبانخ سيتحقق بعد مائة عام، ولكن فوجئت بتحقيقه على أرض الواقع فى اقل من عشر سنوات بعد إصدارها، فنسمع عن الموبايل والاستنساخ، والقادم سنشاهده قريباً، فالأبواب في مدينة المستقبل كما في رواية (السيد من حقل السبانخ) على سطح المنزل, لأن المواصلات سوف تكون كلها فضائية, بما يؤكد أن الإنذار الذي تقدمه الرواية أصبح حتميا لأن عدوان الإنسان على الطبيعة قد بلغ حداً أصبح يهدد الإنسان والحياة الإنسانية.

وفى الرواية، دائما ما نجد أن صورة هذا المجتمع المستقبلي هي المجتمع الديكتاتوري الذي يسعى إلى غزو المجتمعات الأخرى وأعرض فى روايتى  لصورة المستقبل وأنطلق من المأزق الذي تواجهه الإنسانية الآن بعد سلسلة من الأخطاء التي وقعت فيها البشرية القديمة وجعلت الأرض كوكبا غير صالح للسكن نتيجة سوء التعامل مع الطبيعة.

وفي الرواية أصور البشر يعيشون في غلاف زجاجي بعد أن استنفدوا كل شيء في الأرض والرواية تعرض لفكرتين عن الأرض, الأولى تنتمي إلى الفكرة القديمة عن الأرض وتمثل الحرس القديم للطبيعة, الذين يريدون إصلاح الأرض وجعلها صالحة للسكن, والثانية ترى أنه ينبغي البحث في الفضاء عن كوكب آخر يصلح للحياة, والاتجاه الأول يريد العودة بالبشرية إلى الوراء, لأن الظروف الطبيعية تدفعنا إلى اكتشاف آفاق الكون والفضاء.

وتؤكد الرواية أن الغذاء سيكون فى كبسولات، وتتحكم الآلة الإلكترونية فى دماغ البشر وتحركه كما تريد وتجعله لايفكر وتلغى إحساسه، ولكنة فى النهاية سيتمرد عليها وينقذ نفسه.

من المفترض أن تأخذ الرواية اهتمام خاص  فى وقتنا الحالى، فرغم ماكتب عنها من سنوات آلاف المقالات، وترجمتها لأكثر من لغة، لكن علينا أن نعيد للرواية حقها فى العصر الحديث، فربما تجعل حوراء صالح تقتنع انها كانت أداة يحركها الإنسان بمعلومات التى يغذيها بها.

وصدقت مقولة جيفرى هنتون  مدير الذكاء الإصطناعى  بجوجل  حينما قال الذكاء الإصطناعى يساهم فى تدمير البشرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"