مقالات الرأى

مشيرة موسي تكتب : ” من أجل عيون سمرقند “

من بلاد ما وراء البحار … صباح الخير من سمرقند … خططت لهذه الرحلة الثقافية منذ شهر مايو الماضي …من المؤكد كنت … في الظروف العادية ساتمتع اكثر بكل دقيقة في هذه البلاد فائقة النظافة والجمال … جمال الطبيعة … جمال المباني والمعمار … جمال ودقة الترميم … جمال وطيبة وترحيب المواطنين الاوزبك … بلوغ هذا المكان الفريد لم يأت سهلا … اعتقد البعض ان العين قد اصابتنا … فما ان وصلنا الي مطار اسطنبول حتي بدأت ” العكوسات ” … فجأة وبعد اكثر من اربع ساعات من انتظار موعد إقلاع الطائرة المتجهة الي طشقند عاصمة أوزبكستان … بدأت اللوحة الصخمة التي تحمل ارقام رحلات الطيران التركية الي جهات العالم المختلفة في إلغاء رحلة تلو الأخري … حتي أظلمت اللوحة تماما … لماذا الطيران التركية فقط … هل كانت عملية قرصنة … ربما … لم يخرج احد من المسؤلين بأي تفسير … علق الآلاف من المسافرين في المطار الضخم … كان المستفيد الاوحد في هذه الظروف هو اكشاك بيع الطعام والشراب … الوقت يمر ببطء شديد … تذكرنا فيلم توم هانكس ” The terminal ” … ثم ماذا … ما مصيرنا … تعالت الأصوات بكل اللغات طلبا لمعرفة الحل … صراخ الكبار امتزج مع بكاء الأطفال … استسلم البعض للنوم … البعض افترش الارض … وآخرين احتضنوا حقائب سفرهم وغطوا في نوم عميق … وظلت التساؤلات والتكهنات … بعد ساعات وساعات من الانتظار … تم الاتفاق علي تأجيل سفرنا وتسكيننا في احد الفنادق الفخمة علي ان نعود في اليوم التالي … في المطار قررنا شراء بعض المستلزمات الشخصية … فرش إسنان …مزيل عرق ملابس للنوم … هنا ظهرت مشكلة جديدة … يجب أن نشتري تأشيرة دخول الي تركيا ” on line ” … تمت بحمد الله … الآن تم تقسيم سفر المجموعة المكونة من ١٢ سيدة الي مجموعتين … سافرنا علي طائرتين بفارق ٣ ساعات … وبقي التساؤل ما مصير امتعتنا … هل سنجد حقائب السفر في انتظارنا ؟ اخيرا وصلنا الي طشقند … بعد ساعات طويلة من التأخير والإرهاق والتوتر … جاء دوري لختم تأشيرة الدخول … بدأ ضابط الجوازات في تقليب صفحات جواز السفر … ينظر في صورة التأشيرة ثم ينظر الي صورة الجواز … سألت ما المشكلة … الرجل لم يعجبه شعري القصير غالبا … دقائق ثم سمعت صوت ختم الجوازات علي جواز سفري … الحمد لله … كلنا بخير … ومن العجيب حقا ان الحقائب كلها وصلت سالمة … تسبب هذا التأخير في إلغاء زيارة مدينة طشقند … توجهنا الي بخاري … ونحن الآن في سمرقند … سمرقند ثاني اكبر مدن أوزبكستان التي قال عنها ابن بطوطة ” قلعة الارض ” … سمرقند ومزاراتها وترميم اثارها التي يغلب عليها اللون الأزرق والأبيض … والبالغ عددها أربعة آلاف موقع تاريخي … يحتاج الي موضوع آخر … خاصة أن من قام بالترميم الدقيق الذي استغرق ٣ سنوات فقط … هم طلبة كليات الفنون بسمرقند …
زر الذهاب إلى الأعلى