مقالات الرأى
مشيرة موسى تكتب ” المهراجا بيحب الملوخية “
0:00
ربنا يستر على الصحافة وسنينها… كان في مسرحية زمان جدااااا … معلش نسيت اسمها دلوقتى … بتحكى عن الفبركة الصحفية اللى على اصولها … لما الصحفي يفشل فى مقابلة المصدر مثلا … فيروح “ضارب ” الخبر أو اللقاء … ويا سلام طبعا لو كان الشخص المقصود ” خواجة ” … اكيد الخواجة مش هيقرا جرنال أو مجلة من بتوع تحت السلم … ساعتها بأااااه لما الخبر يقول ” المهراجا بيحب الملوخية ” ممكن تعدى والمهراجا يرجع بلدهم من غير ما يكون فكر حتى يدوق الملوخية … طيب ايه بأااااه اللى جد … وايه الدوشة دى … الموضوع اللى جد ” على العالم عموما والصحافة خصوصا ” هو ظهور هذا الجهاز ” الشرير ” المسمى بالموبايل … وهذه البدعة الأكثر شرا المسماة ب ” الانترنت ” … ويا فضيحته اللى يفكر “يؤلف أو يضرب خبر ” … طيب ” الجهابزة ” دول بأااااه مش يتعظوا … المشكلة دلوقتى ان كل واحد معاه موبايل بيفتكر انه ممكن يبقى صحفي … وليه لأ … ما المواقع اللى بتنشر اى حاجة بقت على رأى المثل ولمواخذه ” على قفا من يشيل ” … انا اعرف ان اى واحد صوته حلو ” حتى لو كان محمد فوزى ” … مش هيغنى الا لو كان عضو فى النقابة … واللى هيمثل كمان لازم يكون عضو فى نقابة الممثلين … طيب بالنسبة للصحافة … خير يعنى … مفيش حتى اى حاجة تثبت انه راسب ابتدائية قديم … اول ما اشتغلت بالصحافة … كنت ” باتشال واتحط ” لما يطلعوا حد ” غبى “فى صورة الصحفى … أو يطلعوا واحدة ” اى كلام ” فى دور صحفية … خلونى اكلمكم عن صحافة زمان شوية صغيرة … انا انضميت لكتيبة مؤسسة الأهرام بعد عمل كشف هيئة … الشهادة كانت امر محتوم … لكن مش كفاية لوحدها … اللغة … اللباقة … طريقة الكلام والعلام والطلة … كله ده عبارة عن كشف هيئة … اللغة كانت ميزة … اتعلمنا على ايد الكبار قوى … استاذ شفيق مرقص الله يرحمه استلمنا … كنا بنكتب على ” الورق الدشت ” … دا الورق اللى بيفضل من بوبينة الورق الضخمة العملاقة بعد قطع مقاس ورق الجرايد … الورق سادة بدون خطوط … لكن لازم احنا نكتب خط واضح وسليم ونفترض ان الورق مسطر … ونسيب مسافة علشان التصحيح … الله لما نكتب الخبر صح … كانت المكافأة ” بونبوناية ” … طبعا كل الكلام ده اختفى بعد الكومبيوتر … انا مش هتكلم عن ازاى كنا بنكتب ولا المصادر … انا عايزة اتكلم عن نوعية الموضوعات واهميتها وطريقة كتابتها حتى لو كانت موضوعات خفيفة لطيفة … مين حضر جنازة فلان الفلاني ومين عيط ومين اتخانق ده مش صحافة … مين لابس ايه وبكام ده مش صحافة … كنا زمان بنسمى اى كلام فارغ ” صحافة صفرا ” … الصحافة اللى بنشوفها دلوقتى بقت ” صحافة سودا ” … الصحافة الجد مطلوبة … الصحافة القائمة على العلم والمعرفة مطلوبة … طريقة الكتابة الصحفية علم … طريقة السلام علم … طريقة الكلام علم …طريقة القعاد علم … طريقة كسب ثقة المصدر علم … احيانا يمكن أن يحصل الصحفى على ” خبطة صحفية ” وبالحس الصحفى الوطنى … يقرر عدم النشر لان النشر ليس فى صالح الوطن … حتى الآن مهنة الصحافة ” المحترمة ” ممكن انقاذها بجهاز اوكسجين … وده ضرورى قبل ان نفقد الأمل ونضطر لاستخدام جهاز التنفس الصناعي …