مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : كلاب السكك…!!!

0:00

إنتشرت ظاهرة غريبة هذه الأيام وأن كانت لها تاريخ قديم منها المخفى والمُعلن ولكنها مع التطور تطورت بتقنية حديثة حداثة الأيام ومساوئها التى نعيش فيها حالياً وهى ظاهرة محاولة أغتصاب من بعض سائقى التاكسى والأوبر بجميع شركاته المنتشرة داخل أراضى مصر المحروسة لفتيات مصريات يستخدمن هذه الشركات ووسائلها لتوصيلهنَ إلى أماكن مُرادهُنَ…!!!
فأوبر عبارة عن تطبيق إلكترونى على الموبايلات الذكية يربط بين شُركائنا السائقين والركّاب ويُمكنك بكلّ بساطة إختيار وسيلة التنقّل المطلوبة من أجل الذهاب لمشوارك ولذا ذكرت أن هذه الوسائل أصبحت حديثة بالتطور التكنولوجى فى وسائل الإتصال حيث كان موضوع محاولات الاغتصاب المشهورة أبطالها أصحاب التاكسيات أو الميكروباصات على النهج القديم…!!!
عزيزى القارئ الاغتصاب ظاهرة عميقة بمعنى أن لها أسبابها الموحودة فى مجتمعاتنا العربية والمصرية وأهمها غياب الوعى بشتى أنواعه ومنها الوعى اللا دينى الذى يجعل المغتصب يتعاطى المخدرات ولايعرف ماذا يفعل حيث يكون فى حالة توهان ورغبة عارمة لتنفيذ لا وعيه المحظور…!!!
فالاغتصاب هو فعل جنسى دون إرادة أى قهراً (فرض معاشرة) والجميع يعرف المعنى فلاداعى فى التوسع لسرده كثيراً حتى لانُثير الشبهات أو الخلافات فى المعانى إن وجدت…!!!
تعالوا نبحث عن أسباب لهذة الظاهرة المقيته على الاسر ومعظم المجتمع سواء للفاعل(المجرم) أو المفعول به(الضحية) ونبدأ من البيت وأقصد بيت الضحية فالألتزام الدينى لأسرة الفتاة يجعل من خروجها من بيتها بصورة فيها من الحشمة والإلتزام فى جميع أحوال الفتاة من الكلام والملبس مما يجعل المجرم إذا كان فاقد الوعى أو منتبه يفكر كثيراً فى فعل جريمته وللأسف فى هذا العصر هناك بعض الفتيات يخرجن من بيوتهن كأنهن فى يوم عُرسهن فالتزام كامل بالمكياج دون أى وازع دينى وهناك فتيات يرتدين ملابس مُثيرة بصورة فيها من الشُبهات الغير أخلاقية تُدعم تماماً أسباب الاغتصاب ويقال إن ملابس المرأة تدل على رجولة من يقود البيت سواء أب أو أخ أو زوج ونخلص أن من الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة هو البيت وهناك فى بيوتنا المصرية الكثير من الرجال والكثير من الفتيات من يعرفون معنى الإلتزام فيحافظون على أنفسهن من كلاب السكك وأقصد المغتصبون الذين يجوبون الشوارع عرضاً وطولاً…!!!
ومنذ فترة عاشت مصر حادثة فتاة التجمع حبيبة الشماع حيث أثارت الرأى العام فى البلد وماقام به السائق تحت تأثير المخدر حيث قامت الفتاة بألقاء نفسها من السيارة وهى تسير بسرعة فائقة هروباً من الاغتصاب مما أصابها بعدة إصابات خطيرة مما أستوجب من القضاء المصرى الشامخ بالحكم على المتهم بالسجن المؤبد خمسة عشر عاماً وغرامة خمسون ألف جنيه كما حدث…!!!
عزيزى القارى تعالى معى نبحث عن الآثار النفسية التى تصيب الضحية وأسرتها وأود أن اذكركم بأن هناك حالات كثيرة من هذه الظاهرة السيئة تكون غير مُعلنة بناءاً على طلب من الضحية وأسرتها حتى لاتشوه سمعتهن وسمعة من يعولهن وهناك شئ من المنطق فى هذا الاخفاء بعيداً عن وسائل الإعلام…!!!
هناك أثار نفسية رهيبة تُصيب الضحية من هذه الفعلة التى تتم بالقوة وبدون إرادة وهو اضطراب مابعد الصدمة(متلازمة مابعد الاغتصاب)حيث تصاب الضحية بفقدان كلى للثقة بمن حولها وخاصة زملاء العمل على المدى القريب أو على المدى البعيد
وأيضاً صعوبة العودة إلى ممارسة الطقوس الحياتية اليومية المعتادة حيث تشعر الضحية بعدم الرغبة فى التعامل مع الناس وقد تشعر بالأرق والكوابيس أثناء النوم ونوبات غضب وعدوان غير مبرر لأسباب واهية وأحياناً دون قصد من الضحية ومن الآثار السلبية أيضا القلق وسرعة الاستثارة من أى موقف أو شخص وقد تقوم الضحية بأشياء صعبة مثل تشوية الجسد بآلات حادة من وقت لآخر وسيطرة أفكار إنتحارية على تفكير الضحية من حين إلى آخر وقد يصل إلى إجراء محاولات انتحارية بالفعل تؤدى أحياناً إلى موتها تخلصاً من أثار الأغتصاب وتقوم الضحية فى الإفراط فى إستخدام آليات دفاعية نفسية مثل الإنكار أو الطفولية أو انشقاقية الوعى للهروب من الألم النفسى التى تعانى منه الضحية وقد تصاب بإنحرافات سلوكية ليست موجودة فى سلوك الضحية من قبل مثل الكذب أو السرقة أو الإهمال فى المظهر قد يصل إلى الإهمال فى النظافة الشخصية وظهور الأعراض النفس جسدية مثل الإحساس بالغثيان سوء الهضم صداع نصفى وغيره وظهور أضطرابات نفسية مثل “الوسواس القهرى” أو أمراض ذهانية مثل الإحساس بالإضطهاد أو المراقبة وغيره…!!!
ويجب أن نعرف أن هذه الظاهرة ليست قاصرة على المرأة فقط فهناك ظاهرة أغتصاب الأطفال والشباب أحيانا حيث يُصدر لنا الغرب الشذوذ الجنسى الذى أصبح له قوانين مُلزمة ومؤيدة لهذه الظاهرة الفحشاء والتى تتعارض تماماً مع قيم الإنسان كما وضحها لنا الدين الإسلامى الحنيف…!!!
ولعلاج هذه الظاهرة المخيفة نفسياً وطبياً ولن أتطرق كثيراً للطبى فهذا ليس مجال المقالة ولكن العلاج النفسى يجب أن نحتاط قبل هذة الظاهرة ونعى كلام رسولنا الكريم حيث صدق حين قال :
“يا معشر الشباب من أستطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” صدق رسول الله
فكلام المصطفى صل الله عليه وسلم علاج من كل داء فهو دواء نبوى شريف تحدث عنه منذ مئات السنين فهو لاينطق عن الهوى فالوقاية خير من العلاج فالدعم النفسى للضحية وأسرتها من أهم وسائل العلاج أيضاً التى تجعل من حياة الضحية بداية جديدة وأن ماحدث ليس بأرادتها حيث نتعايش مع الوضع الحالى فى بيئة سوية ويجب أن تعرف أيها الأب أيها الزوج أيها الأخ أن خروج ابنتك أو زوجتك او أختك مستورة وملتزمة تجعل كلاب السكك لايحاولون عضها أو أغتصابها ولكم فى الأمثلة والأحداث من هذه الظاهرة دروساً لكم حتى لايتعرض أحد من أبناءكم لهذه الجريمة البشعة
وهناك علاج مهم جداً وهو العلاج القانونى بعدم ترك حق الضحية وإخفاء الجريمة خوفاً من الافتضاح حيث عدم أتخاذ هذه الخطوة سوف يشجع الكثير من أصدقاء المجرم(المغتصب) على فعل ماقام به صديقهم وهذا على سبيل المثال وليس الحصر فلذا يجب مقاضاة المذنب وفضحه أمام أهله ومجتمعه وعمله فى نفس الوقت…!!!
فكلاب السكك إذا تُركت تمادت فى العض والاغتصاب فرحمة بأبناءنا من هؤلاء…!!!
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وعافية…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى