مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : رضينا بالهم والهم مارضى بينا

0:00

كلمات سوف تلمس جراح ناس كتير جداً داخل مجتمعنا المصرى الطيب فالكثير منا شعر بل ردد هذه الكلمات التى تعبر عن فيضاً من المشاعر السلبية التى تمر بنا نتيجة مواقف جعلت البعض منا يندم على معاشرة بعض البشر الذين يملكون مرضاً تعتل به القلوب والعقول من النرجسية الكريهه والتى يكون مضمونها حب النفس أو الأنانية وهو أضطراب فى الشخصية حيث تتميز بالغرور والتعالى والتكبر والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين بصورة فجة فى حب الذات وهو فى الأصل لا يساوى أو تساوى شيئاً فى عالم إنسانية البشر أصحاب الفضيلة والأدب والاحترام ولهذا المثل قصة سوف أسردها على حضراتكم…!!! يُحكى بأن كانت هناك فتـاة من عائلة طيبة فقـيرة وأميـة (غير متعلمة) أصبـح عمـرها يتجاوز الثلاثين سـنة حـيث بدأت عيـون الناس وكلماتهـم تطاردها بقولهـم متى سنفرح بكِ وهُـم يضحكـون عليـها ويستهزئون بها فى معظم الأحيان وفى مختلف الأماكن…!!!
فماذا تفعـل المسكينة هل تذهب الى سوق العرسان لتشترى عريساً أم لا فهى لا تعـرف ماذا تفعـل ؟
أخيـراً تقدم لها عريس فرحت به قائلة بينها وبين نفسها أخيراً جانى عريس وكانت المفاجأة هى أن العريس عاجـز لأنه من بطن أمه مصاب بشلل الأطفال ولكـن ماذا ستفعـل المسكينة فى هـذه الحالة فوافقـت به لكـى تتخلص من مطاردة الناس لها بالسؤال المستفز متى سنفرح بك…وفى وقت الخطوبة وهى تحاول أن ترسم البسمة على شفتيها حاول العريس أن يقف على قدميه لكى يلبسها دبلة الخطوبة فلـم يسـتطع فسقط على الأرض وأصفر وجـهها قائلـة هذا هو العريس هو هذا رجل مستقبلى لكن ما العمل هل هناك بديل لقـد وافقـت والكل ينظر إليها ويقـولون خسارة فيه لماذا هى مستعجلة على الزواج أحـتارت المسكينة ولكـنها رغـم كل هـذا تمسكت به أكثـر و بعـد عام ونصف وهى تحـاول أن تخضع لنصيبها
وماقسـمه الله لها كانت المفاجأة العريس يطلـب فسـخ الخطوبة لأن العروس غير متعلمة فهو يريد عروساً متعلمـة لتكـون سنداً له فى تربيـة الأولاد ولكـن من قال لك أيها المسكين أنه سيكون لك أولاداً و ماهى محصلاتك المدرسية وأسئلة كثيـرة جالت بخاطرها وهى تخلع دبلة الخطوبة ولكـنها بكـت وبكـت ثم قالـت رضـينا بالهَـم والهَـم مارضى بينا فذهب قولها مثلا الى يومنا هذا وهكذا يكون الرجل النرجسى لايعر للواقع أى اهتمام فالاهتمام الوحيد هو نفسه ولا ينظر إلى عيوبه بل يبدل عيوبه داخل خلجات نفسه إلى مزايا يضر بها من حوله سواء أهله أو أصدقاءه وأحياناً أبناءه ويشعر شعور المرضى بأنه يستحق أكثر من مزايا ومعاملات خاصة جداً
من المحيطين حوله…!!!
وتجد بين الأزواج قد يُقال هذا المثل على سبيل المزاح بل أحياناً على سبيل الجد عندما تصل الخلافات إلى مدى بعيد فيقول أو تقول أحنا رضينا بالهم والهم مارضيش بينا…!!!
ونطاق هذا المثل قد يشمل نطاق الأعمال سواء عامة أو خاصة فتجد بعد القادة أصحاب الشخصية الضعيفة والذين يكملون شخصيتهم بضراوة المعاملة السيئة والعنجهية الفارغة من أى مضمون ايجابى حيث الهم الأكبر هو إظهار قوة باهته فتجده يتخذ قراراً ويعود عنه فى نفس الوقت معبراً عنه بأنه يملك من القوة المبتروة مايجعله ينكد على جموع من يعملون معه أو تحت قيادته وهو الرجل الذى وصل إلى منصبه بعد إن كان ظليل المنصب قليل الكلام فلاتدرى عنه شيئاً فلذا تجد معظم العاملين يرددون رضينا بالهم والهم ما رضى بينا…!!!
وتجد أيضاً بعد الوافدين على بلادنا الجميلة مصر هروباً من الحروب والصراعات داخل بلادهم ويأتون إلا مصر لجواءاً وأمناً ولايعجبهم العجب ويتندرون على عيشة بعض المصريين الشرفاء وفقرهم وقد التقيت البعض من هذه الجنسيات والذين تلقوا منى رد فعل باترة وذكية قولاً وفعلاً وذكرتهم بهذه الكلمات فى نهاية رد فعلى القوى والموجه كالسيف “رضينا بالهم والهم مش راضى بينا”
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وسعادة…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى