محمود سامح همام يكتب: أنفاق غزة كابوس الكيان الصهيوني
سقوط حوالي ما يقارب ٣٠ جندي من دولة الإحتلال منذ بدء التوغل البري في قطاع غزة من قِبل حماس، والمقاومة تدمر آليات العدو بشكل غير مسبوق، كما أن تلك القوات لم تستطيع إحراز نصر يُذكر على أرض الواقع، حيث لم تتمكن سوى من الاستمرار بالغارات المتلاحقة على أحياء غزة المليئة بالعائلات وقصف المستشفيات المزدحمة بمئات المصابين وألاف النازحين ، تلك هجمات عشوائية دموية لا تندرج غير تحت مرام الاحتلال للإبادة الجماعية لقطاع غزة، وفي اليوم ال ٣١ من الحرب على غزة وصل عدد الشهداء إلى ما يقارب ١٠ ألاف شهيد.
وخلال ذلك الشهر العصيب في الحرب على فلسطين شاهدنا عجز صريح لدولة الاحتلال في التوغل البري، وذلك لمناورات وكمائن فصائل المقاومة ( حماس) المنظمة في تدمير الآليات الصهيونية وقتل بعض الجنود منهم، مما جعل أنفاق غزة بمثابة كابوس يراود حكومة الاحتلال وقواته، بالإضافة إلى نظريات الأمن البرية والبحرية والجوية تلك التي أستطاع مقاتلين المقاومة الإجهاز والقضاء عليها بأسلحة بسيطة مصنعة يدوياً وخطط عبقرية ذو تخطيط مدروس بدِقة.
استكمالاً، يمكننا تناول الفشل الاستخباراتي الأمني الفاضح في تمكن خلية جديدة للقسام تتمثل في وحدة من الضفادع البشرية من التسلل عبر الحدود، ووصولها إلى “زيكيم” واسقاط قتلى ومصابين في صفوف قوات الاحتلال، يعد فشلاً جديداً يضاف لمسلسل الفشل الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من أكتوبر، باقتحام المئات من مقاتلي حماس لمناطق غلاف غزة.
كما ذكر أمير بوخبوط، محرر الشؤون العسكرية في موقع “والا” العبري، في مقالة نشرها، اليوم الأربعاء، إن “انتقادات شديدة تتصاعد داخل أروقة الجيش الإسرائيلي، حول تمكن المقاتلين من التسلل في ذروة حالة الاستنفار الأمني على الحدود، وفشل وسائل التعقب في تشخيصها، وتساؤلات عن مصير بقية المسلحين الذين لم يتم الوصول إليهم حتى الآن”
وبالتأكيد علينا ذكر إختراق فصائل القسام السياج الحديدي الذي أنشأته إسرائيل لتطويق القطاع المحاصر منذ ١٥ عاماً، والذي أستهلك من دولة الاحتلال كميات ضخمة من المواد والموارد وبالطبع الآليات الثقيلة وبلغت تكلفته ٣,٥ مليار دولار ومدة زمنية تتجاوز الثلاث سنوات، وأطلق عليه الكيان اسم ” الجدار الذكي ” لكونه يحتوي على أجهزة رصد إلكترونية ومجسات تشعر بأي حركة وأجهزة تحسس، وكل تلك التحضيرات والتحضينات لها مرام أساسي ألا وهو إنهاء تهديد الأنفاق العابرة للحدود من القطاع الفلسطيني، وبالرغم من تلك التحصينات استطاعت فصائل المقاومة إختراق الجدار والهجوم على مستوطنات دولة الاحتلال وتنفيد مرامها من تلك العملية بكل نجاح.
ختاماً، في خضم التحديات والصراعات التي تعصف بقطاع غزة، ستبقى أنفاق المقاومة التي تحتضنها أرضها سدًا منيعًا أمام أي محاولة للتوغل البري من قبل إسرائيل. وتعد تلك الأنفاق نموذجًا ملموسًا للإرادة الفلسطينية والصمود الشديد أمام القوى العسكرية العظيمة.
حيث تعتبر الأنفاق نظامًا تكتيكيًا متقدمًا، يتيح لفصائل المقاومة إمكانية التحرك والتموضع بحرية وسرية في أعماق الأرض، مما يعطيهم القدرة على تنفيذ عمليات هجومية دقيقة وفعالة. هذه الأنفاق تعمل كجسور تربط بين المناطق والمقاومين، وتمثل خطوط إمداد حيوية للمقاومة في مواجهة الاحتلال.
رغم الجهود الصهيونية المستمرة لاكتشاف وتدمير الأنفاق، فإن تصميمها وبنيتها المتينة تجعلها صعبة الاكتشاف. وبفضل الخبرة والتكنولوجيا المتقدمة التي تستخدمها المقاومة، تستمر تلك الأنفاق في الوفاء بدورها ومرامها الحيوي في الدفاع عن أهل غزة وحماية حقوقهم وأراضيهم.