محمود سامح همام يكتب:دلالات توسع مخطط الكيان الصهيوني.
بتاريخ ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٣ ألقى رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال٧٨، تمحورت حول آفاق وآثار التطبيع والسلام مع الدول العربية، ودوره في تغييره الشرق الأوسط، وشملت الخريطة التي اظهرها مناطق مكسية باللون الأخضر والتي قال انها مناطق تربطهم اتفاقات سلام مع الكيان أو تخوض مفاوضات لإبرام اتفاقات سلام معهم، وذلك اعتقاداً منهم ( دولة الاحتلال) أن جهود صنع السلام في الماضي فشلت لأنها قامت على فكرة خاطئة وهي أن الدول العربية لم تطبع علاقاتها مع دولتهم وهذا مرام السياسة الصهيونية فالأونة الأخيرة، والجدير بالذكر أن تلك المناطق بالخريطة كانت بالأحرى تظلل على معظم الارأضي العربية من النيل للفرات، ذلك الموقف حرك أذهاننا إلى فرضيات عدة حول مخطط الكيان في منطقة الشرق الأوسط، ولعل أهم تلك الفرضيات هو أن هل امتد المخطط ليصبح مرامه السيطرة التامة على الخليج العربي إلى نهر النيل بدلاً من الفرات إلى النيل.
ويستعرض هذا المقال دلالات على تلك الفرضية واستنباط حدوثها في الواقع، ولعل مثالنا الأبرز عند ذلك الموضع هي الأمارات العربية المتحدة، فهي الدولة العربية الثالثة التي قامت بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث عُقد بتاريخ أغسطس ٢٠٢٠اجتماع مشترك جمع بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي بوساطة أميركية وأسمر ذلك الاجتماع عن التوصل لإتفاق تاريخي وتطبيع العلاقات بين البلدين على كافة الأصعدة،ويعد هذا التطبيع انجاز مدسوس بالتوتر والقلق فالمنطقة وهذا بدا واضحاً في ردة فعل معظم دول المنطقة ووصفه البعض بأنه طعنة للقضية الفلسطينية وخيانة لها. وأكدت الأمارات على بند نستيطع تسمية مرامه بأنه حفظاً لماء الوجه حيث نص على تعليق خطة الكيان الصهيوني لضم الضفة الغربيك لباقي الأراضي المحتلة منذ عام ١٩٦٧م.
استكمالاً، وبعد مرور عام من النطبيع عام ٢٠٢١قام ولي عهد الأمارات بتعدييل قوانين منح الجنسية في الدولة، حيث سمحت تلك القوانين بإكتساب الجنسية للمستثمرين ورواد الأعمال، بلا حاجة إلى التخلي عن جنسيتهم الأصلية، وهو ما شكل بيئة مناسبة لتجنيس الصهيونيين ومنحهم الضوء الأخضر لعبور الخليج والدول العربية بدون تأشيرة مسبقة، وعلى هذا النهج حصل ٥٠٠٠ صهيوني على الجنسية الإمارتية في الأونة الأخيرة في خلال ثلاثة شهور فقط تحت مظلة الاستثمار، وهو ما جعلنا نضع مثل تلك فرضية لذلك التحول الخطير بالمنطقة.
ختاماً، يمكننا أن نستنتج أن توسع المخطط الصهيوني وتطبيعه مع الإمارات يشكلان خطورة كبيرة على المنطقة العربية. فهذا التحالف يعزز السيطرة الصهيونية ويقوي موقفها في المنطقة، مما ينذر بتهديدات أمنية وسياسية للدول العربية المجاورة. يتضمن الأمر أيضًا خطورة على القضية الفلسطينية، حيث يتم تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني وتضحيتها من أجل تحقيق مصالح سياسية واقتصادية.
إضافة إلى ذلك، توسع المخطط الصهيوني وتطبيعه يعززان التفرقة والانقسام بين الدول العربية ويجعل احتمالية تغيير مخططه من الخليج العربي لنهر النيل مما يقلل من قدرتها على التعاون والتوحد في مواجهة التحديات المشتركة. يتم استغلال هذا التوتر لصالح الكيان، مما يعزز تمددها الاقتصادي والسياسي ويضر بالوحدة العربية.
لذا، ينبغي على الدول العربية أن تكون حذرة وواعية تجاه هذا التحالف وتعبئة جهودها للحفاظ على الشرعية الدولية ودعم القضية الفلسطينية. يجب أن تتحد الدول العربية للتصدي لهذا التحدي وتعزيز الحوار والتعاون بينها، لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة ولضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.