مقالات الرأى

لينا مظلوم تكتب: كم نيرة في انتظار الذبح

0:00

القتل لا تقتصر ادواته على سكين او رصاصة.. الوحش الذي تسول له نفسه اغتيال روح بريئة له اذرع عديدة ومتنوعة لارتكاب الجريمة.. اما الضحية فقد ارتكبت ذنب كبير كونها خلقت انثى! للأسف كائن مستباح في عقول مريضة تطل بوجهها القبيح كل فترة لتصدم المجتمع. اي هاجس سيكوباتي يدفع شاب او فتاة – تجردت من اغلى ما منحته اياها الطبيعة من رحمة ورهافة الإحساس- لإلغاء وجود نفس بشريه بدافع اسباب واهية تتنوع بين رفض الخطبة من شاب او خلاف مهما بلغت حدته وارد حدوثه بين شخصين. الاتهام غالبا ما يوجه الى وسائل التواصل الاجتماعي, واحدها الهواتف الذكية, انما يسبقه جرم اكبر لكل من تسول لهم انفسهم استخدام هذه الوسائل في انتهاك حرمة جسد فتاة بريئة لا تملك الا الستر, لكن شراهة الغريزة انتهكت هذا الستر على جروبات الواتساب بكل استهتار بما يمكن ان تسببه هذه الجريمة نتيجة الاذلال والقهر والضغط النفسي الممارسة على الضحية حتى وصلت الى الاغتيال المعنوي ثم الجسدي الذي غالبا ما يكون دافعا لإنهاء حياة بريئة وهو امر سيحسمه بيان النيابة العامة بعد التشريح>
اتخاذ الدولة كافة الاجراءات القانونية المشددة ضد مرتكبي جرائم الابتزاز الالكتروني حتى وصلت الى احكام بالإعدام في جرائم القتل مع سبق الاصرار واحكام مشددة ضد مرتكبي هذا الشذوذ الأخلاقي. رغم ذلك يبقى الوعي بخطورة العواقب غائبا عن بعض مرضى العقول. القضية ايضا ستشمل المسؤولين في جامعة العريش الذين اشتكت لهم نيرة الزغبي دون ان تلقى اي استجابة ما زاد حجم الضغوط النفسية التي ادت الى نهايتها المأساوية. المؤكد حال ثبوت هذه الواقعة فان اي مسؤول في الجامعة وصلت اليه هذه الشكوى دون ان يجري تحقيق فيها اعتمادا على منطق عفا عليه الزمن بمجاملة طرف ضد اخر بزعم امتلاك الاول اي ميزة تجعله فوق المحاسبة, في مجال حيوي واساسي مهمته تربية اجيال المراهقين والمراهقات يجب ان يضع اي مسؤول في حساباته اولويه هيبة ومكانة الجامعة فالضوابط التعليمية والاخلاقية وضعت لتنفذ بصرامة مهما كانت المبررات التي قد تصدر مثل تكدس عدد الطلاب الجامعيين او صعوبة ضبط حالات الابتزاز والتنمر مع تطور هذه الوسائل وسهولة التلاعب للهروب من الجريمة عبر انشاء حسابات وهمية يصعب تتبعها اذ ينبغي في مثل هذه الحالات ابلاغ الاجهزة الامنية فورا للقيام بهذا الدور. ايضا هنا يأتي دور الاعلام والحملات التي تهدف الى ضرورة الحذر عند استخدام الهواتف الذكية و الايفون كي لا تقع في ايدي اي شخص اخر -مهما بلغت درجه الثقة بين الطرفين- او وضع اي صور ذات طابع شخصي تسبب حرج لأصحابها.
الجريمة الاكثر ايلاما هي انحطاط الاخلاقي الذ عكسته هشتاجات على منصة اكس تدنت الى احط المستويات في الخوض في عرض البريئة نيرة الزغبي. موقف مخزي يعيد الى الذاكرة النغمة القبيحة التي أطلقتها كتائب الكترونيه معروفه المصدر فالجماعات التي باعت نفسها للشيطان لم يكن غريبا ان تستبيح لنفسها الدفاع عن قاتل نيره اشرف. كتائب اعتادت العزف على اوتار الظلم والتشهير حملاتهم الخبيثة المدبرة غرزت انيابها المسمومة لتزيد من قسوة والام الظروف التي تمر بها اسره الفتاة.
الى متى يستمر مسلسل الوحشية في استباحه ارواح بريئة دون ان يرضع مرتكبيها كل العقوبات الصارمة التي بلغت الاعدام بالاضافة الى القوانين المشددة التي اقرها مجلس النواب ضد الجرائم الالكترونية والتنمر. ما الذي تتطلبه يقظة الضمير كي لا تصبح اسماء الضحايا وارواح الفتيات مجرد احرف سواء كانت نيرة او اسماء اخرى لضحايا الانحطاط الخلقي واوهام بعض المرضى امتلاك اي قوه تمنح لهم حق ازهاق الأرواح. هذه الجرائم يجب ان لا تكون محط الاهتمام الاعلامي والجماهيري لفتره عابرة تنتهي بصدور الاحجام القضائية العادلة, لكنها يجب ان تبقى حاضرة خاضعة للبحث والدراسة من قبل جميع الاطراف المعنية كي لا تفجعنا مأساة نيرة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"