منوعات وسوشيال

لوحات جمال كامل فى معرض “مصر الآن” كل أسبوع

كتبت - أمل علوى :

ابتداء من السبت المقبل سوف نكون على موعد مع إحدى ارحات الفنان المبدع الراحل جمال كامل ، وذلك فى محاولة منا لنشر الفنون التشكيلية وتقديمها بشكل يرتقى بالذوق العام.
الكاتبة الصحفية مشيرة موسى تقدم لقراء بوابة مصر الآن كل أسبوع لوحة من اعمال الفنان الراحل .. فلماذا جمال كامل على وجه الخصوص؟

مسيرة الفنان جمال كامل مليئة بالتفاصيل المثيرة مما يجعل لوحاته غنية بالتفاصيل المبهجة وجديرة بالمشاهدة والتأمل ، فالفنان الفنان جمال كامل ولد فى اسيوط عام 1926 وتخرج فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1948، وقد حصل على درجة الشرف بامتياز فى التصوير، ثم استهوته الصحافة.. فكان من أوائل الفنانين الدارسين الذين احترفوا الرسم فى الصحف والمجالات.
منذ تخرجه اشتغل رساما بدار الهلال.. ثم استقر بين افراد اسرة (روز اليوسف) واصبح رئيساً للقسم الفنى بها..ثم مستشاراً فنيا للمؤسسة.
اشتهر باسلوبه الخاص المميز فى رسم القصة، وسلسلة لوحاته الاسبوعية فى النقد الاجتماعى.
زار كثيرا من بلاد العالم.. ورسم فيها كبار الشخصيات ورؤساء الحكومات، تتميز اعماله بصدق التعبير والواقعية المتزنة.
وهو من اتباع المدرسة التأثيرية فهو مثل تلاميذ هذه المدرسة جميعاً يعبر بالوان الطيف ويمزجها بحيث يصوغ الشكل الذى يريد تصويره. لكنه يختلف عنهم بل ويقف نقيضا لهم باصراره على تجسيد ما يرسمه فى صورة كلته مادية لها وزن وثقل وابعاد بارزه مجسده.
اعماله تجسيد الحلم فى لحم وعظم وكتله وزن والشفافية عنده اشعاع للكتله التى يرسمها، اعماله ليست الوانا تتراقص على القماش وانما تبرز على سطح القماش وتكاد تغرى بان يمد الانسان يده ليتحسسها.
من خصائص لوحات جمال كامل ان الانبهار بها لا يتوقف مهما طالت معاشرتها وقد يرد البعض هذا الى براعته فى الاداء و ذوقه الخارق فى اختيار الالوان وسلاسه اسلوبه السهل الممتنع.
انه يصور بخط واحد شكل اللوحة ويظل يبنى حوله تماما كما يبنى ناحت التمثال فإذا باللوحه فى النهاية جسم حقيقى ملموس يبهر العين بألونه ونسبه لكن له فى نفس الوقت ثقلا ماديا يفرض الاحساس به ويقنع من يراه بأنه ليس صوره وانما حقيقية.
خاصيه جديرة بأن تلفت نظر النقاد فى العالم كله، فجمال كامل يستخدم لغه المدرسه التأثيرية للتعبير عن الكلته المادية وتجسيدها ، وتم تأكيد هذا الاتجاه عندما بدأت ريشته تعمل فى خدمه الصحافه وبرز بشكل خاص فى مجموعة “لوحة الاسبوع” التى كانت تنشرها له اسبوعيا مجلة روز اليوسف، ثم فى مئات اللوحات التى رسمها لمشاهير الفن والثقافة والمجتمع.
السر الحقيقى للوحات جمال كامل هو التجسيد المادى للحقيقة التى يرسمها وقدره ريشته الخارقة على ابراز جمالها الواقعى دون زيف ودون افتعال ودون تجميل صناعى.
وكان جمال كامل أحد ملوك فن رسم “البورتريه” أو الوجه الإنسانى بالذات ،وانتقل من رسم الوجه البورتريه المحدد لشخص محدد الى رسم “النموذج” ، “الشخصية” التى تعبر عن الاف الوجوه فى وجه واحد، وكان يرسم اجمل النساء واكثرهن رفاهية بنفس التفوق الذى يرسم فيه “ابن البلد” و”بنت البلد” من اكثر البيئات شعبية، هكذا اشتهر فى “روز اليوسف” ب “لوحة الاسبوع” التى رسم فيها عشرات من وجوه الموظف المطحون، الزوج المرهق، أم البنين، الشغالة، البيه المدير، العامل المكدود، ابن البلد البشوش، مئات من الوجوه التى لا تقع عين القارئ عليها إلا ويقول لنفسه على الفور: هذا الوجه اعرفه أعرفه جيداً ويحاول أن يتذكر أين راها أو رأه لقد رسم “وجه مصر” كلها… مصر الناس، مصر اللحم والدم والنبض المزاج.

زر الذهاب إلى الأعلى