فنون وابداع

قصيدة | أنا.. في كلمات

للشاعر الكبير - أحمد غراب

0:00

أنا أقدم الأشجار ..أول غيمة
سكبت حليب نهودها فوق الثري.

قبل اختراع الماء كنت سفائنا
قبل السنابل كنت صيفا اخضرا

قبل اكتشاف الضوء كنت قوافلا
من أنجم لاتستريح من السري

مني انبثقت قصائدا مائية
تجري قوافيها بثغري. أنهرا

وغمست في عرق الغيوم أناملي
ليكون طقس يديا. دوما. ممطرا

واخترت أحزان المساء لأعيني
لونا. لأقرأ ذبذباتى في الكري

وأنا الذي قررت أن يبقي فمي
في عرش مملكة القصيدة قيصرا

لي من غراباتي. الكثير فربما
أمتد. شطآنا. وأرسو. معبرا

أنا أقرأ. الأمطار. قبل سقوطها
وأشم نبض. الثلج في رحم الذرا

وأجوب. أرض اللاشعور مسافرا
في التيه. وحدى كي أرى مالايرى

وأحاور الأزهار. وهي براعم
وأري اهتزاز. العطر فيها لو سري

في الأرض غصت كبذرة. فوجدتني
من دون أن. أدري. المزارع والقرى

ودخلت أوجاع الحصي وأظنني
أصبحت أشتف. الأسي المتحجرا

كم مت؟ ….كل هنيهة لي ميتة
أنهي بها قلق اغترابي في الورى

فالعصر برج من نحاس شاهق
لن ينحني لقصيدة مهما. جري

ولذا تموت الأغنيات رضيعة
وتجف. أثداء اللحون. مبكرا

ويكاد. يبرأ من فحولته الثري
وتخاف أشجار الربا. أن. تثمرا

وتهاجر الاشواق من خلجاتها
والحب. يأتى دائما. متأخرا

وتفر. أم الريح من سيقانها
ويدور. خط الإستواء الي الورا

صدأت. حضارات البريق وأوشكت
أقوي. مرايا الصبح أن تتكسرا

وتفتت. لغة العبير كدفتر
ضربته صاعقة فأصبح أسطرا

فمن الذى اغتال الثواني هاهنا
من قص أجنحة الدقائق. ياترى؟

مستنقعات القيح. تلتهم المدي
فالموت أصبح. حاكما ومسيطرا

أنا لست من. سبأ. أتيت كهدهد
إني النبوءة حين. تصبح خنجرا

أحبيبتي. أنا لست حرفا هاربا
من أبجديته ليصبح. شاعرا

إنى. اختراق. في سماوات الرؤى
وأنا الثقافة قبل أن. تتدهورا

وأنا أحبك. فارقبيني قادما
من تحت إبط الريح طيفا أسمرا

ينساب متكأ. علي كتف الرؤى
يلتف. أهداب العشايا مئزرا

يمشى كقافلة. الحروف بطيئة
تجتاز. أودية. وتعبر. أبحرا

يغفو علي فمه. المجاز. ووجهه
مشروع أسئلة يود. لو انبري

هذا أنا فلتقبليني عاشقا
في دفتر الأشواق لن يتكررا

قالت مرايا الشمس عني أنني
مالايمس ولايشم …ولايري

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"