منوعات وسوشيال

على رأى اللى قال | مافيش رمضان من غير ابتهالات وتواشيح

حلقات إذاعية يكتبها | رشدى الدقن

0:00

على رأى اللى قال .. مافيش رمضان من غير ابتهالات وتواشيح .. وطبعا مافيش بيت مصرى هتلاقيه قبل السحور وقبل الإفطار مابيسمعش التواشيح .. “سلو بلدنا كده” …. نسمع التواشيح وندوب فيها ومعاها .. وتدخلنا الاصوات الجميلة فى حالة روحية راقية .. وسمو وراحة نفسية مش هتلاقيهم غير فى مصر .. والإذاعة المصرية عندها كنز حقيقى مايتقدرش بأموال الدنيا كلها .. كنز من الإبتهالات والتواشيح بأصوات تحس أنها نازلة من السما وبتاخدك للسما .
المدهش والمفاجأة الحقيقية أن التواشيح أو الإنشاد الدينى فن مصرى أصيل .. من أيام جدودنا قدماء المصريين .. اللون ده من الغناء واللى بيمزج ما بين روحانيات العقيدة والفن كان جزء من التراتيل الجنائزية .. والشعائر والصلوات داخل المعابد .. ولسه لحد النهاردة النصوص دى منقوشة على جدران الأهرامات والتوابيت .
الإنشاد الدينى توارثته الأجيال فى مصر وازدهر جدا فى الكنايس والأديرة وبقا له موسيقى خاصة جميلة بتستخدم لحد النهاردة فى الأعياد والمناسبات … وطبعا مع ظهور الإسلام بقا الإنشاد الدينى له دور مهم .. والتاريخ بيقول لنا ان أول إنشاد دينى كان “طلع البدر علينا” اللى استقبل بيه أهالى المدينة المنورة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
حد هيسألنى .. الإنشاد الدينى اتطور ازاى ؟
“أنا أقول لك ”
زى ما بدأ فى مصر القديمة .. الطفرة فى الإنشاد الدينى والتواشيح حصلت هى كمان فى قاهرة المعز .. تحديدا فى العصر الفاطمى الإنشاد الدينى اتطور جدا وانتشر انتشار سريع وبقا فى كل حتة فى المحروسة .. ومابقاش فيه مولد أو حضرة أو حتى احتفال بأى مناسبة إلا وفيها إنشاد دينى وتواشيح وابتهالات … واستمرت الحكاية لما ظهرت الإذاعة المصرية وبقا عندنا مشاهير فى الإبتهالات والتواشيح زى نصر الدين طوبار وأستاذ المداحين الشيخ سيد النقشبندى ومداح النبى … محمد الكحلاوى والشيخ طه الفشنى .. مش بس كده .. ظهر عندنا كمان منشدات زى خضرة محمد خضر ونبيلة عطوة وآية الطبلاوى اللى بدأت مسيرتها فى الإنشاد وعندها 7 سنين … وظهرت كمان فرق للإنشاد الدينى ولسه شغالين لحد النهاردة زى فرقة الحضرة وفرقة رضوان المرعشلى وعامر التونى والمولوية المصرية.
نرجع بقا للتواشيح والإبتهالات .. وليه الأصوات اللى جاية من الصعيد مسيطرة على اللون ده من الفن؟
فعلا المثير فى الحكاية هو سيطرة “الإنشاد الصوفي” اللى جاى لنا من صعيد مصر على حفلات الإبتهالات .. وده بيخلينا نسأل .. اشمعنا الصعيد ؟
الإجابة بسيطة جدا .. التصوف وأولياء الله الصالحين ومقاماتهم الكتير فى صعيد مصر هى الأصل والسبب .. كمان الصعيد له وضع خاص فى الحكايات والسهر والسمر .. منه مثلا خرجت السيرة الهلالية وفيه ناس كتير وهبوا حياتهم كلها للسيرة الهلالية اللى كانت بتتقال على الربابة فى القهاوى والأفراح وفى الشوارع … علشان كده مش غريبة أنه يظهر لنا ناس زى أحمد التوني .. المولود فى أسيوط .. والمشهور بإسم “ساقي الأرواح”.. اللى تغنى بالحب الإلهي الطاهر بإيقاع جميل مصحوب بالابتهالات والتواشيح … واللى هتلاقيه النهاردة فى سيدنا الحسين وبكرة فى السيد البدوى بطنطا وبعده بالمرسى أبوالعباس فى اسكندرية .. وفى الآخر راجع الصعيد ينشد فى سيدى عبدالرحيم القناوى .
ومش غريبة أنه يطلع لنا حد فى موهبة ونقاء صوت ياسين التهامي .. واللى بيسموه “شيخ المنشدين”.. واللى اشتغل فترة مع الشيخ التونى ودايما بيفتخر بأنه تلميذه … وزى ما هو أتعلم من الشيخ التونى .. ابنه محمود التهامى اتعلم منه وبقا دلوقتى “صيت” كبير ومنشد له بصمة لوحده وله مريدين بالملايين … وهو ده سر من أسرار استمرار سيطرة الصعيد على الإنشاد الدينى .. بيتوارثوه وبيتنفل من الأستاذ للتلميذ بسهولة ويسر .
كمان عندنا أمين الشناوي” ريحانة المنشدين”.. المولود بمحافظة قنا واحد من أشهر المداحين في الوطن العربي
بالمناسبة «التوني» والشيخ ياسين التهامى والشناوى .. ومعاهم ناس تانية من المنشدين قدروا ينقلوا الإنشاد الصوفي للعالمية .. وكانت ليهم فقرة رئيسية في مهرجانات الموسيقى الروحية في فرنسا وبلجيكا وسويسرا وفي البرازيل والمغرب ، وطبعا فى كل الدول العربية تقريبا .
من الآخر وعلى رأى اللى قال .. رمضان فى مصر من غير تواشيح وابتهالات مايبقاش رمضان .. ويبقى ناقصه كتير .

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"