منوعات وسوشيال

على رأى اللى قال | النداهة

حلقات اذاعية يكتبها - رشدى الدقن:

0:00

“لو ندهتك الندهة أوعى تجاوب ولا تبص فى وشها .. لو روحت لها مش هترجع تانى يا ولدى” ابعد عن المشى فى الغيطان أو جنب الترعة والسواقى بالليل .. النداهة ماهتصدق تلاقيك لوحدك ومش هتسيبك غير لما تاخدك معاها فى قاع المايه أو تسحرك وتخليك ماشى زى المجنون بتدور عليها … ولا هتاكل ولا هتشرب لحد ما تموت … كل اللى فات ده نصايح أهالينا البسطاء لاولادهم علشان ماتدهمش النداهة .
على رأى اللى قال … حكاية النداهة حكاية مصرية أصيلة .. يعنى صعب تلاقيها فى أى مكان تانى بالتفاصيل دى .. وبالثقة كمان فى الكلام اللى بيتحكى عنها.
ودايما الحكاية بتبدا فى ليالى الشتا والاسرة كلها حوالين النار .. تبدأ الجدة تحذر شباب العيلة من المشى جنب الترعة فى الليل .. ودايما هتلاقى كل الجدات بيحكوا عن شاب وسيم .. طول بعرض ومؤدب والناس كلها بتحبه .. لكن أبدا ماحدش من الجدات هيقول لك اسم الشاب ده ولا كان فى اى بلد تحديدا .. المهم الحكاية لازم تكمل .. الشاب ده خرج بالليل يتمشى وهو على شط الترعة ندهت النداهة .. نادت عليه بإسمه كذا مرة .. فى الاول ماصدقش ودانه وفضل ماشى فى طريقه .. وبعدين وقف وبص لها ودى كانت الغلطة الكبيرة اللى وقع فيها .. شاف بنت جميلة بتنادى عليه وبقا زى المسحور ماشى رايح لها وقبل ما يقرب اوى انقذه ضوء جاى من بعيد … فلاح شايل لمبة وكان رايح فى الفجر يروى الارض .. اختفت البنت الجميلة فى المايه وهو مارجعش ابدا زى ما كان بقا مسحور بيها وبحبها .. كل ليلة يخرج يمشى فى الغيطان وعلى شط الترعة نفسه يشوفها تانى .. ايام وايام بيخرج من بعد صلاة العشا ومايرجعش غير لما النهار يطلع … اهله حاولوا كتير يمنعوه من الخروج ماقدروش .. لحد الليلة الموعودة نادت تانى على اسمه وراح لها جرى .. اخدته وغرق فى الترعة وتانى يوم لقوا جثته طافية على وش المايه.
حكاية مرعبة فعلا .. لكن كلها اخطاء .. اذا كانت سحرته عرفوا منين انها طلعت له .. ومين قال لهم تفاصيل الليلة الموعودة اللى غرق فيها الشاب اللى بتدور حكايته فى كل القرى والبلاد من شرق مصر لغربها .. وماحدش عارف اسمه؟
يمكن الليالى الطويلة فى الشتا ولان الحكاية جاية من الجدات فمحدش بيدقق فى التفاصيل .. ويمكن لأن اسطورة النداهة لها اصل قديم .. طيب إيه هو الأصل ده ؟
“على رأى اللى قال النداهة” ، من أكبر الأساطير اللى بيؤمن بيها أهالينا الطيبين فى الريف المصري، وانها خرجت الحكايات وبقا لها شبيه فى بعض الدول العربية زى الامارات والمغرب .. وزى ما كانت الحكاية فى مصر بتحصل فى الاراضى الزراعية وعلى شط الترعة فضلت كدا بردو فى كل الأماكن اللى اتنقلت لها اسطورة “النداهة” .
بس الحقيقية فى مصر الكلام عن النداهة مش أسطورة … فيه حكاية قديمة عن بنت مصرية جميلة كل اللى شافها حبها .. وكانت البنت دى عايشة فى الريف سنة 1850 … يعنى من 175 سنة تقريبا .. وفى يوم البلد كلها صحيت عل خبر غرق البنت دى فى ترعة البلد .. والبوليس وقتها ماقدرش يكشف سر الجريمة .. ولا حد عرف هى غرقت ازاى وليه .. وبعدها الامهات بقوا يخوفوا ولادهم الصغيرين من اللعب جنب الترعة ويقولوا لهم أن عفريتة البنت دى هتطلع تشدهم .. ومامرش اسبوع على الحكاية الا ولقوا شاب غرقان فى الترعة فعلا .. واصحابه قالوا انه كان سهران معاهم وفجأة قال عايز اتمشى على الترعة وبعدها مارجعش .. يومين تلاتة واتكرر نفس الموقف شاب تانى غرق بنفس الطريقة .. ولما حصلت الحكاية لتالت مرة بدأت الناس تترعب بجد .. وقالوا أن فيه حاجة بتشد الشباب اللى يعدى من جنب الترعة بالليل وتغرقه .
وفى يوم واحد من أهالى القرية دى قال لهم أنا عرفت السبب .. وحكى لهم انه كان راجع من فرح فى بلد جنبهم بالليل وكان معاه مراته .. وجنب الترعة سمع حد بيناديه بإسمه .. وأن الصوت ده أجمل صوت سمعه فى حياته .. ولأول مرة يحس ان اسمه جميل .. بص ناحية الصوت شاف البنت الجميلة اللى غرقت جنب الترعة وبتنادى له وهو زى المسحور ساب ايد مراته وراح ناحيتها وكانت هتاخده معاها فعلا وتغرقه لولا ان مراته صرخت ونادت عليه بأعلى صوتها فانتبه انه رايح برجليه للمايه وهيغرق وده اللى انقذه .. وكمل على الجكاية بأن البنت الجميلة دى قالت لمراته انقذتيه من ايدى المرة دى .. بس المرة الجاية ماحدش هينقذه.
طبعا الحكاية دى لقت الريف كله وبدأت اسطورة النداهة تكبر وتكبر وتكبر وكل حد يضيف عليها تفاصيل من عنده .. وناس تانية تحط شوية بهارات لحد ما وصلت لنا بشكلها الحالى ..غموض واثارة .
من الآخر وعلى رأى اللى قال .. لو ندهتك النداهة أوعى تستجيب لها .. ولا تبص لها .. لأن فى الحالتين هتروح فى سكة اللى بيروح مايرجعش .

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"