منوعات وسوشيال

على رأى اللى قال .. “الحزن يعلِّم البُكا”

حلقات إذاعية يكتبها | رشدى الدقن

0:00

على رأى اللى قال .. “الحزن يعلِّم البُكا والفرح يعلِّم الزغاريد” ومعناه أن اللى بيتعود على الفرح بيبقى دايما متفائل وسعيد .. وعلى رأى اللى قال كمان .. “زغرطى ياللى انتى مش غرمانة “، ودى بتتقال لما يبقى فيه حد بياخد حاجة ببلاش وماتعبش فيها .
أما بقا زغروطة حلوة رنت في بيتنا، لمت حارتنا وبنات حارتنا’. .. دى مش هتسمعها ولا هتعرفها غير فى مصر .. الزغروطة طقس مصرى خالص .. مش هتسمعها بس فى الافراح زى ما بيحصل فى أماكن كتير ..”سلو بلدنا” الزغروطة فى كل المناسبات السعيدة وأحيانا الحزينة .. يعنى طالع الحج او راجع من الحج هيودعوك ويقابلوك بالزغروطة .. الولد نجح فى الثانوية أو أى شهادة هتعرف من الزغروطة اللى طلعت فجأة من بلكونة بيتهم .. البنت اتخطبت ولا اتجوزت هتسمع أحلى زغروطة طالعة من شفة العروسة .. اللى مسافر رجع لبيته بعد غياب الزغروطة هتعلن الخبر والكل هيعرف من غير ما يسأل .. حتى فى الحزن .. بتلاقى عندنا زغروطة .. صحيح بتبقى مكتومة ومخنوقة بالدموع .. لكنها بتعلن عن شهيد بيودعه أهله للجنة .
“الزغروطة ” لها اكتر من حكاية … بس الاقرب للحقيقة حكايتين خرجوا من مصر .. الأولى بتقول أنها بدأت من عند جدودنا قدماء المصريين .. وكانت بتستخدم فى الوداع .. وأول مرة سمعها الناس كانت أثناء خروج جدنا الكبير”سقنن رع الثاني” لتحرير مصر من الهكسوس، وقتها خرجت نساء المحروسة بالطبول والزغاريد علشان تحييه وتحمسه …. طبعا الكلام ده كان من 3600 سنة .. وده كان الاحتلال الأول لمصر واستمر 100 سنة .. جدودنا ما استسلموش يوم واحد للوضع ده .. وفضل كفاح الشعب المصرى وملوكه علامة فارقة فى التاريخ .. ووقفوا ضد الإحتلال بكل شجاعة من أول الملك سقنن رع اللى استشهد وهو بيدافع عن أرض مصر بكل شرف ، و المومياء بتاعته الموجودة فى المتحف المصرى وفيها الاصابات اللى اتصابها شاهدة على شجاعته .. مرورًا بـ”كامس” اللى حقق انتصارات كبيرة على الهكسوس واستشهد فى احد المعارك أيضا .. ووصولا إلى الملك “أحمس” اللى طردهم شر طردة.
وأكبر دليل على أن الزغروطة مصرية أصيلة .. نقش موجود على هرم أوناس في منطقة أهرامات سقارة؛ النقش ده بيقول : “ها أنا الملك أوناس .. وفاتي هي حسب رغبتي ، وشرفي فوقي، وأقوم بالتصفيق والزغاريد ، وأجلس بين اليافعين”.
أما القصة المصرية التانية عن الزغروطة فبتقول أنها ظهرت فى الأفراح فعلا .. وقتها كان ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ بيلبس رداء الملوك وبيتحط على راسه تاج … والنساء بتقف لما تشوف الملك تهتف “ملك ملك ملك ” .. وكلمة ملك باللغة القبطية القديمة هى “اورو” … يعنى بيقولو “اورو اورو اورو اورو” .. ومع سرعة وتكرار الكلمة بقت “رو رو رو رو” وهى دى الزغروطة القديمة اللى اتطورت وبقت زغروطة حلوة رنت فى بيتنا .. واللى من الصعيد أو الفلاحين هيلاقى زغروطة الجدات مختلفة عن زغروطة بنات النهاردة .
وبالمناسبة لحد النهاردة فى طقس الزواج عند أهالينا من الأقباط الخطوبة اسمها “نص اكليل” وفى الفرح بيحطوا على راس العريس اكليل زى التاج وعلى راس العروسة تاج تانى .. علشان هما فى اليوم ده الملك والملكة .
طيب الزغروطة بتخرج ازاى .. وهل كل الناس ممكن تزغرط؟
الحقيقة مش كل الناس بيعرفوا يزغرطوا.. حتى اللى بيعرفوا.. مش كلهم زى بعض .. يعنى فيه ناس موهوبة فى الزغروطة وبتطلع حلوة وطويلة ورايقة ومبهجة فعلا .. وفيه ناس الزغروطة بتاعتهم ضعيفة وقصيرة .
أما بقا ازاى بتطلع .. ده بيبقا من خلال تحريك اللسان يمين وشمال بسرعة مناسبة وخروج هواء شديد من الحنجرة .. وطبعا لازم الايد تبقا فوق الشفايف علشان الصوت يعلى ويحلو .
من الأخر وعلى رأى اللى قال .. الزغروطة هتفضل دليل على الفرح والسعادة … وهتفضل من التقاليد المتوارثة اللى بتعبر عن البهجة .. وهنفضل نغنى زغروطة حلوة رنت فى بيتنا .

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"