مقالات الرأى

عبد المعطي احمد يكتب: شريعة المتعاقدين

0:00

صدر قانون إيجار المساكن الجديد سنة 1996 كحل لمشكلة الإسكان التى أثقلت كاهل الدولة, ولكن سرعان ماالتف حوله ضعاف النفوس والمنحرفون, واستغلوا هذا القانون وثغراته لممارسة البلطجة والنصب والاحتيال, حيث يقوم المحتال بكتابة عقد إيجار بالقانون الجديد, ويسكن ويقيم فى الشقة المؤجرة, ثم بعد فترة يمتنع عن دفع الإيجار للمالك, فيقوم المالك بإنذاره عدة مرات بالطرد دون اللجوء إلى المحكمة, وذلك منصوص عليه بالعقد, ويلجأ المالك إلى النيابة لتنفيذ ماجاء بالعقد, إلا أن النيابة تشير إلى وجوب اللجوء الى المحكمة لإصدار حكم بالطرد, ثم يلجأ إلى القضاء المستعجل بعد شهور, وبعد إعلان الساكن عدة مرات تقوم المحكمة بنظر القضية, ولايحضر الساكن الذى يعاد إعلانه, وحسب الخطة التى وضعها المحتال يحضر أخيرا إلى المحكمة ويطلب التأجيل للاطلاع, ثم تعاود نظر القضية, وفى كل مرة يطلب التأجيل لأسباب واهية, وينصاع القاضى للتأجيل شهرا وراء شهر حسب القانون, وأخيرا يصدر حكم المحكمة الابتدائى لدفع الإيجار, ثم يستأنف الساكن المحتال القضية وتعود الكرة والتأجيل إلى أن يصدر حكم المحكمة بتأييد الحكم الابتدائى, وبعد كل ذلك تأتى مشكلة تنفيذ الحكم, لذلك يكون المحتال قد حقق الهدف الذى أراده وهو اغتصاب السكن لمدة ثلاث سنوات, وقد تطول المدة دون أن يدفع أى إيجار !!
والحل- فى رأيى لهذه المشكلة التى انتشرت – هو فى يد وزير العدل بسرعة إصدار تعليماته بألا تعرض مثل هذه المشكلة على المحاكم بتاتا, ولكن يتم البت فيها بواسطة النيابة طبقا لما جاء بالتعاقد, والعقد شريعة المتعاقدين, وبذلك نكون قد خففنا الضغط على المحاكم, وقطعنا دابر المتلاعبين, وأنصفنا الملاك بسرعة البت فى هذا النصب والتحايل.
كنت أتمنى لو أن المطبعين العرب صمتوا قليلا أمام نيران المدافع ومواكب الشهداء من الأطفال والنساء ومشاهد الهدم والدمار والعالم الذى قام يطالب بحق الشعب الفلسطينى فى أرضه, ولكن لغة المصالح طغت على نداء الضمائر, وبدأت ملامح الإشادة بإسرائيل وأمريكا, وتجاوزالمطبعون فى غيهم وضلالهم وهم يهاجمون بالباطل شعب غزة الذى يدافع عن أرضه وشرف أمته, وانطلقت أصوات هذه القلة المارقة تدعو شعوبها الصامتة إلى إدانة غزة, بل إن أبواقا كثيرة على الشاشات اتخذت أسلوبا رخيصا فى افتعال الفتن بين أهل غزة والشعوب العربية, والغريب أن الإعلام الرسمى لبعض الدول تمادى فى الوقيعة بين الشعوب العربية وموقفها من حرب غزة. كنت أتمنى أن تنسحب أصوات إسرائيل وأبواقها احتراما لقدسية الدم وشرف الشهادة, ولكنها مازالت تلعن الشهداء وتدافع عن الأعداء.
لفت انتباهى الإقبال الكبير من الأسر المصرية على قاعة الطفل فى معرض الكتاب التى تحتوى على كتب الأطفال بكل أنواعها, وأماكن للرسومات, ولاشك أن اصطحاب الأطفال إلى معرض الكتاب يغرس فيهم حب القراءة والاطلاع منذ نعومة أظافرهم, وتلك هى الفريضة الغائبة لدى الكثير من الأسر التى تهمل فى حق أطفالها, وتتركهم للألعاب الالكترونية, والفضائيات والموبايلات, والحقيقة أن الثقافة ليست رفاهية, والقراءة ليست ضياع الوقت, وإنما هى البوصلة الرئيسية لتقدم الأمم والشعوب, ودونها تصاب الشعوب بالتخلف, والاضمحلال, والمعروف أن هناك مشكلات عديدة تواجه صناعة الثقافة , والكتب, والصحافة, حيث تتم محاسبتها بمنطق المكسب والخسارة, وهو الأمر الذى يحتاج إلى تضافر جهود الجهات المسئولة للمعاونة, والدعم, وتذليل العقبات, وحل المشكلات حتى تظل القراءة مزدهرة طوال العام, وليس فى معرض الكتاب فقط.
منذ سنوات تم استحداث ماسمى ب”التعليم المفتوح” بالجامعات, وبمرور الوقت والتجربة تبين على لسان المسئولين أنفسهم أن الجانب المادى فيه طغى على الجانب التعليمى, فتم إيقاف النظام, ثم أعيد , ثم ألغى, وحل محله مايسمى الآن ب”التعليم المدمج” دون توضيح مدى تأثير هذا النظام الجديد إيجابيا على العملية التعليمية بالجامعات., وأتمنى أن نرى استراتيجية ثابتة للتعليم بجميع مراحله, حتى يكتسب التعليم ثقة ودعم المجتمع.
لم يعد هناك فروق كبيرة بين المنتخبات الأفريقية, وماشهدته القارة من نتائج فى الآونة الأخيرة يشير إلى أن الكبار يتقلصون, وأن من كانوا بالأمس صغارا يمكنهم اليوم أن يتحولوا إلى عمالقة فى كوت ديفوار.!

زر الذهاب إلى الأعلى