عبد المعطى أحمد يكتب : نوبيون صنعوا التاريخ

صدر للكاتب عبد المجيد حسن خليل كتاب “نوبيون صنعوا التاريخ” يبرز سير نخبة من الشخصيات النوبية البارزة التى كان لها تاريخ مشرف وبصمة بارزة فى مجالات عدة, وتنوعت الشخصيات التى استعرض الكتاب سيرها بين حكماء وفقهاء كان لهم دور بارز فى هداية البشرية, وقادة وحكام وملوك شهد لهم التاريخ, وأدباء وكتاب أثروا الحياة الثقافية والأدبية المصرية والعربية, وعلماء وساسة, وفنانون ومبدعون عبروا بإبداع عن الوجدان والمشاعر الانسانية ونشروا البهجة والجمال.

يستهل الكتاب بسيرة لقمان الحكيم وهو نوبى الأصل, ثم يسرد حياة بعض علماء المسلمين النوبيين مثل:ثوبان بن إبراهيم, وكنيتة ذو النون المصرى, وهو أول من غرس بذور التصوف فى مصر, وكان معتدلا فى أقواله وأفعاله دون غلو أو شطط, وسبق رابعة العدوية فى القول بالعشق الإلهى, وكان عالما فى الكيمياء , وعليما باللغة الهيروغليفية وفك كثير من الطلاسم المصرية القديمة, ومن وؤلفاته القيمة”حل الرموز وبرء الأرقام فى كشف أصول اللغات والأقلام”, ومن العلماء أيضا النوبى يزيد بن أبى حبيب مفتى الديار المصرية فى عهد عمر بن عبد العزيز, وهو أول من أظهر علم الكلام فى الحلال والحرام فى مصر, وكان إمام مدرسة مصر التاريخية, فقد كان عالما بالتاريخ والحروب والفتن ومايتعلق بفتح مصر, وكذلك النوبى عبد الله بن وهب الذى كان أول من نشر المذهب المالكى فى مصر.

وينتقل الكتاب لاستعراض حياة بعض الملوك والقادة العظام مثل الملك بعانخى أحد ملوك الأسرة 25 النوبية الذى نشأ فى نبتا وهى الموطن الأصلى للأسرة 25 النوبية,والذى اهتم بالثقافة المصرية واستخدم أساليب الفن والكتابة المصرية, وأيضا سيرة الملك النوبى طهراقا الذى ورد ذكره فى التوراه مرتين, مرة فى سفر الملوك الثانى, والأخرى فى سفر أشيعا, وقد وصف المؤرخون طهراقا بأنه أعظم مناور عسكرى فى التاريخ, فقو واجه الآشوريين ومنعهم من دخول مصر والشام, ومن الملكات النوبيات الملكة نفرتارى الزوجة المحببة لرمسيس الثانى , وأيضا الكندكات  النوبيات أمانى شاخيتى, وأمانى ريناس وغيرهن من الملكات, ومن القادة النوبيين العظام يأتى المشير محمد حسين طنطاوى الذى ترأس المجلس الأعلى للقواتن المسلحة المصرية ووزارة الدفاع لعقود, ومن المفكرين والكتاب والمبدعين النوبيين الذين كرمتهم الدولة لتميزهم وإبداعهم وحصلوا على جوائز الدولة التشجيعية الذين استعرض الكتاب سيرهم وهم: ابراهيم شعراوى, ويحيى مختار, وحجاج أدول, وادريس على, وحسن نور, والشاعر محيى الدين صالح, والدكتورة المبدعة ناهد بابا, وخبير التراث محيى الدين شريف, والشاعر الكبير الدكتور مصطفى محمد عبد القادر عضو لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة.

كما لم يغفل الكتاب تناول نماذج نوبية مشرفة مثل البطل الصول أحمد ادريس صاحب الشفرة النوبية فى حرب أكتوبر والذى كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسى ومنحه النجمة العسكرية, والسفيرمحمد أبو بكر النوبى سفير مصر فى اليابان, بالإضافة إلى شخصيات أخرى منها: زكى مراد, وسليمان عجيب, والعالم الدكتور يونس صالح سليم, والدكتورالراحل محمد خليل كبارة, والدكتور محمد ميرغنىخير الذى شارك فى وضع دستور البحرين, والدكتور أحمد سو كارنو, والدكتور عمر صابر عبد الجليل, والدكتورإسماعيل عقيد.

ويختتم الكتاب بسير المبدعين والفنانين من أبناء النوبة مثل الفنان القدير محمد كامل الذى كان القاسم المشترك فى أفلام النجوم مثل الريحانى وأنور وجدى وشادية وليلى مراد وبشارة واكيم, ومن أشهر أفلامه”طلاق سعاد هانم”.

وتناول الكتاب الفنان النوبى العالمى الموسيقار حمزة علاء الدين الذى صنفته مجلة “نيويورك تايمز” أنه أعظم من عزف العود, ولقبوه فى لوس انجلوس بوالد الموسيقى النوبية, وهناك الدكتور مصطفى البشارى عميد المعهد العالى للسينما, وأيضا المبدعين المشهورين مثل: الفنان الكبير محمد منير, والملحن أحمد منيب, والمطرب النوبى حسن جزولى, وسفير الفن النوبى حول العالم الموسيقار على كوبان.

• انتشرت ظاهرة من أخطر الظواهر السيئة على المجتمع, وهى ظاهرة لجوء بعض السيدات الأرامل إلى التحايل على القانون والزواج عرفيا لاستمرار الاستفادة من الحصول على معاشات أزواجهن المتوفين, كما تقوم بعض المتزوجات بالطلاق من زوجها بشكل رسمى لكى تحصل على معاش والدها المتوفى, وبعد ذلك تقوم بعمل عقد عرفى بينهما مرة أخرى ,وتستحل أموالا غير مستحقة لها من خزينة الدولة, وهذا أمر يعاقب عليه القانون, كما يصعب على الجهات المختصة إثبات تلك الاختلاسات والوقائع, ولكن يجب على كل إنسان أن يخاطب ضميره قبل أن يخاطب القانون.