مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب : كيف تختار كليتك؟

نتيجة الثانوية العامة تحدد مصير كل طالب، لذلك فإن الثانوية العامة تمثل شيئا لكل بيت، وعندما تظهر النتيجة تتحول بعض البيوت إلى أفراح، وأخرى إلى مأتم وأحزان، وترسخت فى أذهان أولياء الأمور والطلاب عادات سيئة ومخاوف، لأن  مجموع  الدرجات هو الذى يدفع إلى اجتياز الكلية أو المعهد بغض النظر عن قدرات الطالب، فالغالبية تسعى للوجاهة الاجتماعية والاتجاه للكلية  التى تتطلب مجموع درجات أعلى، وهذا الأمر يمثل نظرة ورؤية خاطئة، فقد يدخل الطالب كلية لاتتوافق مع قدراته، وربما لايحبها، ولكن ولى أمره أو مجموع درجاته دفعه إليها، وحان الوقت للتخلص من تلك المفاهيم الخاطئة، ويجب على كل طالب أن يختار الكلية أو المعهد الذى تتوافق الدراسة به مع قدراته واهتماماته، وتؤهله لسوق العمل ،ومن هنا تأتى أهمية اختيار الكليات والمعاهد التى يكتسب الدارسون بها مهنة تحتاجها أسواق العمل، حتى لايتحول إلى خريج أو بكالوريوس “عاطل”.

والخريج الذى تعلم مهنة مثل الهندسة بمختلف أقسامها، أو الطب أوالصيدلة أو زراعة أو تكنولوجيا واتصالات أو غير ذلك من مهن عملية يجد عملا  بعد التخرج سواء فى القطاع العام أو الخاص، أويحقق طموحه من خلال إقامة كيان  خاص لنفسه، بحيث يبدأ صغيرا ثم يكبر تدريجيا، ومن هنا  تأتى أهمية التوسع فى الكليات والمعاهد الفنية، والتقليل من الكليات النظرية التى لاتؤهل الخريجين  لسوق العمل، ولايجد طلابها فرصا مناسبة للعمل، وما يحدث فى الشارع ومانراه من “عاطلين” خريجى كليات نظرية خير شاهد.

والغريب أنه رغم وجود بطالة، إلا أننا نعانى من ندرة فى العمالة الفنية، وهناك العديد من الشركات والمصانع تبحث عن الخريجين الذين لديهم مهنة فنية تؤهلهم لسوق العمل.

لقد حان الوقت لكى يدرك المسئولون عن التعليم أن التوسع فى التعليم الفنى والتكنولوجى هو الأهم، ويجب التقليل من عدد المقبولين فى الكليات النظرية، فالحياة لاتتطلب وجاهة اجتماعية فحسب، وإنما أيدى فنية وتكنولوجيا حديثة، فالمفهوم المغلوط الذى  يرسخ لمبدأ الحصول على البكالوريوس أو الليسانس كوجاهة اجتماعية أو رخصة للزواج، لم يعد حاليا، ويجب التخلص منه، ولكن يمكن تغيير المسميات الوظيفية لتحقيق الوجاهة الاجتماعية أيضا مع الأعمال الفنية حتى نشجع الشباب على التعليم الفنى، والابتعاد عن الكليات النظرية التى أصبحت معامل تفريخ لملايين العاطلين وغير المؤهلين لسوق العمل.

زر الذهاب إلى الأعلى