مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب: عبقري الموسيقى

مثل الشهب شق صدر سماء اللحن المصري والعربي، فأدهش المطربين والملحنين على السواء من فرط عبقرية موسيقاه التي تخاطب الروح، وتثرى الوجدان، وتتوق لها النفوس المعذبة فى دنيا الغرام والهوى، وتهتز لها الأبدان المفتونة بعشق تراب الوطن، وبمفعول السحر تسري جمله اللحنية في عروق البسطاء نابضة بدماء الحرية.

إنه عبقري الموسيقى بليغ حمدي الجامع بين القديم والجديد في عالم موسيقى فريد ومبتكر عشقه منذ نعومة أظافره، فلم يترك بابا يأنس من ورائه شعاعا من فائدة فنية إلا ولجه، فبدا لحنه في شكله العام سهلا ممتعا وشجيا فيما جوهره يمتاز بالجزالة التي لا تفقد حداثتها.

منذ بدايته اعتمد في تكوين خبراته على الموسيقى الشعبية المصرية، والفلكلور المصري ولاسيما الصعيدي، كما أعطى اهتماما بالغا للموسيقى التركية والفارسية وموسيقى الخليج العربى، وموسيقى بلاد المغرب العربى، وكذلك موسيقى بلاد الشام، وطور في أسلوب أداد المجموعة الصوتية “الكورال”.

آمن بالشباب، فأهدانا عفاف راضي، وكاد يترك حب عمره وردة الجزائرية بسبب تصريح هاجمت فيه اكتشافه الجديد، وقدم لنا على الحجار، وعندما اشتد الهجوم على أحمد عدوية بسبب الكلمات التي يغنيها قرر أن يلحن له من أشعار أمير الشعراء أحمد شوقى، كما كان سببا في شهرة ميادة الحناوي وعزيزة جلال وسميرة سعيد.

وبسبب ألحانه طاف محمد رشدي العالم كله، وكان منبعه الصافي أجمل وأعذب ما غنت وردة الجزائرية.

أما عبد الحليم حافظ فكانت حنجرته “الفترينة” التي قدم من خلالها تجاربه اللحنية الجديدة، ومن شدة حبه له سحب أغنية”الهوئ هوايا” من محمد رشدي التي كانت مختلفة الكلمات.

يقول مطلعها: “الهوى هوايا أبنيك قصر عالى، وأوهبلك كل مالى ، وأشوف منك عيالي صبيان ولا صبايا”، وجعل شاعر الأغنية عبد الرحمن الأبنودي يغير كلماتها لتناسب “حليم”.!

بليغ حمدي الذي رحل عن دنيانا في ١١سبتمبر ٢٠١٨ لم يكن ملحنا موهوبا فحسب، بل هو ملحن مفكر، ومع ذلك لم ينل من التكريم في حياته أو بعد مماته ما يوازى كونه أفضل من أنجبت الموسيقى العربية.

  • لبنان في أزمة ١٢ محاولة برلمانية فشلت حتى الآن لاختيار رئيس الجمهورية الجديد بدلا من الحالي ، فضلا عن الأزمة المالية والاقتصادية التي يعانيها اللبنانيون في حياتهم اليومية، حيث نحو١٨٪ من السكان يعانون الآن من الفقر، ومابين ٥٠٪و٧٥٪ من الأطفال يعانون من سوء التغذية والذى يؤثر على استيعابهم الدراسي أو غيره، ولبنان يعانى أيضا من وجود نظام سيأسى إقطاعي، ويكفى أن نتذكر أن رئيس البرلمان اللبناني نبيه برى الذى يمثل الطائفة الشيعية هو فى منصبه٣١  عاما، أى أن جيلا كاملا من متوسطي العمر اللبنانيين الذين يبلغون الآن أربعين عاما لايعرفون غيره، والاقطاع السياسي وعدم شفافيته يؤديان بالطبع إلى ذيوع الفساد، مثلا تم في أوائل أغسطس ٢٠٢٣ إنهاء مدة محافظ البنك المركزي رياض سلامة بعد ثلاثين عاما في منصبه والذى شهد انهيار الليرة اللبنانية بأكثر من ٩٥٪ من قيمتها في مواجهة الدولار وهو الآن يحاكم بتهمة الفساد.

 

  • مجموعة” بريكس” هدفها القضاء على الهيمنة الأمريكية والأوروبية وليس القضاء على الدولار، ولكن من المتوقع في المستقبل أن يتم القضاء على هيمنة الدولار، بحيث يتم التداول بين المجموعة الاقتصادية بالعملات المحلية لكل دولة، ولن يأتي ذلك بين ليلة وضحاها.
  • أحداث ١١سبتمبر ٢٠٠١جعلت الولايات المتحدة توجه كل إمكانياتها العسكرية تجاه منطقة الشرق الأوسط، بحثا عمن أطلقت عليهم “الشياطين الجدد”، وكان في صدارتهم الجماعات الإرهابية، التي دمرت برجى التجارة في نيويورك، وألحقت الألم بأكبر دولة في العالم، وأدركت أمريكا أن الخطر الذى يتهددها ليس في الصين وكوريا الشماليةـ وهي تخطط لمواجهتهم ببرنامج حرب النجوم ـ وإنما في “هؤلاء الأشرار” الذين خرجوا من الكهوف وتجرأوا عليها، والذين كانوا حلفاءها بالأمس وتحالفوا معها ضد الغزو السوفيتى لأفغانستان، ثم غزت أمريكا أفغانستان للقضاء على القاعدة وبناء دولة حديثة خالية من الٌرهاب، وخرجت منها بعد ٢٠سنة والقاعدة أكثر قوة، وأفغانستان أكثر تخلفا وفقرا، فلم تؤسس فيها ديموقراطية ولم تتركها في حالها، ثم جاء الدور على العراق ودخل صدام حسين المصيدة بقدميه.

ليت كلا منا يستغل وقته فيما يفيد، ويعظ بسلوكه قبل لساته، ويبتعد عن جدل لاطائل منه، حتى يكون الخير للفرد والأمة، والله أسأل أن يهدينا جميعا إلى صواب القول والفعل.

زر الذهاب إلى الأعلى