مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب: اللقاء السرى مع الأسد

0:00

قبل أن يودع شهر أغسطس 1973 آخر أيامه هبطت طائرة خاصة تحمل الرئيس أنور السادات فى مطار رئاسى بمصيف بلودان السورى العريق الذى يقع شمال  مدينة دمشق على ارتفاع 1550 مترا فوق سطح البحر معتليا هضبة ساحرة تطل على سهل الزبدانى  ببساتينه وأشجاره البديعة حيث كان فى استقباله الرئيس حافظ الأسد الذى لم يصطحب أحدا معه إلى المطار لضمان السرية الكاملة لزيارة السادات الذى كان بصحبته إثنان من كبار القادة العسكريين المصريين فقط هما اللواء محمد على فهمى قائد الدفاع الجوى واللواء محمد حسنى مبارك قائد سلاح الطيران.

كان الهدف الوحيد من هذه الزيارة السرية الوصول إلى اتفاق نهائى على موعد الحرب، وقد توافق السادات والأسد فى هذا اللقاء على أن يكون 6أكتوبر الموافق 10 رمضان هو الموعد الأنسب  مع ترك باقى التفاصيل بشأن ساعة الصفر للقيادتين العسكريتين فى البلدين، وبما يلبى رغبة مصر فى أن تبدأ الحرب عند الظهر لتفادى ضوء الشمس  فى عيون  قوات العبور ورغبة سوريا فى أن تبدأ الحرب مع أول ظهور لضوء النهار، وقد استغرق  النقاش حول هذه النقطة عدة أسابيع فى سلسلة اجتماعات، وكان أهمها اجتماع “الغواصة” فى الاسكندرية قبل 6أكتوبر بعدة أيام والذى انتهى بالتةافق على الساعة الثانية ظهرا.

كان كل شىء فى مصر محسوبا بدقة، وكانت لدى اللواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات أسانيده العلمية ، وكانت هذه الأسانيد مدونة فى كراسة  مدرسية  للتلميذة إيمان كريمة العميد صلاح فهمى نحلة رئيس فرع التخطيط بهيئة العمليات، وتحوى دراسات تفصيلية حول طبيعة الجو،  وحركة المد والجزر فى القناة، وتأثير ضوء الشمس وكيفية  الاستفادة من ضوء القمر ليلا ، وهنا لابد من الإشارة إلى ماقدمته هيئة البحوث العسكرية وفرع المعلومات بالمخابرات الحربية من جهد جبار لم يكن غائبا عن الكراسة التى حملت إسم كراسة الجمسى.

  • لم ينحصر دور الفن الذى يهذب النفوس ويرقى بها بعيدا عن التطرف والعنف فى الأداء الفنى أيا كان نوعه فحسب، بل امتد ليلعب أدوارا وطنية اجتماعية وإنسانية، فلن ينسى أبدا من عايش زمن الفن الجميل أم كلثوم بمساهمتها الفاعلة فى جمع الأموال للمجهود الحربى لمصر بعد حرب 1967 من خلال  حفلاتها الغنائية حول العالم ، وكذلك عبد الحليم حافظ من خلال أغانيه الوطنية  الحماسية التى كتبها المرحوم عبد الرحمن الأبنودى وغيره من الكتاب ليلهبوا حماس الشعب المصرى تمهيدا للانتصار الكبير فى حرب 1973 وغيرهم من الفنانين الذين أثروا الفن وأسهموا إيجابيا فى أحداث أوطانهم، وامتدادا لذلك وجدنا المايسترو سليم سحاب – الذى أصابت مصر بحق حين منحته الجنسية المصرية- وقد كون فريقا من كورال الأطفال الذى يصل حاليا إلى ألف طفل كلهم من أطفال الشوارع يشدون بأجمل الأصوات، وقد تركوا عالما من الضياع وانتهجوا طريقا جديدا يسهمون به فى نهضة وطنهم ويصبحون من خلاله مواطنين صالحين وأحسنت وزارتا الشباب والتضامن الاجتماعى فى دعم ذلك المشروع الراقى وأتمنى أن نسهم جميعا مواطنين وهيئات ووزارات كل فى مجاله فى بناء مصر بإيجابية وروح وثابة فمشروع سليم سحاب مثال يحتذى به ونتمنى استمراره ودعمه بكل الوسائل الممكنة.
  • حتى لاننسى: فى 25أغسطس 1270 توفى ملك فرنسا لويس التاسع فى قرطاج بتونس، وفى نفس اليوم من عام 1819 توفى مكتشف الآلة البخارية الانجليزى جيمس وات عن 83عاما، وفى عام 1892 بدء صدور مجلة الهلال الشهرية بالقاهرة التى أسسها أميل وجورجى زيدان، وفى عام 1900 توفى الفيلسوف الألمانى نيتشة عن 16 عاما بعد 11عاما من الصراع مع المرض، وفى 1944 دخل شارل ديجول باريس على رأس قوته بعد تحريرها من النازى الألمانى، وفى 1960 توفى السياسى ورئيس الوزراء الأسبق على ماهر باشا، وفى 2012 توفى نيل ارمسترونج رائد فضاء أمريكى وأول من مشى على سطح القمر.
زر الذهاب إلى الأعلى