مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب: العيد وحقوق الغير

0:00

العيد فرحة وبهجة لجميع المصريين مسلمين ومسيحيين, ولكن – للأسف الشديد – كثير منا يعتبر العيد من حقه أن يسعد به كما يرى هو ورفاقه, متناسيا حقوق الغير من الجيران والمارة والمرضى وكبار السن والأطفال, ومنتهكا لحقوق الطريق نفسه, ويمارس الألعاب النارية الخطيرة والمضرة له ولمن حوله, فيطلق البمب والصواريخ والشماريخ وطلقات الصوت المفزعة منذ آذان مغرب آخر يوم فى رمضان حتى فجر العيد, فنجد الكثير من الصبية والشباب على النواصى والشوارع الرئيسية والميادين العامة يعترضون طريق الفتيات بالمعاكسات والتحرش بهن للتسلية والمرح, خارجين عن أصول التربية واحترام آداب الطريق والبعض الآخر يمزحون بالسيارات والراجات البخارية فى عرض الطريق, كما لو كان الطريق ملكية خاصة لهم  والتأرجح بها يمينا ويسارا, وإلقاء العلب الصاج والكرتون الفارغة (الكانزات) وأعقاب السجائر المشتعلة من نوافذ السيارات دون مراعاة من حولهم ومن خلفهم, ناهيك عن الحدائق العامة وكورنيش النيل الذى يضج ويستغيث من أكوام القمامة من ورق وفضلات الأكل بمختلف أنواعه, وكذلك موت الزرع (النجيلة) الخضراء من الجلوس عليها وقطف الأزهار وتشويه المكان, إلى جانب الحناطير وعربات الكارو التى تنقل بعض الأطفال والصبية والكبار وتمر على الكورنيش ومنطقتى برج القاهرة والهرم ومدينة الفسطاط مصابة بالأمراض الصدرية.

هذه المظاهر المرفوضة يجب ألا نراها , ونحن نعانى منها فى جميع محافظات مصر الحبيبة وخاصة بالقاهرة والجيزة والإسكندرية وتتكرر كل عيد دون وعى وبلا عقاب لمرتكبيها حتى لانعكر صفو فرحتهم بالعيد.

  • تمثل وجبة “الممبار”أهمية كبرى فى طقوس احتفالات عيد الفطر لدى أهل الواحات، حيث يتم تناولها فى دوار العائلات بمشاركة كبيرة من أفراد العيلة عقب أداء صلاة العيد كل عام، وهى عادات توارثها الأبناء من الأجداد منذ مئات السنين، وتعد جزءا مهما من ذاكرة وتراث الواحات، حيث يتم الاستعداد لها من الأيام الأخيرة من رمضان من حيث التنسيق لشرائها وتجهيزها لتكون متوفرة لدى الأسرة فى أول أيام العيد. والممبار هو جزء من أحشاء الذبيحة، ولدى أهل الواحات طرق جميلة فى تجهيزه وطهيه وتقديم وجبة ساخنة منه تكون هى بالفعل مطلوبة للإنسان بعد خروجه من صيام شهر كامل. ويلاحظ عقب أداء صلاة العيد قيام الأسربالاجتماع ليتم فرش السجاد والحصر أمام دوار كل عيلة أو أسرة, ويجلس الرجال مع بعضهم, وتجلس السيدات فى مكان آخر لتناول الوجبة والجميع يعيشون أوقاتا من الحب والوئام فيما بينهم ويتبادلون التهانى بالعيد, ويلاحظ أيضا أنه فى آخر أيام رمضان يرتفع سعر كيلو الممبار كثيرا لشدة الطلب عليه, وهذه العادات لم تقتصر فقط على سكان الخارجة , بل تمتد لكل واحات باريس ويتم تجهيزها بشكل جميل فى واحات بولاق, وجناح, الفرافرة, والداخلة, وبلاط ,والقصر, وغرب الموهوب , وهى فى الحقيقة وجبة ينتظرها الجميع فى العيد, لأنها إلى جانب جمال مذاقها, فإنها تجمع العائلات مع بعضها البعض.
  • فى العيد مشاهد نستمتع برؤيتها ربما تتلخص فى فرحة الناس وحرصهم على زيارة بعضهم بعد أداء الصلاة ,لكن مايعكر صفو تلك الفرحة “السوشيال ميديا” التى تحولت تدريجيا لسلاح لهدم صلة الرحم داخل المجتمع, فقد أطاحت بكل شىء ,فلم يعد هناك زيارات بين الأقارب, والسبب وراء ذلك هو الفيس بوك ,  الذى ساهم فى إبعاد الشخص عن الأهل والأصدقاء , إذ أننا – للأسف – لم نعد نقدم التهنئة سوى بعبارة”كل عام وأنتم بخير”على الفيس بوك أو الواتس آب أو الماسينجر,وهذا يعنى أننا تدريجيا  سنعيش فى غرف ضيقة تدمر كل تقاليدنا الطيبة , والسرفى ذلك هى السوشيال ميديا التى أتمنى أن نحسن استخدامها,  ولانبحث عن أسوأ مافيها.
  • منذ قديم الزمن وكعك العيد هو رمز للفرحة والأعياد فى مختلف البلاد العربية , أما فى مصر فهو يعود بنا إلى أجدادنا الفراعنة الذين تفننوا فى أشكاله, وكانت لاتخلو الأعياد منه, فقد وجد علماء الآثار صورا للكعك على جدران المعابد فى طيبة ومنف, وطريقة تحضيره منقوشة على الجدران فى شكل قرص الشمس أو الإله رع ومن وقتها توارثته الأجيال , وقد تطورت أصنافه وأحجامه, والآن تلجأ أغلب العائلات لشرائه جاهزا, والجديد أن بعض الأماكن تفننت فى عمله ليكون أكثر بهجة بألوان مختلفة حسب نكهة كل صنف ليقبل عليه الكبار قبل الصغار.

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"