مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب: أكتوبر شهر البطولات

0:00

تمرعلينا هذه الأيام ذكرى انتصارات أكتوبر العظيم فى 1973, وفى كل عام نتذكر بكل الفخر والاعتزاز شهداءنا الأبرار الذين استشهدو دفاعا عن الأرض والعرض, الذين سطروا ملاحم البطولة والإقدام فكانت لهم الغلبة والنصر.
ونتذكر بكل فخر الأبطال الذين أعادوا لمصر وللمصريين أرضهم المغتصبة, بعد أن قدموا أروع التضحيات التى مازالت تشهد لها أرض سيناء الحبيبة التى ارتوت بدماء الشهداء.
وهذه تحية لروح بطل الحرب والسلام الرئيس أنور السادات الذى قاد حرب الكرامة والعزة والشرف.
إن حرب أكتوبر لم تكن حربا عادية, بل كانت مثالا للتخطيط والبطولة , ولهذا السبب مازالت تدرس للعسكريين فى دول العالم.
حرب أكتوبر وانتصاراتها مازالت دروسها وإيجابياتها فى أذهان المصريين يذكرونها بكل الفخر والاعتزاز ببلدهم وبجيشهم العظيم وقياداتهم البطلة.
أكتوبر هو الشهر الملهم لأبناء مصر فى كل المجالات, نستذكر من خلاله روح العزيمة والارادة والبطولة وأصالة الإنسان المصرى.
هكذا كان نصر أكتوبر العظيم وسيظل ملهما للأجيال المقبلة جيلا بعد جيل , نستذكر من خلاله بطولات المصريين التى حققوها بإرادتهم وإيمانهم.
كان يوم الإثنين 8 أكتوبر عام 1973 ثالث أيام الحرب يوما مشهودا, لأنه شهد إجهاض أكبر محاولة إسرائيلية لشن هجوم مضاد بالمدرعات فى مواجهة رأس جسر الفرقة الثانية للمشاة التى كان يقودها اللواء حسن أبو سعدة, وأسفرت المحاولة الاسرائيلية الفاشلة عن تدمير اللواء الاسرائيلى المدرع(190) وأسر قائده العقيد عساف ياجورى بعد تدمير معظم الدبابات الاسرائيلية ومصرع وأسرعدد كبير من الضباط والجنود الاسرائيليين,مما اضطر الإسرائيليون إلى وصف هذا اليوم بأنه”الاثنين الأسود”. كان يوم الاثنين 8 أكتوبر عنوانا لأهمية التنسيق الدقيق فى أدق تفاصيل المعارك تحت راية عسكرية استفادت من دروس يونيو عام 1967 فى إطار الفهم الصحيح لمتطلبات وضرورات الالتزام باستحقاقات الحرب العصرية باعتبارها حرب الأسلحة المشتركة التى ينبغى أن يتم ترتيب خطواتها ومراحلها. إن معركة إجهاض الهجوم الاسرائيلى المدرع المضاد وأسر قائده عساف ياجورى سوف تظل مجدا مقيما للفرقة الثانية مشاة التى تحملت العبء الأكبر فى التصدى للهجوم المضاد, ولكن علينا أن نشير أيضا إلى أن تحقق فى هذا اليوم المشهود كان وراءه دور المايسترو البارع الذى أدار الحرب بنجاح منذ بدايتها إلى نهايتها, وأعنى به غرفة قيادة العمليات فى المركز الرئيسى رقم10, لأن هذا المركز هو الذى أعطى اهتماما بالغا بالتقارير التى بعثت بها فصائل الاستطلاع والمخابرات الحربية الميدانية عن تحضيرات الهجوم الاسرائيلى المضاد, ثم أنه هو الذى أعطى اهتماما بالغا بالتقارير التى بعثت بها فصائل الاستطلاع والمخابرات الحربية الميدانية عن تحضيرات الهجوم الاسرائيلى المضاد, ثم إنه هوالذى ارتأى أن يقوم أحد أسراب القوات الجوية بمهاجمة اللواء الاسرائيلى المدرع وإثارة الذعر فى صفوفه حتى يتمكن أفراد المشاة المختبئون فى حفر تحت الأرض من مفاجأة المدرعات الاسرائيلية بالمقذوفات المضادة للدروع. ويقول اللواء طيار متقاعد حسين القفاص الحاصل على نجمة الشرف العسكرية لدوره البطولى فى حرب أكتوبر: إن الشعور بنجاح النسور فى أداء هذه المهمة كان مماثلا للشعور بالنجاح فى الضربة الجوية الأولى, حيث اتصل هاتفيا اللواء طيار محمد حسنى مبارك قائد القوات الجوية بقائد اللواء الجوى لهذه العملية المقدم طيار حسن فهمى عباس لينقل إليه الشكر باسم القيادة العامة للقوات المسلحة للتشكيل الرباعى الذى نفذ الهجوم بقيادة النقيب طيار نيقولا رزق الله والنقيب طيار حسين القفاص والملازم أول طيار مدحت أبو السعود.
لم تعرف العسكرية المصرية يوما سياسة المساومة بجثث الموتى, ولم تربط إعادتها إلى إسرائيل أبدا بشرط, ولافعلت ذلك حسب اتفاقات معها, إنما كانت دائما تطبق المواثيق العسكرية العالمية, وتعمل وفق شرف العسكرية المصرية, فمنذ أن وضعت حرب 1973 أوزارها, وأرض سيناء ما انفكت تلفظ جثث الجنود الإسرائيليين المدفونة فيها, ولقد أعادت مصر لإسرائيل قرابة مائتى ضابط وجندى ماتوا فى القتال , دون حتى أن تطلب اسرائيل ذلك, وإنى أتذكر فيلما مصورا شاهدته فى أحد أيام عام 1974 فى جريدة مصر السينمائية, يوضح مراسم تسليم الجيش المصرى البطل جثث تسعة وثلاثين جنديا وضابطا إسرائيليا تم العثور عيها أنذاك فى مقبرة جماعية فى ميدان القتال, وقد سلمتها مصر للصليب الأحمر فى احترام و إجلال للموت, حيث حمل جنودنا نعوش جنود العدو على أكتافهم, بينما اصطف زملاؤهم على الناحيتين وقوفا, حتى تسلمها مندوبو الصليب الأحمر. إنه مشهد يؤكد عظمة العسكرية المصرية التى لم تساوم إسرائيل على قتلاها, ولا طلبت عقد اتفاق معها تأخذ به فى المقابل شيئا.
فى 2أكتوبر1187 استعاد صلاح الدين الأيوبى القدس للحكم الإسلامى وحررها بعد 88عاما من حكم الصليبيين, فهزمهم فى معركة حطين وحرر بيت المقدس من أيديهم, ثم واجه ريتشارد الأول ملك انجلترا فى الحرب الصليبية الثالثة 1189, وفشلت محاولات الصليبيين فى إعادة احتلال القدس وانتهت المعارك بتوقيع صلح الرملة 1192.
قد يكون الأمل صغيرا, ضئيل الحجم, يحبو بطيئا بيننا, وقد يكون رضيعا يسمع ولايرى أبعد من ضوء الغرفة الضعيف الخافت, وقديكون جنينا لم يأت بعد مخاضه, أو نطفة تتقلب فى رحم أمرأة منهكة, أو بعده فى صلب رجل شقيان لكنه موجود وآت لاريب فيه!

زر الذهاب إلى الأعلى