مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : .. ( نحن كَوْنٌ لا يستحي!!)

0:00

سكان الكون يتبنون افعالا تناقض مايزعمون و يعلنون انه مبادئهم وقناعاتهم.
اعدم العراقيون شاعرهم “احمد النعيمي” شنقا علي رافعه وذلك علي خلفيه قصيدته ( نحن شعب لايستحي) التي شخصت وفضحت حاله الفساد والانجرار لحكومات عراق مابعد صدام وذلك في وصف حاله اعلان امر والتصرف عكسه.
النعيمي اختزل نقده لحال بلده الذي يهتم به اكثر وفي اطار لنقض الاخلاق بعدم الحياء في التصرف، ولم يتجاوز الي نقد كل تصرف دول الكون حاليا حيث ان الجميع يمارسون نقضا لمبادئهم وعقائدهم الفكريه التي تاسست انظمتهم ودولهم عليها واصبحوا يمارسون تصرفا سياسيا واقتصاديا يخالفها جمله وتفصيلا وذلك في اطار ميكيافليه الغايه تبرر الوسيله وبراجمانيه ان غرض اي شيء هو المنفعه الناتجه عنه.
تاسس فهمنا علي ان الكون معسكرين شرقي وغربي او اشتراكي وليبرالي وبينهما معسكر حاول ان يصف نفسه في حقبه ما بانه “غير منحاز” وذلك ربما هروبا من حاله الاستقطاب والعداء بين معسكري العالم الكبيرين او ربما لان عقيده كلا المعسكرين لاتتوافق مع افكار المنفضين عن الانحياز لهما، او ربما ايضا يحاول ان يقول وعلي استحياء انا موجود وانا غيركم.
تأسس المعسكر الشرقي علي افكار اشتراكيه وشيوعيه كارل ماركس التي تخالف افكار الاقتصاد الحر وافكار آدم سميث التي تبناها المعسكر الغربي، الصين ثاني اكبر اقتصاد في العالم تمارس مركزيه سياسيه اذ يحكمها الحزب الشيوعي الصيني لكنها في المقابل تمارس فعلا اقتصاديا في الانتاج والتجاره يفوق اليات الاقتصاد الحر التي لاتعتبر اي شيء يعوق حركه الاقتصاد والتجاره وتتعامل تجاريا مع الغرب بارقام مخيفه حيث اظهرت البيانات الرسمية الأمريكية الصادرة حديثا أن التجارة بين الولايات المتحدة والصين سجلت رقما قياسيا بلغ 690.6 مليار دولار أمريكي في عام 2022، وهذا يشير إلى نمو تجاري قوي وسط خطاب فك الارتباط، وفي الوقت نفسه، زاد إجمالى حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي والصين بنسبة حوالي 23 في المائة مقارنة بعام 2021، ليصل إلى 856.3 مليار يورو (912.6 مليار دولار) والصين تستثمر في ادوات الدين الامريكي بما يفوق تريليون دولار، الصين تتلاعب بخفض قيمه عملتها عند التصدير ورفعها عند الاستيراد في اطار تسهيلات وفقا لمبادئ حريه الاقتصاد التي يفترض انها تناوئها والغرب وخصوصا الولايات المتحده في حاله تشبه حرب اقتصاديه مع الصين وتفرض رسوما علي الوارد منها بما يخالف قواعد تسهيلات حريه التجاره التي تفترضها مبادئ الاقتصاد الحر التي تدين بها.
الطرفان مستمران في التبادل التجاري رغم التوجس والعداء وفيما يبدو انهما يعليان قواعد المصلحه فوق قواعد المبداء الذي يعلنانه ويتبنيانه وذلك بشكل يفتقد الي حياء احترام المبادئ،وعلي غرار التصرف السياسي الاقتصادي نجد الغرب الذي يتشدق ويتغني بالحريه وحقوق الإنسان يمارس فعلا شنيعا وانتهاكها ويعاقب الغير اذا بدر منهم تصرف اقل حيالها.
وللانصاف باقي الدول تلعب سياسيا واقتصاديا حسب هوي المصلحه وماتحدده، والافراد ايضا يطلقون قناعات وشعارات رنانه لكنهم يعلون مصالحهم ولو بالتملق واستغلال الفرص والانبطاح وربما الفساد هذا فوق المبادئ التي يعلنونها وفي قراره نفوسهم وتصرفهم ربما يلعنونها في اطار من عدم الحياء ايضا، التصور الوحيد الذي قد يفلت بالكون من صفه عدم الحياء هو ان المبادئ والمعتقدات الفكريه التي كانت نواه لتاسيس الدول وقناعات الافراد قد اصبحت باليه لم تدرك التطور الكوني الذي اصاب كل شيئ ولكن يقع علي الدول والافراد اطلاق مبادئ جديده هجينه ومرنه او مطاطيه تلغي القديم والاغلب ان العالم لن يطابق فعله حتي مبادئه الجديده لو انجزت لانه يبدو ان الكون يتلذذ بكونه كون لايستحي!!

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"