مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : كن أنت.. وحتميه الدوله الوطنيه

0:00

التغيرات الحادثه في المحيطين الدولي والاقليمي والتي تذهل لتسارعها وتطورها كل من عاش قبل خمسين او اربعين او حتي ثلاثين عاما والاقدم سيكون اكثر ذهولا.

افضت هذه التغيرات الي ضروره تكريس مبدأ الدوله القطريه حيث انفضت الاحلاف والقوميات الي كونها مجرد شعارات شبه فارغه لا تتعدي الدعم الكلامي وشيء من الدعم المادي او اللوجيستي ليس تكريسا لاهداف الحلف او القوميه بل تكرسيا لمصالح مقدم الدعم خوفا من اثار تعثر او هزيمه او سقوط المدعوم في اطار يشبه مايسميه العاملين بالميكانيكا (الصيانه الوقائية) او كاجراء احترازي. ومثار الدهشه ان من عاصر العالم قبل عقود كان يري صور من التكاتف والدعم دون مقابل لدول الجوار والعرق والدين وربما العقائد الفكريه المشتركه او ربما ايضا لاسباب انسانيه في حالات المجاعه والفيضانات والزلازل
وللتدليل اسوق مثال دعم اوروبا لليونان تفاديا لاثار سقوطها اقتصاديا علي القاره العجوز ومثال قياده امريكا لتحالف عاصفه الصحراء لتحرير الكويت من احتلال العراق عام ١٩٩١ والظن ان لامريكا اجندتها ولحلفائها العرب اسبابهم من خوف او تعاطف . هذا الوضع الذي يكرس ويعزز مفهوم (الدوله الوطنيه) لدي من يعي من الدول والقائمين عليها.

ومايدعم مفهوم ان تكون الدوله وطنيه إنها حاله الاعتماديه لدي بعض الدول تحسبا لحاله ان الدعم ليس ابدي وان الدعم مقابل الولاء وان الدعم مقابل ان استغل مقوماتك البشريه او الطبيعيه او قدراتك العسكريه او قرارك وقد يكون ان الدعم لتصير متواكلا وان قامتك لاتطاول قامتي وتظل تدين بالولاء لي، ووقت اللزوم اذكرك بتعال بأفضالي عليك وتنطلق حمله مغردين ومدونين ويوتوبر او مذيعي توك شو او كتاب مقال ليذكروك بانك دوله متسوله ويشككوا في نزاهه مؤسساتك وطبيعي ان هناك من يرد عليهم_ وهم جميعا سيتحولوا للنقيض وبث عبارات الحب والتكاتف او يحذفوا تدويناتهم او مقالاتهم ان صفا الحال بين القيادات او ان الخلاف كان فقط وهما في خيالهم او ان حملاتهم كانت مخططه بفعل من اوحي لهم بوجود خلافات لغرض في نفسه او ان يفسر بعضهم تصريح مسئول ماليه دوله ذكر فيه انه انتهي وقت تقديم دعم ومنح غير مشروطه وعلي من يريد الدعم ان يتبني اصلاحات مواكبا الحديث في مؤتمر دولي يبحث في اقتصاد العالم _يفسرونه انه موجه ضد دوله ما_ كما ان المؤسسات الدوليه التي تدعم بقروض تفرض شروطا للإصلاح الاقتصادي مقابل دعمها المسترد بما يؤثر علي برامج حمايه اجتماعيه ضروريه تقدمها بعض الدول لمواطنيها تفاديا لآثار الفقر والقله بما يشكل ردود فعل سلبيه لدي مواطني تلك الدول وسابقا صرح الرئيس الامريكي السابق ترامب بمامفاده ان من يريد الحمايه عليه ان يدفع كلفتها وعلي اثره انجز صفقات كبيره في احدي زياراته للشرق الاوسط.

وفي السياق اتذكر ان مايشبه هذا المفهوم ورد في مقال من 2010 للرائع د/ محمد كمال أستاذ العلوم السياسيه بجامعه القاهره اورد فيه ان انفكاك جزئي للدوله من محيطها الاقليمي ومشاكله واغراقها في وطنيتها يشكل اساسا داعما للانطلاق ودلل علي ذلك بالهند والبرازيل اللتان حققتا تقدما تقنيا واقتصاديا بانكفاء علي وطنيه ارض دولتيهما وتكريس جهودهما لنهضه ذاتيه توظيفا لموارد محليه بالاساس فحققتا ماوصلتا اليه من كفاءه اقتصاديه وضعتهما في مصاف الدول الكبار _وان كانت البرازيل المصنفه من ال٢٠ الكبار فان بها نسبه فقراء تاثروا بالتداعيات الاقتصاديه الاخيره للعالم _ وقد ترفعت الدولتان عن الانزلاق في وحل جوارهما ومشاكله الاقتصاديه والسياسيه وقد ذكر د. محمد كمال معهما تركيا التي كانت رائده حتي تاريخ كتابه مقاله وان تخلت عن ريادتها وتدهور اقتصادها بعد اغراقها في تدخلات في سوريا والعراق والمنطقه العربيه وشرق المتوسط وهذا مايدعم نظريه ان تتمحور الدوله علي ذاتها

وهذا لاينفي ان تتعاون الدوله مع الغير بما يدعم وضعها الوطني ويكرس امنها سواء بتفاهم ديبلوماسي او تشارك استثماري يصب في مصلحتها وقوتها الذاتيه وان لاتنغلق كليا بما يضمن كافه اوجه أمنها، ويستدعي هذا تكاتفا ووعيا من شعب وقياده الدوله التي تسعي لان تكون وطنيه معتمده علي ذاتها ويتحمل الجميع الم التعثر في القله والضيق والعوز والاشد الم ان تجاهد لتنطلق وتصلب عود دولتك .

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"