مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : ( فرنسا تئن وجع الاقتلاع عن افريقيا)!!

التاريخ ربما يعيد نفسه مع تفاصيل مختلفه وان كان الجوهر واحد ففي خمسينات وستينيات القرن الماضي ثارت اغلب الدول الافريقيه لتتحرر من ربقه استعمار عسكري وسياسي وطردت جيوش وقوات محتله قادمه من اوروبا، والان المشهد يتكرر لتحرر سياسي اقتصادي من انظمه تقود استنزاف بلادها لصالح باريس.
وهنا الوجع الذي ضرب فرنسا وماكرون تحسبا لفقد دجاجات سوداء تبيض ماسا   وذهبا ويورانيوم ونحاس وحتي الخشب وحسب مدركين فان ثلاثه ارباع الطاقه النوويه التي تنير فرنسا وقودها يورانيوم النيجر المجاني بخلاف نفط وغاز الجابون، هذا بخلاف النفوذ السياسي الذي يضمن لها وجودا قويا وسيطره بوسط وغرب افريقيا، ويقول الناس ان التحرر الافريقي الجديد يختفي خلف كواليسه الداعم القديم للتحرر القديم وهو روسيا كرده فعل لقصقصه اجنحه باريس التي تناصبها عداءا صريحا في حربها مع اوكرانيا.
مسيره ضاربه بعمق في تاريخ الاستعمار قطعتها بقوه فرنسا حيث سجلت ثان اكبر امبراطوريه استعماربه بعد بريطانيا وداست اقدام جنودها اراض اغلب قارات العالم القديم وبعض اراض العالم الجديد، فقد احتلت في افريقيا تونس والجزائر وبوركينا فاسو وموريتانيا وساحل العاج و الكاميرون وافريقيا الوسطي وتشاد والنيجر والجابون وجزر القمر ومدغشقر وجيبوتي والكونغو وفي اسيا احتلت سوريا ولبنان وشمال العراق وفيتنام وكمبوديا وفي امريكا الشماليه احتلت كندا وفي الجنوبيه احتلت البرازيل
في العام ١٩٦٢ تحررت  اخر المستعمرات الفرنسيه بعد قتال ضار قادته الدول المحتله لنيل استقلالها ولعل الاشهر الجزائر التي فقدت مليون شهيد قضوا لاجل الحريه
ربما انتهجت فرنسا نهجا يضمن بقائها في المستعمرات السابقه حتي بعد رحيلها كمحتل ذلك بان اسست :
.. نظم اقتصاديه تضمن سيطره شركاتها علي اغلب موارد مستعمراتها القديمه بدايه من الذهب والماس ونهايه بالخشب مرورا باليورانيوم والنفط والغاز كما دشنت الفرنك الافريقي المرتبط بالفرنك السويسري سابقا وباليورو حاليا مع نظام تبادل تجاري يضمن سيطرتها شبه الكامله علي ميزان مدفوعات دول مستعمراتها السابقه  صادرا وواردا واحتكرت شركاتها نهب خامات افريقيا النفيسه والرخيصه.
.. استطاعت فرنسا تكريس اللغه الفرنسيه كلغه رسميه لاغلب دول مستعمراتها خاصه في الغرب الافريقي واسست بهذا للفرانكوفونيه كما استطاعت ان تضع الثقافه الفرنسيه في وعي القله التي تمكنت سياسيا بتلك الدول.
.. الاهم اسست فرنسا لنظم حكم استبدادي فردي ضمن ولاء الحكام لها وبالتالي ضمنت ان تكون حاضره في كل مشهد مستعمراتها السابقه وذيولها الحاليه.
في العام ٢٠٢٠ حدث حراكا للجيش في مالي اقصي نظام موال لباريس وفي العام ٢٠٢٣ حدث نفس الشيئ في بوركينا فاسو ثم في النيجر ومؤخرا في الجابون الغنيه لفرنسا الفقيره لشعبها ويرشح مراقبون دولا اخري ستقضي علي ذيول فرنسا في افريقيا كلها_وربما يستهجن من يسمون حراك الجيش بالانقلاب الذي لاوجه لوجوده في هذه الحالات لان الميديا تنقل اصطفاف الشعوب خلف جيوشها كليا الا من جوقه الانظمه التي تشاركها مع فرنسا مص دماء بلادها، والمؤسف تصرف الاتحاد الافريقي الذي لايفعل الا تعليق مشاركه الدول التي تتحرر في انشطته ثم يعود صاغرا لتنشيطها والشاهد ماحدث بتعليق عضويه مصر في عام ٢٠١٣ وعادت مصر لتتراسه بعد ذلك..
وتبقي ذكري محمد الفيتوري شاعر افريقيا رحمه الله الذي قال
“أصبح َ الصبح ُ
ولا السجن ُ ولا السجان ُ باق ٍ
وإذا الفجر ُ جناحان يرفان عليك”

زر الذهاب إلى الأعلى