مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : (غزه بين اقدام الفيل والحمار واذرع الملالي)!

0:00

كل مانقول ويقول غيرنا في الشأن السياسي يُقَيم بانه هرتله حتي لو كان من مختصين به او حتي ديبلوماسيين لانهم قد يقعوا تحت ضغط لامهنيه قادمه من توجههم الشخصي او مصالح دولهم وذلك لان الحقائق مختبئه في غرف مغلقه او اجتماعات سريه او في عقل جهات ذكيه، لكن حديثنا و الناس ياتي استنتاجا لمواقف سابقه وتوقعات لامور حاضره ومرئيه وقراءات قد لاتوافق الصواب والخلاصه ان الراي المجرد من الهوي او بهوي مادام لن يغير بالامر شيء فهو ليس اكثر من كلام مرسل.
في نوفمبر القادم تجري الانتخابات الامريكيه والتي بدات مقدماتها من عام واشتدت الان.
المنافسه التقليديه تدور بين الحزب الديمقراطي (رمز الحمار) ويمثله الرئيس الحالي جو بايدن والحزب الجمهوري (رمز الفيل) ويمثله حتي الان دونالد ترامب الرئيس السابق، والثابت في عقول الناس ان امريكا دوله مؤسسات لايديرها الرئيس فقط بل معه عناصر اخري كالكونجرس والامن القومي وال Cia وعناصر ضغط تتحكم بقوتها في صناعه الرئيس ومؤسسات صنع القرار عبر الصوت الانتخابي ودعم الحملات الانتخابيه. والمستقر بذهن الناس ان اسرائيل صناعه غربيه وامريكيه وانهم لن يتركوها ماستطاعوا لتضيع والا ضاع الهدف من صناعتها وبقائها، ونظرا لان الجيتو اليهودي يملك قوه تصويتيه فاعله في امريكا فان تصرف بايدن كمرشح كان مصنوعا مع ثوابت السياسه الامريكيه تحت ضغط المعركه الانتخابيه ووضح جليا حيث زار بايدن اسرائيل بعد السابع من أكتوبر مقدما الدعم والمؤازره وتحركت اساطيله لشرق المتوسط في بدايه الامر وطيرت الاخبار انباء دعمه لوجستيا ومخابراتيا وعسكريا ونقديا و ديبلوماسيا بشكل فج باستخدام الفيتو مرات ضد اي قرار لوقف اطلاق النار وذلك من اجل ضمان او مغازله الصوت اليهودي خوفا من ان يذهب لغريمه المحتمل ترامب والذي قدم المتاح له حيث انه بعيدا عن صناعه القرار لكن تصريحاته كانت داعمه لاسرائيل التي قدم لها اكبر خدمه قدمها رئيس امريكا بقرار نقل سفارته الي القدس ابان فتره حكمه، تصرف بايدن اثار سخط الراي العام العالمي واظنه لايعنيه ولايعني بلده لكنه في المقابل تكون فعل محلي ناقم تمثل في تظاهرات واعتصامات للطلاب بالجامعات الامريكيه وبعض المدن الظاهر منها انها ضد سياسه الرئيس في غزه وهنا الامر يختلف فهم بالنسبه لبايدن ((صوت انتخابي)) وفي الاغلب متارجح لو ترك سيرجح كفه الخصم وعليه نظريا تغير شكل الخطاب السياسي لبايدن للاهتمام بايصال المساعدات الانسانيه وحمايه المدنيين واظهر علي استحياء عباره حل الدولتين وقدم مشروعا لصفقه تبادل اسري ومحتجزين مازالت رهن الفشل حتي الان كما قدم مشروعا لقرار وقف اطلاق نار هو الوحيد الذي مر في مجلس الامن لان من قدمه او اتباعه لم يصوتوا ضده وكلها امور كالعدم.
في المقابل شكل ملالي ايران واذرعهم في لبنان والعراق واليمن فعلا تدرج من العبث الي العنف علي استحيا وكان فعله الاكبر بالهجوم الايراني باسراب المسيرات والصواريخ التي لم يسقط احدها باسرائيل وتصدت لها دفاعات القبه الحديديه والطائرات الفرنسيه والامريكيه بعد رصدها باقمار صناعيه امريكيه وذيوع اخبار الهجوم قبل حدوثه وبالمقابل سقط صاروخان اسرائيليان بلا اصابات في ايران!!، ونصب الحوثي معركه عبثيه في باب المندب لم تصب اساطيل امريكا وبريطانيا في بحر العرب ولم تحقق مسيراتهم اصابات بالغه في ايلات وفي الشمال كانت ضربات حزب الله باثر ما في شمال اسرائيل الامر الذي خفف الضغط علي رفح بجنوب القطاع وقد خسر حزب الله بعض قياداته اغتالتهم مسيرات صهيونيه وعامه الامر لن يصل لحرب شامله وحسب ماصرح به نصر الله مؤخرا لانه بالحقيقه قرارها في يد سيد زمانه القابع في طهران ولحرص الغرب علي ان لاتكون حفاظا علي مصالحهم. والحاضر في ذهن الناس ان علاقه اسرائيل وامريكا مع ايران تخضع لتوازنات لن تصل لحد حرب صريحه شامله وربما يكونا بهدف سري واحد.
ماسيحدث غدا يظل بعلم الله فلا مقدمات يمكن ان نستنتج منها توالي ويظل الخاسر الاكبر هم الفلسطينيبن العزل بغزه الذين استشهد منهم بالغدر قرابه ٤٠ الف واصيب فوق ١٠٠ الف وتدمرت كليا بيوتهم ومرافقهم ومازالت اسرائيل وحماس وامريكا خامنئي ونصر الله والحوثي احياء يمارسون اللعب في مباره قد لاتنتهي.

زر الذهاب إلى الأعلى