مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : السقوط في بئر جهل

0:00

.. مكونات الامن القومي من اعتبارات عسكريه وسياسية وفروض الجغرافيا السياسيه وسكانيه واقتصاديه يشاركها الوعي مشاركه اصيله وضمانه الوعي هو التعليم، ولعل مايبذل من جهود الحماية الاجتماعيه المكلفه يمكن ان يضاف اليها ان الاداره ستوفر لملايين من بسطاء الحال نصف دخلهم الذي ينفق حاليا علي تعليم غير رسمي بلا طائل وذلك لو وفرت تعليم رسمي كاف واف يحول دون غيره ويتيح لمنتجه الانسان ان يكون متمكنا مضيفا غير محتاج ليقدم ضمانه للامن القومي مع ضمانه سلامه عقله من ان يختطف وهذا المفهوم سوف يتكرر في كل مايرد هنا وان كان مملا فهو للضروره، ولعل مايثير انزعاج كثيرين في مصر هو حال التعليم.
كل اجراءات الجوده في العالم تهدف الي جوده المنتج (ايا كان) سلع او خدمات او انسان _ككفاءه وقدره ونفع وصلاح تفكير _ان كان المجال معنيا بتعليمه او تأهيله او تدريبه او زياده نفعه لنفسه او لمجتمعه.
ولعدم الخوض في جدليه الخلاف حول تعريف جميع الانشطه الانسانيه ومنها التعليم سنركن لمفهوم بسيط وهو ان التعليم “نشاط تنقل من خلاله المعرفه والعلوم والقيم والسلوك” وعليه فهو بين طرفين “معلم ومتعلم” وفي بيئه “المدرسه” ومن خلال “منهج” يحويه كتاب وان كان نظاميا فهو يسير وفق سياسات تقرره وان كان غير نظامي فهو رهن مايري اصحاب المهن والحرف وحتي الكتاتيب”.
ومنتج التعليم هو انسان وَعَي ماتعلم فصار يتقنه ولو نظريا وياتي العمل ليكسبه المهارات ليصير عنصرا منتجا مفيدا ومعها يكون قد تسلح بقدر يمكنه من الفرز والفهم والتطوير والتفكير الجيد فيما يستجد من مواقف تستلزم رؤيه وقرار قائم علي منطقيه العقل والتفكير والتصرف.
وعند تأمل جيد لحال التعليم عندنا نصاب بذهول فراغ المنتج من مضمونه الا مارحم ربي وذلك لسقوط شبه كامل للمنظومه المنتجه له من معلم لمدرسه حتي السياسات التي توكل لمسئول بتصور خاص به قد يكون جيدا وطامحا لكنه يفقد مايميزه عند اصطدامه بواقع امكانات المتعلم وذويه والبيئه والموروث عن التعليم وطرقه وانماطه.
.. المدرسه اصبحت فارغه من الطلاب والمعلمين واصبحت مكانا لتسجيل الاسماء وعقد الامتحانات والمعلمين تحولوا لنشاطهم الخاص لدي زبائنهم من التلاميذ في نطاق الدروس الخصوصيه وقديما كانت تعوض الجانب المفقود من الحصه المدرسيه لكن مالبثت الان الا فراغ لظروف ازدحام وقت المعلم واماكن الدرس، ثم تاتي رؤي التعليم بتطوير المناهج وازدحامها واتمته العمليه عبر الوسائط الاليكترونيه لتكون عنصرا سلبيا لافتقاد الكثيرين لادوات التكنولوجيا ولغياب تفاعليه المعلم و التلميذ وغياب عنصر رجع الصدي الذي يكمل النموذج التعليمي كنشاط.
غياب الدور القيمي والسلوكي الذي تغرسه المدرسه والمعلم لدي المتعلم يجعله نهبا لمصادر غير امينه تشكل قيمه وسلوكه حسب هواها الغير قويم.
.. نتيجه التيرم الاول هذا العام بكليات الطب والصيدله باحدي جامعات مصر لم تتجاوز ٢٥٪ نجاحا الامر الذي ينذر بكارثه عن منتج تعليمي يمكن ان يمر بتناوب الاخفاق والنجاح الي ان يصل لشهاده فارغه المضمون مهدرا قيمته كمتعلم ومهني مهدرا لما انفق عليه.
.. لابديل عن نظام تعليمي يعود بالمعلم كميسر وشارح وبالمدرسه كحاضنه وصانعه وعي وقيم وسلوك وان يكونا هما دون الدرس الخصوصي والسنتر اللذان يجب ان ينتهيا يكونا وعاء صنع التعليم وان كان ليس هناك بد من تمييز الطبقات والقدرات فليكن الرسمي والخاص من المدارس والجامعات دون اخلال بكفاءه وجوده العمليه التعليميه في التعليم الرسمي لنضمن قدرا جيدا من منتج جيد واع متمكن من ان يصنع فائده له ولبلده بما يشكل درعا يحمي الامن القومي بدلا من السقوط في بئر جهل بتبعات لاطاقه لمجتمع بها.

زر الذهاب إلى الأعلى