مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : الحرب للسلام. نجاح مانديلا وفشل عرفات  شركاء كفاح الابارتيد

0:00

.. دعوي جنوب أفريقيا ضد اسرائيل امام الجنائيه الدوليه  باتهامها بانها تمارس “حرب اباده” ضد سكان غزه نالت الدعوي استحسان الكثيرين ممن علقوا استحسانا لها علي مواقع التواصل دون علمهم بأن احكامها تظل قيد انتظار قرارات مجلس الامن التي يصيبها العوار بفعل فيتو الاعضاء الخمس الدائمين حال تعارض القرار مع مصالحهم او مصالح حلفائهم الامر الذي يحول القضيه الي اثبات موقف او شكل احتفالي في عالم نصفه الغربي والمؤثر يدعم المحتل وساهم في وجوده.
.. ربما من ذاق مراره الفصل العنصري عرف الم جرحه فكان مدعاه لان ترفع جنوب أفريقيا دعواها وربما كثير ممن استحسن التصرف الجنوب افريقي لم يعاصر اخبار الفصل العنصري الذي مارسه البيض من المستعمرين  البريطانيين والافريكان المنحدرين من اصول هولنديه واخري اوروبيه بحق المواطنيين الاصليين  السود اصحاب الارض وقد تجاوز التمييز الفصل في الارض والخدمات والعلاقات بين المستعمرين والسود، وعليه اسس ديسموند توتو الكفاح ضد العنصريه واستكمل المناضل نيلسون منديلا الكفاح ضد الفصل والتمييز العنصري Apartheid.
.. ولان التاريخ مُعَلِم واحداثه عبره كان يجب استلهام تجربه مصر في التحرر من الانجليز اولا والتي بدات بالمقاومه وكفاح طويل ثم بمحادثات انتهت الي جلاءهم ١٩٥٦، ثم حرب مصر ضد اسرائيل في سيناء والتي انتصرت فيها مصر لتفتح بابا للسلام انجزه السادات رحمه الله في اتفاقات كامب ديفيد وانجزه مبارك رحمه الله في مفاوضات سياسيه قانونيه اسفرت عن تحرر طابا اخر البقاع المصريه المحتله.
وكانت تجربه غاندي في الكفاح السلمي علامه في التاريخ حررت الهند من المستعمر البريطاني.
.. الكاتب السعودي البروفيسور (يوسف مكي) نَظَر في مقال بصحيفه الوطن السعوديه لمقارنه بين حاله فلسطين وجنوب افريقيا كشريكان في التعرض للفصل والتمييز العنصري ودلل في ماكتب بان فارقا بين الحالتين كان بان الفلسطينيين شردوا بفعل الطرد والتهجير القسري الأمر الذي حولهم لاقليه لم يكن لها ان تقود كفاحا فاعلا ضد المحتل صاحب الاكثريه ولم يكن بالامكان ان تقود كفاحا من مخيمات اللاجئين في سوريا والاردن ولبنان وان الثوره لاتنجز من المنفي وفي مقابل حاله التشرد الفلسطينيه تمسك الجنوب افريقيين بارضهم وصار المستعمر اقليه ضدهم فكان كفاحهم المسلح الذي وصفوا علي اثره بالارهاب(شبه ماوصف به الفلسطينيين من قبل الاحتلال)… وعلي اثر هذا اختار مانديلا الكفاح  والنضال السلمي مستلهما فكر غاندي فتحول الامر الي كسب التاييد الدولي لمساره والذي انجز من خلاله نهايه للفصل العنصري بمقومات سلميه لشعب لم يهجر او يُهجر من ارضه.
.. الفلسطينيون عبر المسار السلمي انجزوا اتفاقات اوسلو او ماسمي بغزه _اريحا اولا علي جزء من ارض فلسطين التاريخيه…. وكانوا تحت رئاسه عرفات من رام الله لكنهم انقسموا الي سلطتين في الضفه وغزه وفي الاخيره مارس حكامها عده محاولات للجهاد المسلح ضد المحتل كان اخرها في اكتوبر من العام الماضي والتي اسفرت عن اجتياح المحتل لغزه فازهق ارواحا وشرد اخرين من بؤساء المدنيين ، ونستوحي من مقال البروفيسور مكي في مقاله ان مسار مانديلا في النضال السلمي كان ضروره لتفادي ازهاق ارواح المدنيين ضحايا الكفاح المسلح تكريسا لاخلاقيات النضال ومن تنظيره ايضا نستوحي كثيرا من عنوان مقاله (لماذا نجح مانديلا وفشل عرفات)..
والنهايه تطرح اسئله هل تستمر عظه التاريخ في ان الحرب للسلام ام ان حرب غزه الاخيره لاشياء اخري؟ وانه لاثوره من المنفي!! وان رفض من رفض تهجير سكان غزه ومنهم مصر كان تكريسا لاعتقادهم بانه التهجير هو قتل للقضيه ربما في استلهام لبقاء السود اكثريه في جنوب افريقيا كان معززا لنجاح مانديلا واستمرار المعضله في فلسطين.

زر الذهاب إلى الأعلى