شعبان ثابت : يكتب (لاتلعبوا بأرواح البشر)
هذا المقال كتبته العام الماضي في مثل هذه الأيام وحذرت من تكرار الكارثة وقد تكررت هذا العام للأسف الشديد وبشكل أسوأ بعد ظهور نتيجة طب أسيوط ثم طب قنا وأخيرا طب سوهاج والتي تراوحت نسبة النجاح مابين 30 ٪ إلى 40٪ في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل فهل نتعظ ونأخذ القرار الجرئ بعقد إختبارات علمية ونفسية للطلبة الذين تم قبولهم بكليات الطب البشري على مستوى الجمهورية.
في كل مكان في العالم تجد طلبة الطب مجموعة منتقاه جيدا من قبل خبراء علميين لمعرفة إستعداد الطالب لممارسة المهنة التي تتعلق بأرواح البشر أم لا.
ولكن عندنا يتم القبول بمجموع درجات الطالب في نهاية المرحلة الثانوية العامة وياليت المجموع في النظام الحديث يعتمد على إجتهاد الطالب فقط لاغير وإجابته بخط يده حتى يمكننا تقييمه جيدا بل وصل بنا الأمر إلى الإختيار من بين 4 إجابات؟
وهذه الطريقة خطورتها في حالات الغش التي يمكن أن يتحصل بسببها الطالب الفاشل على درجات عالية تُمكنه من الإلتحاق بكلية الطب لأنه ببساطه إختار إجابة صحيحة بالغش دون أن يعرف لماذا إختارها؟!
وهذا ماحدث بالفعل على أرض الواقع في بعض اللجان في بعض المراكز وخاصة دار السلام وجهينه في محافظة سوهاج مما نتج عنه دخول عدد كبير ممن حصلوا على مجاميع عالية بشكل جماعي إلى كلية( طب سوهاج) العام الماضي.
وحدثت الكارثة هذا العام عند ظهور النتيجة برسوب 229 طالب من مركز دار السلام وجهينه وأخميم على وجه التحديد بمعدل 115 دار السلام 85 جهينه 29 إخميم وهذا يدل على صحوة ضمير أساتذة طب سوهاج.
في سابقة لأول مرة تحدث في كليات الطب علاوة على من إنتقل إلى كلية أخرى لعدم قدرته على الإستمرار في دراسة الطب بعد أن واجه الحقيقة بنفسه بعيدا عن ضغوط الأسرة التي ترغب في إلحاقه بكلية الطب بأي شكل كان
( الغاية تبرر الوسيلة)
أتمنى ألا تتكرر هذه الكارثة هذا العام ونكون صادقين مع أنفسنا وأبنائنا ولانحملهم مالايطقونه.
فأرواح البشر ليست لعبة بين رغبات أولياء الأمور فخطأ واحد من طبيب( فاشل) كفيل بإنهاء حياة مريض لاذنب له إلا أن حظه العثر أوقعه بين يدي طالب ( غشاش)
وإلى أن نلتقي في مقال آخر أترككم في رعاية الله وحفظه