مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : (بعد الكارثة)

0:00

أصدقائي وقرائي الأعزاء تابعتم جميعا ماحدث هذا العام في موسم الحج للحجاج المصريين من الذين سافروا( بكروت زيارة) منذ أن تم القبض عليهم سواء رجال أو سيدات وتجميعهم في أماكن للحجز وتصويرهم لإظهارهم بشكل مهين لكل المصريين.

وفجأة ليلة وقفة عرفات تم إطلاق سراحهم وتركهم لمصيرهم بالذهاب لجبل عرفات لبدء مناسك الحج الأعظم ومن هنا بدأت الكارثة حيث أن معظمهم من كبار السن والجو ملتهب الحرارة والمسافة بعيدة وليس لديهم مطوفين أو أتوبيسات كسائر الحجاج النظامين وهنا بدأ يتساقط الحجاج الواحد تلو الآخر في الطرقات وبدأت تتناثر الأخبار بوفاة كذا وكذا إلى أن أفاق الشعب المصري على كارثة غير مسبوقة في أعداد الوفيات من الحجاج المصريين التي تقدر مابين 500 إلى 600 متوفي حسب الإحصاءات الرسمية وماخفي كان أعظم ؟!

وهنا غضب معظم الشعب المصري وبدأت المطالبات بالحساب بل والحساب العسير لكل المقصرين والمتسببين من شركات سياحة وأفراد وصدر قرار مجلس الوزراء بعد تدخل السيد الرئيس شخصياً وطلب تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة الكارثة وتم وقف 16 شركة سياحية عن العمل وتحويل أصحابها للنيابة العامة ونحن في إنتظار ماستسفر عنه التحقيقات ؟؟

وهنا لي وقفة لأقولها بصوت عالي نحن في مصر لانتحرك إلا بعد وقوع الكارثة فهذه الشركات كانت معروفة وتحت أنظار المسؤولين وتركناهم يتعلابون بمشاعر البشر ممن يرغبون بعاطفتهم الدينية بأداء مناسك الحج مع أن المملكة العربية السعودية وللحق كانت قد حذرت قبلها بفترة كافية من أنها ستمنع أي شخص غير حامل تصريح رسمي من المملكة بالحج من دخول مكة.

نحن تعودنا تقع الكارثة ثم نشكل لجان وتتحرك الجهات المسؤولة تقع الحرائق ثم نكتشف أن المصنع أو المؤسسة أيا كان نوعها غير مستوفية لشروط الحماية المدنية وتم إستخراج الرخصة بالرشوة لموظف فاسد وتنهار العمارة ويموت ويصاب العشرات وبعد ذلك نكتشف أنها قامت بدون ترخيص بناء أو زيادة أدوار ونقبض على صاحبها ورئيس الحي وبعض صغار الموظفين َوهكذا الحال في معظم الكوارث.

متى نعمل بالحكمة التي تقول
( الوقاية خير من العلاج)
ونعالج المشكلة قبل وقوع الكارثة ولاننتظر لبعد وقوع الكارثة ؟!

إستقيموا يرحمكم الله

زر الذهاب إلى الأعلى