راندا الهادي تكتب: لمن لا يهمه الأمر!!
ما أشبه الليلةَ بالبارحة! عبارة عربية أصيلة _ سواء أخذنا بها أم لم نأخذ _ تدق جرس التنبيه لتشابُهِ الأحداث وردودِ الأفعال، ما دام الفكرُ والأيديولوچيات واحدة لم تتغير. ما معنى هذا الكلام؟
معناه أن إسرائيلَ اليوم هي (إسرائيل 1948م)، وأميركا اليوم هي (أميركا 1776م)، وسذاجة العرب اليوم عن إدراك ذلك، هي نهجُهم منذ عصور الاستعمار الأولى، إذا ما استثنينا بعض العقول الواعية التي كانت سببًا في إنارة الطريق عبر التاريخ!!
أتعرفون (كلودين جاي)؟ هي رئيسة جامعة هارڤارد أعرق وأقدم الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تولت منصبها منذ ستة أشهر فقط، لتدخل التاريخ كأول شخص من أصل إفريقي يتبوأ منصب رئيس جامعة هارڤارد، وثاني رئيس امرأة في 400 عام هي عمر الجامعة.
في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر 2023م والحرب المدمرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تم اتهام (جاي) بعدم الرد على معاداة السامية في الحرم الجامعي، بسبب انتشار المظاهرات المؤيدة لغزة والمطالِبة بوقف إطلاق النار!!
كانت (جاي) تحاول حمايةَ حرية التعبير داخل الجامعة، ولا تعلم أن أكثر من (70) نائبًا في الكونجرس الأمريكي، وعددًا من خريجي جامعة هارڤارد البارزين والمانحين _ ركزوا معي على كلمة مانحين _ يُعدون العدة لاتهامها بمعاداة السامية والضغط لمغادرتها منصب رئيس هارڤارد!!
ومن هنا نعلم أن أي إطار يتضمن اليهودَ ودولة إسرائيل لا اعتراف ضمنه بمعايير أو حقوق أو قوانين، دولية كانت أو إنسانية، حتى الحَق في الحياة للفلسطينيين قد تم تعطيله لحين انتهاء إسرائيل من ممارسة نسختها الخاصة لِحَقِّ الدفاع عن النفس!!
الذي قد لا يعرفه الكثيرون أن الخبير الاقتصادى اليهودي (آلان جاربر) هو من تولى الرئاسةَ المؤقتة لجامعة هارڤارد الأمريكية خلفا لـ (جاي)!!! شكرًا.