راندا الهادي تكتب: (حمزة نَمِرَة) .. عشرة من عشرة ونجمة!!
لستُ ناقدةً فنية ولكني من جيل الثمانينيات الذي تذوق الكلمات قبل اللحن وعلّق (بوسترات) مُطرِبيه المفضلين على حوائط الذاكرة، ليستعيدَ مع كل أغنية شخوصًا ومواقفَ وروائحَ من الماضي لم تعد أمام العين.
وبسبب هذه التركيبة السابقة لا أعترف بالأغنية (التريند) التي يفرضها عليَّ تَكرارُ وإلحاحُ الـ (سوشيال ميديا) وترشيحاتُ المحيطين، بل أحب الأغنية ككلٍّ متكامل (سلطاته بـ بابا غنوجه)! وهنا أُعلنها واضحةً.. لقد فاز (حمزة نَمِرة)!! تفوق على الجميع بمراحلَ لعدة أسباب: أولها خرجَ من الدائرة الأزلية لأغاني الحب والغدر والغيرة والتوعد بالانتقام، وثانيها: خلوُّ أغانيه من الكلمات النابية الصادمة التي أمست _ منذ فترة _ الكارتَ الأخضر لعبور الأغنية لبَرِّ الجماهيرية ومجتمع الـ (تريندات)، أما ثالثها: فهو إصرارُ هذا المميز على المعنى والهدف لكلمات أغانيه. وهنا أقدم التحيةَ والامتنانَ من قلبي لفريقِ عملِه الذي حافظ على ما بقيَ لنا من شغفٍ للاستماع لكلماتٍ راقيةٍ مُعبرةٍ وتستحق وصفها بفَنٍّ يبني ولا يهدم، يرقَى بالذوق ولا يَهبِطُ به أسفل السافلين.
لذا أُعطي (حمزة نَمِرَة) عشرة من عشرة ونجمة (كمان). استمِرّ وبالتوفيق، ولكنْ رجاءً من أبناء جيلي: جرعة الحزن وانعدام الأمل كانت قويةً في هذا الـ(ألبوم)، وأنت تدري الظروف!! جارك النبي – صلى الله عليه وسلم – يا شيخ: بعضَ التفاؤل، ومزيدًا من الفرح لعله خير !!
