مقالات الرأى

د. أماني فاروق تكتب: اضحك .. الصورة تطلع حلوة

0:00

“اضحك الصورة طلع حلوة” ، جملة تتردد كثيرا في آذاننا في مجتمعنا المصري ، هذه الجملة التي قد تبدو بسيطة لكنها تحوي في طياتها معاني عميقة تعبر عن الروح الإيجابية والتفاؤل، فكما قال الفنان المبدع أحمد زكي في فيلمه الشهير الذي يحمل نفس الاسم “أن الإنسان دائماً يميل الي من يجعله يري نفسه جميلا ويستطيع أن يستخرج منه كل ما بداخله من طاقة ايجابية”.
فالشباب المصري يمتلك طاقة وإمكانات هائلة، ولكنه يحتاج في كثير من الأحيان إلى الدعم والتوجيه إلي الدافع الصحيح لتحويل تلك الإمكانات إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع ، بل ويحتاج أيضا الي التحفيز والتشجيع علي العمل الجاد ممن يؤمن بقدراته وطاقته ، فهو المفتاح الأساسي للنجاح، والتوعية الإيجابية أيضا الي أن العمل ليس فقط وسيلة للحصول على دخل مادي وهو ليست وسيلة لتحقيق الثراء السريع، بل هو طريق ممتد لبناء الشخصية وتطوير المهارات، فكل ساعة تقضيها في العمل بجدية وإتقان هي الإستثمار الحقيقي في مستقبلك الشخصي ومستقبل بلادك، فلا تدع الإحباط يتسلل إلى نفسك، وابدأ يومك دائما بابتسامتك وبطاقة إيجابية، واضعًا نصب عينيك أهدافك وطموحاتك.
ويجب أن يدرك شباىنا المصري العظيم أن التفاني في العمل ليس مجرد وسيلة لتحقيق النجاح الشخصي فقط، بل هو أيضًا واجب تجاه المجتمع ولوطننا الحبيب ، فمصر بحاجة إلى شبابها دائما ليكونوا منتجين ومبدعين، يساهمون في تطوير الفن والثقافة و الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة للدولة وفق رؤيتها الشاملة.
ويجب ألا نغفل أن الشعور بالانتماء هو عنصر أساسي في بناء مجتمع قوي ومتلاحم، و يجب على كل شاب مصري أن يشعر بالفخر لانتمائه لهذا الوطن العظيم، وأن يسعى دائمًا لإعلاء شأنه، و الانتماء لا يقتصر فقط على حب الوطن بالكلمات، بل يجب أن يترجم إلى أفعال ملموسة تساهم في خدمة المجتمع، حتي وان كان ذلك من خلال الأعمال البسيطة اليومية، سواء كان ذلك بالحفاظ على نظافة البيئة، أو بمساعدة الآخرين، أو بالمشاركة في الأنشطة التطوعية التي تساهم في تطوير المجتمع ونهضته، كل هذه الأمور تزرع فينا روح الانتماء وتعزز من شعورنا بالفخر بوطننا الغالي.
ومهما كنت تتمتع بقدرات ، فهذه القدرات تحتاج إلى تطوير وتنمية مستمرة وخاصة في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي ، يجب ألا تتوقف عن التعلم واكتساب المهارات الجديدة والاستفادة من كافة الفرص التعليمية والتدريبية المتاحة، سواء كانت من خلال المؤسسات التعليمية التقليدية أو عبر الإنترنت، وألا نتوقف دائما عن السعي والتفاؤل لتحقيق مستقبل أفضل.
“اضحك الصورة تطلع حلوة” ليست مجرد عبارة، بل هي فلسفة حياة. عندما نتبنى هذه الروح الإيجابية ونعمل بجد وننتمي لوطننا ونسعى لتطوير أنفسنا، فإننا نصبح قادرون على تحقيق أحلامنا وبناء مستقبل أفضل لمصر، فالشباب هم عماد الأمة وأملها في الغد، فلنكن دائمًا على قدر المسؤولية ونبتسم للحياة، لأننا قادرون على تغييرها للأفضل.
——-
مدير مركز التدريب والتطوير
مدينة الإنتاج الإعلامي

زر الذهاب إلى الأعلى