مقالات الرأى

د.أحمد رجب يكتب: مستشفيات الصحة النفسية في مواجهة الأزمات والكوارث

0:00

لم تكن الزيارة التفقدية التى قام بها معالى الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان أمس السبت لمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، مجرد زيارة عادية تستهدف متابعة العمل والخدمات المقدمة للمقيمين والمترددين على المستشفى، و أعمال التطوير ورفع الكفاءة الجارية بأقسام المستشفى.
وإنما تكمن اهميتها فى تقديرى الشخصى كونها تحمل رسالة علمية وانسانية وتعكس بشكلرلافت للنظر اهتمام الدولة بالصحة النفسية للمواطنين.
فقد أكد الوزير ـ خلال الزيارة ـ أن ملف الصحة النفسية يأتي على رأس أولويات العمل سواء من حيث تطوير المنشآت الطبية أو التوسع في الخدمات المقدمة بها، موضحًا أن الصحة لا تقتصر على الجسد فقط بل التكامل بين الصحة الجسمانية والنفسية والاجتماعية، مؤكدًا أهمية الوقاية والعناية الجيدة لأصحاب الاضطرابات النفسية أو المعرضين لها، وإعادة تأهيلهم ودمجهم بالمجتمع.
ومن جهة اخرى فقد أوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزير أجرى جولة تفقدية شاملة داخل مبانِ وأقسام مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، والذي يعمل بطاقة 1200 سرير، ويعد واحد من أكبر مستشفيات الصحة النفسية وعلاج الإدمان بمصر، ضمن 23 مستشفى ومركز على مستوى الجمهورية، تقدم خدمات علاجية ووقائية في الطب النفسي العام، وطب نفس الأطفال والمراهقين، وطب نفسي المسنين، وطب المجتمع، والعلاج التأهيلي للمرضى، وعلاج الإدمان.
ولفت «عبدالغفار» إلى أن الوزير تابع أنواع العلاج النفسي المقدمة بتلك المستشفيات من خلال أقسام الداخلية والعيادات الخارجية، والتي تتنوع بين جلسات علاجات دوائية، وجلسات تنظيم إيقاع المخ وجلسات نفسية فردية وجماعية .. كما أن العلاج المقدم يشمل أيضًا «العلاج التأهيلي» بأشكاله المختلفة، من برامج متخصصة كبرامج علاج إدمان المخدرات والإقلاع عن التدخين، والتأهيل للمرضى النفسيين من البالغين، بالإضافة إلى برامج علاج الاضطرابات النفسية للأطفال والمراهقين، منها برامج التحكم في الغضب، والعلاج الجماعي للثقة بالنفس للأطفال والمراهقين، وتأهيل أطفال التوحد، والعلاج الجمعي لاضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه في الأطفال، وغيرها من البرامج المخصصة لمعالجة الاضطرابات النفسية والسلوكية المختلفة.
والحق يقال فإن هذه الزيارة التفقدية وهى على هذا النحو تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أهمية دور مستشفيات الصحة النفسية في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية والوبائية أو البشرية وما ينتج عنها صدمات أو أزمات نفسية، عن طريق تقديم الدعم النفسي للضحايا، وذلك من خلال فرق الدعم النفسي المنتشرة بمستشفيات الصحة النفسية.
ومما يؤكد اهتمام وزارة الصحة والسكان تحت قيادة الدكتور خالد عبد الغفار أن معالى الوزير لفت إلى التوسع في خدمات الصحة النفسية، ودمج خدمات الصحة النفسية بالوحدات الصحية والمراكز الطبية، ضمن مبادرة السيد رئيس الجمهورية لدعم خدمات وحدات ومراكز الرعاية الأولية، كما لفت أيضاً إلى توافر خدمات الدعم النفسي بالعيادات الصديقة للمراهقين، وعيادات المرآة الآمنة، بالإضافة إلى خدمات الاستشارة والتأهيل النفسي المقدمة للشباب والفتيات ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج، وذلك في الوحدات الصحية.
واستوقفنى أيضاً من خلال ما نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الصحة والسكان على الفيسبوك تلك الصور التى تعكس بوضوح حرص الوزير على تفقد غرف النزلاء داخل أقسام (علاج الإدمان للرجال، وحدة الطب النفسي للبالغين) حيث اطلع على البرنامج التأهيلي اليومي لنزلاء المستشفى، كما تفقد عيادات المراهقين والأطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى