مقالات الرأى

دكتور عماد عبد البديع يكتب : رأس الحكمة .. ضربة معلم

0:00

عقدت الدولة المصرية اتفاق شراكة استثمارية مع دولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة رأس الحكمة في الجزء الشمالي الغربي من الدولة المصرية، وهو ما تم وصفه من قبل كثير من الخبراء الاقتصاديين بأنه أكبر مشروع استثماري في تاريخ مصر. وتتمثل الأهمية الكبيرة للمشروع في أنه يقضي على أزمة توفير الدولار والتي عانت منها مصر كثيرا في الفترة الاخيرة، والتي تسببت في الارتفاع الجنوني للأسعار، وذلك لأننا بطبيعتنا شعب مستهلك أكثر منه منتج، حيث نستورد معظم احتياجاتنا من الخارج وبالعملة الصعبة.

وتتمثل القيمة الكبيرة للمشروع في انعاش خزينة الدولة ب35 مليار دولار في الوقت القريب العاجل و150 مليار دولار على مدار الخمس سنوات القادمة خلال فترة العمل بالمشروع. ويرى الخبراء أن هذا للمشروع يسهم في نهضة الاقتصاد المصري من عثرته من خلال توفير فرض العمل وضمان تحقيق السيولة الدولارية للخمس سنوات القادمة، وبالتالي يسهم في القضاء على السوق السوداء الموازية للدولار ويسهم بالتالي في الانخفاض التدريجي للأسعار .

الشيء المبهج في هذه الصفقة أنها كانت ضربة معلم من الحكومة المصرية لتجار العملة ولمحتكري السلع والتجار الجشعين والذين يتاجرون بقوت المواطنين، وما أكثرهم في هذه الأيام! وكانت في الحقيقة ضربة قوية كذلك لأولئك الذين يروجون لإشاعات بيع الأصول وبيع الأرض والأهرامات وأبو الهول مع كل خطوة جادة تتخذها الدولة للخروج من عنق الزجاجة وإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية التي تمر بها ويمر بها العالم نتيجة للحروب والأزمات والصراعات الدولية …

إن عقد مثل هذه الصفقات أكبر دليل على نجاح الحكومة المصرية في جذب الاستثمار ، وأن مثل هذه الصفقة ما هي إلا بداية لعدة صفقات ومشاريع استثمارية ضالعة الدولة المصرية في تحقيقها. ويبدو أن بشائر الخير قادمة لتثبت لنا أهمية مشاريع البنية التحتية التي تقوم بها الدولة ، فلم يكن لهذه المشاريع أن تتم لولا وجود بنية تحتية مؤهلة ولولا وجود تنمية حقيقية مستدامة في شبكات الطرق والمواصلات والسكك الحديد والكباري… الخ

مصر دولة أكبر من كل التحديات ! فهي المحروسة والمذكورة في القرآن الكريم، ومن دخلها كان آمنا.. وهي دولة قوية وذات اقتصاد قوي قد يتعثر أو يمرض لكن أبدا لن يموت.. دولة تعمل في صمت لتحقيق أهدافها وتطلعات شعبها غير مكترثة بالأقاويل والشائعات والمؤامرات …

وإننا إذ نشجع على جذب المزيد من فرص الاستثمار الواعد فإنه يجب أن تكون هذه الصفقة هي البداية للتحرك من جميع القطاعات الاقتصادية بالدولة ، ولنجعل بناء الاقتصاد أولى أولوياتنا في الفترة المقبلة، وليكون بناء اقتصاد قوي هو سمة المرحلة القادمة، ولننوع في زيادة مصادر الدخل القومي والناتج المحلي في جميع المجالات الزراعية والصناعية والسياحية… الخ حتى نكون في المكانة التي تليق بتلريخ وحضارة مصر ، خاصة أننا تمام الثروات البشرة والطبيعية التي تؤهلنا لذلم وبقوة !!

زر الذهاب إلى الأعلى