مقالات الرأى

محمد أمين المصري يكتب : جالانت يقود إسرائيل ونيتانياهو كالبطة العرجاء

0:00

يبدو أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت هو الذي يدير مقاليد الأمور في إسرائيل حاليا وليس رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو، فالأخير أصبح كالبطة العرجاء يحاول فقط الدفاع عن فشله في إدارة الأزمة بعد أن طال أمد الحرب على قطاع غزة ولم يحقق أهدافه منها، في وقت بدأ العالم ينقلب ضده لأن الموافقة غير العلنية التي أعطاها له بعض قادة أوروبا والولايات المتحدة كانت مشروطة بوقت محدد وليس مفتوحة المدة، باستثناء واشنطن التي تعد ربما الدولة الغربية الوحيدة التي ترفض وقف إطلاق النار في غزة حتى وقتنا الراهن.
عودة إلى جالانت، فقد كشف خلال وجوده في قطاع غزة ربما ليظهر للإسرائيليين أن الجيش انتصر، عن خطة الجيش العسكرية المقبلة في الحرب، ولم يكن جالانت وحده في القطاع ولكن برفقة نائب رئيس هيئة الأركان، لإجراء تقييم لأوضاع القوات الإسرائيلية هناك.. وتحدث جالانت طويلا عن عمليات استنزاف لقدرات حركة حماس، نافيا بشدة وقف الحرب في الوقت الراهن.
في الماضي..كان جالانت يتحدث بثقة عن تحقيق انتصار في الحرب، ولكن في الوقت الراهن وبعد مرور ٣ أشهر على الحرب، لم يعد الحديث بنفس القوة القديمة ”الإحساس لدى البعض أننا في طريقنا لوقف القتال هو إحساس خاطئ، فبدون انتصار واضح لن نستطيع العيش في الشرق الأوسط“. ويبدو أن جالانت كان يرد على قائد عسكري أخر صرح بأن الجيش الإسرائيلي سوف يقلل قواته في غزة خلال شهر يناير الجاري وينتقل إلى مرحلة ما يسمى ”التطهير“ قاصدا قادة حماس.
وتتلخص الخطة العسكرية المقبلة للجيش الإسرائيلي لمواجهة حماس وفقا لتصريحات جالانت، في ٣ أنواع من العمليات، تبدأ بهجومية، ثم اجتياح، وأخيرا عمليات خاصة إذا ما اقتضت الحاجة ”سنسيطر على الأرض للمدة التي نقررها، والهدف هو استنزاف قادة حماس وقتلهم وخلق واقع نفرض فيه سيطرتنا على الأرض“.
وكما أسلفنا، فمن الواضح أن وزير الدفاع الإسرائيلي هو من يحكم إسرائيل حاليا أو يتحكم في إدارتها، فهو الذي يصرح ويحدد أمد الحرب ومن هم الأعداء وكيفية تصفيتهم والتعامل معهم ووقت العمليات العسكرية وتصنيفها، فهو يوهم الإسرائيليين أن الجيش الإسرائيلي يقوم بمهمة خارقة للغاية ” نحن نقاتل محورا وليس عدوا واحدا“ مبررا بقوة سلوك الجيش الهمجي في الحرب، التي تدخل شهرها الرابع، ثم يصرح لصحيفة ”وول ستريت جورنال“ بأن هجمات حماس في السابع من أكتوبر الماضي هي الأكثر دموية بالنسبة للشعب اليهودي منذ عام ١٩٤٥“، ثم عاد وكرر على الإسرائيليين هو هجمات حماس ” حجم وشدة هجوم حماس هز بشدة إحساس الإسرائيليين بالأمن وغير بشكل عميق الطريقة، التي ينظرون بها إلى العالم من حولهم..خطورة التهديد تكمن وراء شراسة الرد الإسرائيلي وتصميمها ليس فقط على تدمير حماس المدعومة من إيران، بل على التصرف بقوة كافية لردع الخصوم المحتملين الآخرين المتحالفين مع طهران، بما في ذلك حزب الله في لبنان“.
بخلاف تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، فالوضع السياسي داخل اسرائيل مضطرب ومشتعل، ويكثر اللغط بين الوزراء مما يضع تل أبيب في مأزق أمام قادة العالم، خصوصا تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، اللذين يطالبان بتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من قطاع غزة، وهي فكرة ندد بها العديد من أنحاء العالم باعتبارها انتهاكا للقوانين الدولية لحقوق الإنسان. ودليل على الانقسام داخل حكومة نيتانياهو.
ورفضت المتحدثة باسم رئيس الوزراء التعليق بشكل محدد على تصريحات الوزيرين المتطرفين، لكنها قالت إن نيتانياهو يعتقد أن ”مستقبل الفلسطينيين من غزة يكمن في غزة“. الأمر الذي يعكس تباين المواقف داخل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وبما يؤكد أن نيتانياهو لم يعد رئيسا للوزراء كما حاله في السابق وإنما يرضخ لوزراء الإئتلاف الحاكم بغض النظر عن المواقف الدولية التي وقفت معه في بداية الحرب وبدأت تتراجع عن تأييده‘ في حين أن دعوات الوزيرين ستزيد الانقسامات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية حول أفضل السبل لإنهاء الحرب في غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"