مع بداية شهر أكتوبر من كل عام تحتفل الدولة المصرية، بذكري حرب أكتوبر عام 1973، يوم نجحت القوات المسلحة المصرية الأرض في تحرير الأرض، من العدوان الإسرائيلي، ليخلد التاريخ أسماء أبطال حرب أكتوبر بأحرف من ذهب في سجلات العسكرية المصرية، وتزامنا مع احتفالات حرب أكتوبر المجيدة التي كان فيها كل أبناء مصر علي قلب رجل واحد ففي الوقت الذي كان يقف فيه رجال الجيش بالسلاح للدفاع عن الأرض والعرض في منطقة «القنال»، كانت هناك يد أخري تقوم بالبناء وتعمر الأرض حتي تحقق النصر المبين، وعلي رأس هؤلاء أحد الشخصيات السوهاجية التي برزت بقوة على أرض محافظة السويس في الفترة من أواخر الخمسينات حتى منتصف الثمانينات، فهو النائب والسياسي الكبير «مصطفى حزين» المقاول الوطني صاحب البصمة العظيمة في تاريخ محافظة السويس .
نشأ «حزين» في قرية القرعان التابعة لمركز جرجا بمحافظة سوهاج ثم انتقل إلى العيش بمدينة السويس بعد أن صار شاباً وعمل في مجال الإنشاءات والمقاولات حتى برز نجمه ليدخل الحياة السياسية من أوسع الأبواب.
نجحت إسهامات « مصطفي حزين » في العديد من مجال الإنشاءات الأمر الذي جعله يفوز بلقب رائد إعادة الإعمار على أرض محافظة السويس في الفترة بعد انتصارات حرب أكتوبر المجيدة حيث كان من أبرز الأسماء ان لم يكن أبرزها التي كان لها الدور الأكبر في إعادة الإعمار.
تمكن «حزين» من إنشاء عمارات ومساكن الإسكان المتوسط بمنطقة الملاحة القديمة التي لا زالت قائمة إلى وقتنا هذا أمام مبنى المخابرات.
إنشاء محطة الأتوبيس في منطقة الأربعين على غرار المحطات في كبرى المدن المصرية وقتها.
إنشاء مسجد الغريب الجديد بعد تهدم وإزالة المسجد القديم أثناء الحروب المختلفة التي عاصرتها المدينة.
إنشاء فرع عمر أفندي والذي ما زال قائما حتى وقتنا هذا بجوار محطة وقود موبيل بمنطقة السويس.
إنشاء مبنى الجمعية الاستهلاكية بجوار شبكة كهرباء السويس.
إعادة إنشاء وترميم الكورنيش القديم بعدما تم تدميره أثناء فترة الحروب من ١٩٦٧ حتى ١٩٧٣ بدءا من أمام سينما ومسرح إسماعيل ياسين (سينما رينيسانس) حتي شركة مصر للبترول وقرية الحجاج.
مساهمته في إنشاء وإعادة تأهيل الطرق بالسويس وإزالة آثار العدوان والدمار كذلك مشروعات المرافق الأساسية.
وتقديرا لعطائه الوطني كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات على دوره في إعادة إعمار المدينة الباسلة .
وسياسيًا شغل الحاج مصطفي حزين عددًا من المناصب السياسية المهمة منها ، رئيس المجلس المحلي لمدينة السويس، وعضو مجلس الشورى عن المحافظة.
كما شغل « حزين ” عدة مناصب داخل الاتحاد الاشتراكي في فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان مقربا لكل دوائر القيادات التنفيذية على مستوى الحكومة المصرية والمحافظة خاصة بعض الشخصيات البارزة آنذاك على رأسهم، شعراوي جمعة والذي كان يشغل منصب محافظ السويس في الفترة من ١٩٦٣حتى ١٩٦٥ .
توفي الحاج مصطفى حزين في منتصف عام ١٩٨٤ ليترك كل هذه الإنجازات خلفه تخليدا لذكراه وسيرته العطرة.