مقالات الرأى

انس الوجود رضوان تكتب: (The Son ) يضع الآباء في قفص الاتهام

0:00

قد يغفو البعض، لكن السينما لا تغفو يوما عن رصد الحقيقة والتعبير عن مشكلات واقعية تهدد المجتمع، من حين لأخر، تفاجئنا السينما بفيلم يجبرنا علي اعادة حسابتنا من جديد، و لفت انتباهي قدرة  المخرج العالمي فلوريان زيلر ، على اخراج فيلم the son على رصد العلاقة الشائكة بين الآباء والابناء. اذ يصور  عقبات الانفصال على حياة شاب مراهق يدعي نيكولاس.

بكل دقة الفيلم لا يرفض الطلاق، ولكنه يرصد فشل الآباء في التعامل مع الانفصال وتأثير ذلك علي الابناء، عاش نيكولاس حالة نفسية مضطربة بعد انفصال والديه، وانتقاله إلى حياة جديدة مع والده وزوجته، ليصاب بعقدة تجعله يتحول الى شخص عنيد وعدواني وتتواجد لديه الرغبة الدائمة في التدمير والتخريب،فيرفض عالمه ،
ويتحول الى شخص بلا طموح ولا يستطيع التخطيط لمستقبله ويتوحد مع نفسه، رافضا الذهاب الي المدرسة ،وحرمانه من أمه وفرض أوامر والده عليه ،جعلة يلجأ إلى الانتقام من نفسه فيستقل سكينا ويضعة تحت وسادته ،كلما يغضب يجرح نفسه ،الاان حدثت الكارثة الكبرى وقطع شريان يده، وينقله والده إلي المستشفى ، يقرر الطبيب النفسى والمحققين بايداعة فى مستشفى لعلاجة ومتابعته حتى لايلجا إلى العنف مره اخرى ،ويرفض نيوكلاس البقاء ويتحايل على والديه بإنقاذه والخروج معهم إلى منزل والدته ويتأثر الاب والأم بدموعة ويخرج ،ولكن هذه المره وفى مشهد مؤثر جلس نيكولاس بجانب والديه يخبرهما عن حبه لهما ثم يدخل الحمام ليزيل اوساخة التى تراكمت على جسمه أثناء وجوده بالمستشفى ، ويطلق النار على نفسه لينهى حياته.
حدوته بسيطة ولكنها مليئة بالأوجاع ..وتجعلنا نتأمل حياتنا مع اولادنا ، ونعيد النظر في علاقتنا بهم. وانصرافنا عن فتح حوار معهم وسماع مشاكلهم يؤدى الى الحزن والوحدة، وحدّة الطبع ومشاكل في التصرفات وانعدام الثقة بالنفس والخوف، بالإضافة إلى تدني وتراجع مستواهم في الدراسة ، وإحساسهم بعدم الامان،فالأولاد يريدون أن يعيشوا فى جو أسرى مليئ بالحب،والطمأنينة،
. نحتاج تشريع قانون انساني يحافظ علي نفسية الابناء بعد انفصال والديه، نحتاج لأفلام ومسلسلات تعلم الآباء إتيكيت الإنفصال،واهمية احترام رغبة الأبناء ،فى خلق حوار هادئ بينهم، حتى لانندم على فقد فلذات أكبادنا

زر الذهاب إلى الأعلى