مقالات الرأى

إميل أمين يكتب : الدولة الأمريكية العميقة

تتعدد التعريفات والتفسيرات لتلك الدولة المجازية ، وتبقى الحقيقة بسيطة رغم تعقيدات الظاهرة ،وهي أنها مصالح تحتية مختئبة بين ثنايا النظام المؤسساتي السياسي ، يديرها منتفعون لهم شغل شاغل في بقاء أهدافهم بعيدة عن الأعين ، وفي الوقت عينه لديهم من القدرة والمنعة ، ما يمكنهم من تسخير الحكومة الظاهرة لخدمة وإدراك ما يتطلعون إليه ، عبر التواطؤ والمحسوبية، وغالبا تعطي الدولة الأمريكية العميقة ، المثل الواضح لكل تلك الجماعات حول العالم .
والشاهد أن هناك أكثر من قراءة لتلك الدولة ، واحدة تعود إلى زمن تأسيس الولايات المتحدة ،وزمن الآباء المؤسسين ، وأخرى معاصرة ترتبط بمجمعات ولوبيات حديثة بزغت في النصف الثاني من القرن العشرين .
يتتناول البروفيسور ” جيسون ليندسي “، في كتابه ” إخفاء الدولة ” طبيعة هذه الدولة العميقة ، وعنده :” أنه حتى بدون وجود جدول أعمال تآمري ، فإن مصطلح الدولة العميقة ، مفيد لفهم جوانب مؤسسة الأمن القومي في البلدان المتقدمة ، مع التركيز على الولايات المتحدة .
على أن ليندسي يفتح الباب واسعا أمام مصادر تلك الدولة ، والتي يعتبر أن مجتمع الأمن القومي ، والمخابرات ، وبقية العوالم والعواصم السرية في الداخل الأمريكي ، هي مصدر القوة .
ومن بين التعريفات الأكثر إثارة ، والتي تفتح الأذهان على ما يجري في الداخل الأمريكي من تحركات غير ظاهرة للعيان ، ما اشار إليه ، إدوارد سنودن ، عميل وكالة الأمن القومي الأمريكي
‏NSA
تلك الوكالة المغرقة في السرية ، قبل أن ينقلب عليها ويكشف أوراقها في قصة معروفة خلال العقد المنصرم .
يرى سنودن أن الدولة العميقة ليست كامنة فقط في ثنايا وكالات أمريكا الإستخبارية ، بل إنها حقا وسيلة للإشارة إلى بيروقراطية الحكومة المهنية ، هولاء المسؤولون الذين يجلسون في مناصب قوية ، ولا يغادرون عندما يغادر الرؤساء والذين يشاهدون الرؤساء يأتون ويذهبون ، وهم يؤثرون على الرؤساء “.

ماذا ايضا ؟
الكثير يمكن مطالعته في أحدث كتاباتي المتواضعة …الدولة الأمريكية العميقة .
شكر خاص للاستاذ الكبير والصديق العزيز استاذ فتحي محمود ومركز أتون للدراسات الذي جعل هذا العمل يرى النور …كل الود وجزيل الإمتنان.

زر الذهاب إلى الأعلى