مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب  : عصابة الماكس..الكوميديا تعاني !

0:00

تبدو مشكلة الكتابة الكوميدية قائمة وتعاني بشدة، أحدث الأفلام المصنفة “كوميدية” في هذا الموسم والتي شاهدتها كان “عصابة الماكس” من إخراج حسام سليمان وتأليف رامي علي وأمجد الشرقاوي، وبطولة واحد من نجوم الكوميديا الناجحين في الجيل الحالي وهو أحمد فهمي.
كنت أتوقع أن يكون خطوة في مستوى أو أفضل من فيلمه الأخير “مستر اكس” ولكن للأسف هي خطوة أقل فنيا ! وبدا الفيلم بالنسبة لي غير “مصنوع” بإتقان وبه تعجل !
السبب الأول لخروج هذه التجربة السينمائية ضعيفة هكذا  هو “الورق” يوجد فريق من الممثلين وضيوف الشرف جيدين ولكن السيناريو لم يقدم الكوميديا كما يجب، فشل في تقديم معظم أساليب الكتابة الكوميدية سواء صناعة المواقف المبنية على التلاعب بالألفاظ أو تقديم المبالغة المقبولة في المواقف الكوميدية المبنية على ردود الأفعال والانفعالات أو المفاجأة بشكل ناجح ، وكانت المواقف الكوميدية الجيدة قليلة جدا ولم يجد المشاهدين الكوميديا المتوقعة ولا يكفي الاعتماد على كم كبير من ضيوف الشرف ومهارتهم الكوميدية الشخصية لنجاح فيلم كوميدي ، بالطبع لن يحدث بدون كتابة جيدة، و أحيانا وجود ضيوف شرف كثيرين يضر بالفيلم ، فقط مشهد حمدي الميرغني كان جيدا ، بقية ضيوف الشرف لم يكن لوجودهم أي إضافة فنية لافتة!
فكرة الفيلم جيدة وكان ممكن صناعة مغامرة كوميدية ناجحة لو تم كتابة السيناريو والحوار بشكل أفضل، وخاصة الشخصيات الكثيرة في العمل ! بعضها كان يجب زيادة مساحة الدور وبعضها كان يجب الاستغناء عنه !
السيناريو منذ بداية فكرة تكوين البطل لعصابة من أجل مهمة التهريب، جاءت غير منطقية وسريعة وغير مقنعة للمشاهدين، مثلا، لو لبلبة كانت أم صديقته روبي كان أصبح أكثر إقناعا انضمامها وكذلك لو كان حاتم صلاح صديق قديم للمكسيكي وينتظر خروجه من السجن لتنفيذ المهمة كان أيضا أكثر إقناعا لإنضمامه للعصابة ولكن السيناريو لم يهتم بتفاصيل كثيرة من أجل الحبكة الدرامية، مزيد من الجهد والتفكير لحلول منطقية كان أنقذ السيناريو !
أحمد فهمي قدم فيلم من أضعف أفلامه يذكرني بفيلم “الكويسين” وعليه التأني في الاختيارات القادمة .
لبلبة كانت العنصر النسائي الأبرز في هذا الفيلم حضور وخفة ظل طبيعية وأداء جيد هي فنانة كوميدية كبيرة وتعرف كيف تقدم الكوميديا دون مبالغة وكانت إضافة إيجابية لهذا الفيلم وكان ممكن استغلالها أفضل ومعها كذلك حاتم صلاح والذي قدم أداء جيد باستثناء بعض المشاهد التي كان بها مبالغة في الأداء .
روبي أداء مقبول وأقل من موهبتها ولا تتذكر سوى الأغنية ، أتخيل لو ممثلة كوميدية مثل ميرنا جميل كانت قدمت أداء أفضل في هذا الدور.
اوس اوس استمرار في الأداء المبالغ فيه والنمطي وهنا خطأ من المخرج كان يجب تنبيهه.
للأسف مشكلة الكتابة الكوميديا من أبرز عيوب الفيلم وأقرأ   تعليقات من الجمهور المصري والعربي “مخجلة” في حق السينما الكوميدية المصرية الحالية.
بشكل عام هو موسم سينمائي ضعيف ولا يوجد فيلم متميز ، رجاء مزيد من الجهد في كتابة السيناريو والحوار وعدم التعجل للحاق بموسم العرض وصناعة مواقف كوميدية ملاءمة للأبطال بإتقان وعدم “الاستسهال” بالاستعانة بأفيهات السوشيال ميديا لأنها بالنسبة للجمهور تكون مكررة وغير جديدة.
أخيرا سألت نفسي في نهاية الفيلم ماذا لو كانت تلك المغامرة السينمائية بأسم “عصابة الثلاثي” ومن بطولة فهمي وهشام وشيكو، أتخيل كنا شاهدنا كوميديا أفضل كثيرا .

زر الذهاب إلى الأعلى